تجوب فرق «العسة» أو «العسس»، بيت الشرقية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية «32» منذ غروب الشمس وحتى إغلاق البيت أبوابه، متنقلة من مكان إلى مكان ومن جناح إلى آخر. والعسة عادة شعبية قديمة جسدها «بيت الشرقية» بصورتها الحقيقية التي كانت موجودة منذ عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - باللباس والشماغ والعقال والبندقية وصافرة ذات الطابع التراثي وتعرف بأنها مجموعة من الرجال يقومون بحماية البيوت والمحلات التجارية والشوارع أثناء فترة الليل ولا ينامون حماية للقرية، من أجل أن تنعم الأسر بالأمن والأمان في منازلهم. ونالت العسة إعجاب الكثيرين من زوار «بيت الشرقية» حيث تكاد لا تشاهد العسة إلا وكاميرات الجوالات تراقبهم في تحركاتهم وتنقلاتهم، ويحمل رجل العسة بندقية ذات الطراز القديم ومنهم من يحمل عصا غليظة الشكل، من أجل أن يفرض هيبته في الحي الذي يقوم بحمايته وفرض الأمان والأمن على المنطقة. ويعلق رجل العسة أيضا في رقبته صافرة ذات صوت قوي جدا، يستخدمها عند طلب الحاجة من زملائه من رجال العسة في حال أتى خطر من أي مكان، حيث تعتبر الصفارة كالشفرة أو الصوت الذي يشعر جميع العاملين في العسة بأن هناك خطرا ويجب التدخل السريع. وأكد أحد رجال العسة أن هناك مواصفات مهمة يجب توفرها في رجال العسة قبل انضمامه لفرض الأمن والأمان في القرية، مشيرا إلى أن من أهم المواصفات أن يعتمد عليها رجل العسة أن يكون ذا فطنة وفراسة، إضافة إلى مخزون الخبرة للكشف عن الجرائم والمجرمين، وأن يكون لدية القوة والشجاعة في حال حدثت أي عملية سطو أيا كانت. ويؤدي رجال العسة في بيت الشرقية مشاهد تمثيلية، عبارة عن قيام أحد الممثلين بسرقة سوق القيصرية ويكتشف ذلك رجل العسة المكلف بالمراقبة ويبدأ بإطلاق صافرته طلبا للمساعدة من الرجال المتواجدين في المكان، حتى يتم القبض على السارق وتسليمه، هذا المشهد يستمر عرضه بعد صلاة المغرب وحتى إغلاق بيت الشرقية أبوابه بصورة مستمرة ومتواصلة.