هو اللؤلؤ، وهو المرجان، والهول واليامال، وهو الذي إذا غنى صمت الجميع لسماع (نهمه). هو الذي شق طريق الأولويات، وهو الذي عانق البحور، وهو الذي ارتفع وذاع صيته في الأمصار. هو ذاك الشموخ الذي لم ينحن قط لعواصف الدهر، لولا (طعنة) الزمن الطائشة. يرتمي في حضنه التاريخ، ويسير به قارب الجغرافيا، وتضيء في سمائه النجوم، وتنبت في أرضه الجداول والزهور. هو الذي رأى الأعمى فنه، وسمع الأصم صوته، وهو عبر (ببانوشه) بحر الحصاد لاستخراج اللؤلؤ والمرجان. هو الذي شغل الجميع بمزاياه التي صنعت في مخبره، حتى وضع الجميع علامة الجودة لشعاره ورجاله. هو تلك الصورة التي بقيت في أذهان الجميع كصورة (الموناليزا) بريئا وجميلا وسط طحن الكبار في الزمن الجميل. هو الذي أوفد الكفاءات ووزعها في دوائر القرار، وزرع الجماليات في المساحات الخضراء، وقدم من يشار له بالبنان في كافة المجالات. هو المحطة التي تضرب بها الأمثال، والقصة التي تروى من روعتها للأجيال، والشعر ذو القافية والوزن المعترف به في دواوين الكبار. هو النهر الممدد على صفحات الذهب، والبحر الجارف في عمق التاريخ، لا تمحوه عاصفة، ولا تنال منه كارثة. هو الحلم والواقع والحاضر والمستقبل لأولئك، الذين بنوا فيه المجد، ومازالوا يسبحون في بحره عشقا وهياما (بدون مقابل). إنه الأمل الذي تحيا به الأمم، والذي يزرع الحب في نفوس الجميع، البعيد قبل القريب، والخصم قبل المحب، كيف لا وهو الذي شكل حجر الأساس في رموز عشقها الكبير والصغير. الأمل هو الذي يجعلنا لا نرضى بالقليل، فقد ولدنا وفي فمنا ملعقة من الكفاح والمجد وحفر الصخر، حتى نتربع على القمة. الأمل باختصار حكاية.. من حاول طمس فصولها، لا يمكن أن يكون له تاريخ عريق. هو الحياة.. هو السعادة.. هو السلام النفسي، هو كل شيء. الأمل.. نعمة إلهية وهبها الله لعباده الضعفاء لتخفف عنهم متاعب الحياة... الأمل هو مفتاح السعادة.