يمثل مهرجان القصة القصيرة المنعقد في جمعية الثقافة والفنون بالدمام رئة جديدة للقصة القصيرة التي يرى بعض روادها ومرتاديها أنها تعاني من جفاء وجفوة على أكثر من مستوى، لذا فقد كان المهرجان في أعينهم بمثابة أمل وانطلاقة جديدة في التجدد والطموح. حضور دائم أكد الناقد سحمي الهاجري أنّ القصة القصيرة حاضرة دائما في المشهد الأدبي والثقافي بخلاف بعض الأجناس الأدبية الأخرى التي تتوهج وتخفت بين آونة وأخرى، فالقصة القصيرة منذ نشأتها صارت مثل الشعر عابرة للمراحل والأزمان أي أنها هي المقابل النثري للشعر في هذا الجانب، مشيرا إلى أن الملتقيات والندوات والمهرجانات وحتى الجوائز والأمسيات التي تخدم القصة، تتكئ بلا شك على شهرة القصة القصيرة ورواجها الكبير بسبب رشاقتها وحجمها المناسب للنشر في كل وسائل الإعلام التقليدية والحديثة. وعن مهرجان القصة القصيرة، الذي يعقد في بيت السرد بالدمام، قال الهاجري: ستكون هناك مساحة كبيرة للتعارف والحوار وتبادل الخبرات والأفكار والتجارب، وآمل شخصيا أن أساهم في هذا الجهد المشكور الذي يبذله المنظمون. تجدد الشباب في حين يقول القاص والناقد الدكتور محمد البشير عن المهرجان: لست بالمتشائم، ولكن مَنْ يتابع حضور القصة لا يستطيع إنكار تضاؤل حضورها مقارنة بما جاورها من سرد كالرواية مثلا، او الفنون الأخرى كالتصوير والسينما والموسيقى، لذلك كنت حزينا حين احتفت جمعية الثقافة والفنون بالدمام بالسينما في مهرجان الأفلام السعودية في دوراته الأربع، أو مهرجان بيت الشعر في دوراته الثلاث، دون ان يكون للقصة نصيب من ذلك، وكنت أيضا خائفا من عدم قدرة القصة ذاتها ان تنهض بمهرجان عند مقارنتها بالأفلام وجاذبيتها او الشعر وولاء أهله. وأضاف: أحاول أن أتفاءل بأيام المهرجان الثلاثة في لمسة التكريم، وفي التجديد بإضافة المشهد المسرحي لأجندة القصة التي لن تعود لألقها دون ان تتكئ على فن تنهض به وينهض بها، ومتفائل بالمسابقة التي استهدفت شريحة جديدة، لعلها تكون جاذبة لجيل جديد يعيد للقصة شبابها، ومتفائل بمعرض القصص البحرية الإضافة الجديدة التي نتشوق لرؤيتها. برامج متنوعة فيما يقول القاص أيمن عبدالخالق: إنّ المهرجان يتزامن مع يوم القصة العالمي، الذي يوافق الرابع عشر من فبراير وهي فرصة جميلة للالتقاء برموز وأصدقاء السرد، مشيرا إلى أنها تعد خطوة مسؤولة في عميق الاهتمام بفن القصة القصيرة، كما يحسب للجمعية تكريم رمز ورائد من رواد القصة بالمملكة، وهو الأديب الكبير القاص خليل الفزيع، وهو صاحب تجربة ثرية أضاءت المشهد الثقافي.