أعاد شباب مهرجان الساحل الشرقي المقام بالواجهة البحرية في الدمام إلى الأذهان ما يسمى قديماً ب«العسّة»، والصورة الحقيقية للدور الامني الذي كان يقوم به العسس في زمن الاجداد والآباء، حيث وضعتهم اللجنة المنظمة في المهرجان لاستذكار الماضي بملابسهم ذات اللون «الزيتي»، مع ارتداء الشماغ لاستقبال الزائرين الذين يقومون بالتقاط صور تذكارية معهم. وقال المشرف على فريق «العسّة» فيصل العتيبي: في هذا العام أضفنا على عمل رجال العسة شيئا جديدا، وهو اننا قمنا بإشراك أربعة من رجال العسة الحقيقيين، والذين مارسوا عمل العسة قبل حوالي 50 عاما تقريباً، في مدينة دارين بالمنطقة الشرقية وبعض المدن الاخرى، وقاموا بتأدية الادوار الحقيقية في قرية مهرجان الساحل الشرقي، وتثقيف الزوار بدور رجل العسة ومهام عمله في الوقت السابق. وأضاف: رجل العسة يمتاز بمجموعة من الصفات تؤهله لهذه المهنة الشريفة، منها قوة التحمل والصبر والقدرة على السهر ومعرفة أهل الحي والفطنة وتحسس النواحي الأمنية، والعسس بمثابة دوريات للحفاظ على أمن واستقرار أهل الحارة والقبض على اللصوص، ويستأمنهم أهل القرية على أموالهم وأعراضهم، ويبدأ عملهم من مغيب الشمس حتى طلوع الفجر. وبين ان لرجل العسة بعض الالفاظ والاقوال التي يرددها ليرهب بها اللصوص، مثل "ساري الليل، جاك الويل"، وخلافها من الاقوال. وأردف العتيبي: إن عدد رجال العسة هذا العام بلغ عشرين رجلا منتشرا في ارجاء القرية ودورهم الاساسي حراسة القرية والحفاظ على امنها. يذكر أن جنود العسس هم حراس الليل في كل مدن وقرى المملكة قديما، ومهمتهم الطواف بالليل لتتبع اللصوص وأهل الفساد، ودورهم سابقا كان يتمثل في الحفاظ على أمن الحي في ذلك الوقت، ويبدأ عملهم من بعد غروب الشمس حتى وقت الشروق، وكان الواحد منهم يحمل العصا والكشاف والصافرة فقط، ويجسد عدد من الشباب دور رجال العسة داخل مهرجان الساحل الشرقي المقام بالواجهة البحرية بالدمام؛ لإبراز روح الماضي وإيصال فكرة عن دور العسس في زمن الأجداد والآباء.