ماهي اكثر الامور التي تجعلك تشعر بالرضا والسعادة من عملك! إنها لاشك شعورك بأنك شخص مهم ضمن هذه المؤسسة وأنك تقدم لها خدمات لا غنى لهم عنها، وأنك إحدى ركائز هذه المنظمة الأساسية!. بمثل هذا المفهوم الإنساني الدارج في طبيعة البشر، سيكون حديثنا اليوم حول أهمية تقدير الموظفين، وإشعارهم بأهميتهم، ومكافأتهم المعنوية على اعمالهم، ومدى خطورة توبيخهم وكيف أنها قد تؤدي إلى إنخفاض مستوى إنتاجية الموظف بصورة تعود سلبا على أداء المؤسسة وفاعليتها. تقول إحدى الدراسات العالمية إن أكثر العوامل التي تحدد مدى فاعلية الموظف واندماجه مع عمله، هو الشعور الذي يشعر به من حيث مدى اقتناع مديره بالعمل بأهمية هذا الموظف وانتاجيته في العمل، وتشير هذه الدراسة إلى أنه فقط اقل من 40% يشعرون بأنهم يجدون ذلك التقدير من مدرائهم وبالتالي مندمجون مع اعمالهم. إن شعور الإنسان بالرضا والتقدير من إدارته بالعمل يضفي عليه قدرا كبيرا من الأمان، و سيدفعه بطبيعة الحال إلى الإبداع في العمل بحرية كبيرة وكفاءة عالية. في المقابل فإن التخوف من عدم اقتناع المسؤولين بجدوى عمل الموظف او اهميته، كفيل بتبديد طاقته وإنخفاض مستواه. وعن ذلك تقول إحدى الدراسات المتخصصة بهذا المجال، إن الموظفين الذين يشعرون أنهم لم يعاملوا بعدل من قبل رؤسائهم او انهم لم يستمعوا لمطلبهم، معرضون للأمراض القلبية بنسبة نذكر بعض الأفكار التي تساعد على إشاعة روح الإيجابية بين فريق العمل. أولها الحرص على عدم الإيلام النفسي مهما كان، إن تكلفة الإيلام النفسي كبيرة جدا، لدرجة قد تفوق بمراحل كبيرةتفوق ب 30% الموظفين الآخرين الذين يشعرون انهم قد عوملوا بعدل واهتمام. وكذلك تشير دراسة أخرى إلى أن المنظمات عالية الكفاءة يكون نسبة الخطاب الإيجابي التحفيزي فيها يتجاوز الخطاب السلبي بخمسة أضعاف. بينما في الاوساط الاقل كفاءة وانتاج، فإن الخطاب السلبي التوبيخي يفوق الإيجابي بثلاثة أضعاف. إنها الطبيعة الإنسانية التي يتضاعف أداؤها مع التحفيز والتشجيع وتنخفض مع التوبيخ والتعنيف، و لنا في ذلك أسوة حسنة بالرسول صلى الله عليه وسلم، الذي لم يعرف عنه أنه وبخ عاملا له قط، وكانت حياته مفعمة بالإيجابية والثناء لمن حوله، وما عبارة « نعم الرجل « فلان « لو كان كذا وكذا» إلا شاهد واضح لذلك. وقبل الختام نذكر بعض الأفكار التي تساعد على إشاعة روح الإيجابية بين فريق العمل. أولها الحرص على عدم الإيلام النفسي مهما كان، إن تكلفة الإيلام النفسي كبيرة جدا، لدرجة قد تفوق بمراحل كبيرة، الإصلاح الذي يقصد به توبيخ ذلك الموظف. ثانيا، تعود ان تكافئ نفسك وتثني عليها، وذلك بان تسأل نفسك بنهاية اليوم ماذا انجزت من عمل تستحق الثناء عليه، ومن ثم انشر هذه الروح والسلوك بين فريقك. ثالثا، عود النفسك النظر إلى الجانب الإيجابي من أداء فريقك، ماذا قدم كل منهم للمؤسسة، واشكر ذلك لهم. رابعا احرص ان تكون دائما مكافئا لفريقك، وذلك بمعرفة ماذا تريده من الموظف، وماهي المكافأة التي تعينه نفسيا، ومن ثم كافئه بناء على ذلك. ختاما، إننا كلنا بشر ونتأثر جدا لتتصرفات ونظرة الآخرين، لاسيما اذا كان مديرا أو مسؤولا. إن تقدير الآخرين سيضفي على المسؤول شعور ارتياح كبير، وسينعكس مضاعفة في أداء الموظفين تجاه المؤسسة، إنها سر النفس الإنسانية! [email protected]