تفاجأت عندما قال «أحد» من حضروا مهرجان بيت السرد للقصة القصيرة ما مفاده إن كلمة «مهرجان» غير مناسبة؛ لأنها تطلق على فعاليات كبيرة تُنظّم على مستوى مُدن. لم يكن تفاجُئي بسبب عدم صحة كلامه، فكلامه يتضمن نصف معرفة -نصف المعرفة شىء خطير حسب المقولة الإنجليزية- ولكن لأن تعريفه للمهرجان ينسف مهرجانات جمعية الثقافة والفنون بالدمام نسفًا ويحيلها إلى هباء، وينسف بالتالي العمل الثقافي المتميز لجمعية الدمام، ويكشف أنها طوال السنوات الماضية كانت تمارس الإدّعاء إلى جانب التضخيم والتفخيم لفعالياتها التي تطلق عليها مسمى «مهرجانات» نتيجة الجهل الفاضح باللغة، أو على الأقل بمعنى كلمة «مهرجان» وتأثيلها. لقد عرّى كلامه بأثر رجعي حقيقة أن مهرجان الدمام المسرحي، ومهرجان مسرح الطفل، ومهرجان شعر، ومهرجان أفلام السعودية، ومهرجان بيت السرد للقصة القصيرة القادم الجديد، ليست مهرجانات، ولا تستحق أن تسمى كذلك. بالتالي فإن مهرجاناتها ليست سوى قط نظر إلى نفسه في المرآة فرأى أسدًا. الصحيح في كلامه هو أن مهرجان تعني الاجتماع الحاشد احتفالًا «وابتهاجًا بحادث سعيد أو ذكرى عزيزة كمهرجان الأزهار ومهرجان الجلاء...»(المعجم). أعتقد أنه ينطلق من هذا التعريف للكلمة، الذي يمثل نصف المعرفة الخطير لديه، والذي جعله ينسف مهرجانات جمعية الدمام وكل المهرجانات نسفًا. لم يتنبه إلى وجود معانٍ أخرى أو معنى آخر لها وهو ما يهمني هنا، المعنى الذي يلتقي عنده المعجمان العربي والانجليزي. يتضمن تعريف المعجم العربي أن المهرجانات مواسم تقام لمختلف الفنون، كالمهرجانات الغنائية والسينمائية والشعرية. أما التعريف والتأثيل للكلمة الإنجليزية (festival) فقد كانا الحجر الأعجمي في لغتي (رحم الله محمد الثبيتي) الذي منعني من الرد عليه عشية المهرجان، إضافة إلى عدم ملاءمة المكان للرد، وإلى كوني منشغل الذهن بما هو أهم من جدال لا فائدة فيه. يُجمع عدد من القواميس الإنجليزية، رغم اختلاف الصياغات، على أن من معاني كلمة (مهرجان/ festival): سلسلة أو برنامج من الفعاليات الثقافية الموسيقية أو المسرحية أو السينمائية وغيرها تقام سنويًا في مكان وزمان مُعينين. وفي الويكبيديا عن المهرجان ما يكفي.