انتشرت ظاهرة «تسول الأطفال» في الفترة الأخيرة ، وصاحبها تزايد في أعداد المتسولين بشكل ملحوظ،وتحول الى عالم سري يكتنفه الغموض ، وهذا ما يطرح سؤالا يبحث عن إجابة عاجلة ومقنعة، ما الذي يدعو الناس للتسول والأطفال تحديدا؟ قد يقول البعض: إن أهم الأسباب التي تدعو إلى التسول هو الفقر الشديد الذي قد يدفع صاحبه للبحث عن المال بشتى الطرق ومنها ممارسة التسول.. ولكن ما اسباب ظهور العالم السري لمافيا تسول الأطفال في ظل انتعاش الظاهرة وممارسة عدد ليس بالقليل من الأطفال اقل من 12 عاما التسول من الصباح الباكر وحتى الليل في الطرق والأسواق العامة. سيارة أجرة# «اليوم» قامت بجولة ميدانية في طرق وإشارات محافظة الخبر المرورية لاختراق العالم السري لتسول الأطفال وكشف غموضه والوقوف على تفاصيله للإجابة عن السؤال الحائر، والتقت بعدد من الأطفال ممتهني التسول بالقرب من الإشارات المرورية، فيما بادر البعض الآخر إلى الهروب خوفا، وفي البداية قال أحد الأطفال المتسولين «حسن مالك» عربي الجنسية عمره 10 سنوات: إنه يبدأ بالتسول من الساعة التاسعة صباحا يوميا ويعود للمنزل الساعة 11 مساء، مشيرا الى عدم التحاقه بأي مؤسسة تعليمية، واضاف: إن جميع أفراد عائلته لا يعملون، وفيما يتعلق بسكنه قال: إنه يسكن بأحد أحياء مدينة الدمام ويصل إلى مدينة الخبر بسيارة أجرة وعند سؤاله عن عدم التسول بالقرب من سكنه تهرب من الرد ولم يجب. جمعيات خيرية# وأوضح «زهير معاذ» عربي الجنسية عمره 10 سنوات يتيم الأب ولم يلتحق بالتعليم أيضا انه يبدأ بالتسول من الصباح الى المغرب، وبسؤاله عن الجمعيات الخيرية أجاب: إنه لا يعلم شيئا عنها ويجمع من التسول خلال اليوم ما يقارب 150 ريالا، فيما قررت «زينة محمد» 11 سنة غير متعلمة انها تجمع خلال التسول 100 ريال في اليوم الواحد على الأقل وذلك في الفترة من الصباح الى المساء ولديها أخت عمرها 10 سنوات ترافقها في نفس المكان الذي تتسول فيه. ظاهرة سلبية# يقول «علاء سعيد» عمره 10 سنوات غير متعلم والده في اليمن: إنه لا يوجد لديهم أحد يتكفل بهم، مشيرا الى تقديم إحدى الجمعيات الخيرية المساعدات لهم ولكن ذلك غير كاف بحسب قوله، وأضاف: إنه يتسول من الصباح الى العصر ويجمع 80 ريالا في اليوم الواحد. وارجع الكثير من المواطنين سبب انتشار الظاهرة الى تساهل الجهات المختصة مثل مكتب المتابعة الاجتماعية في مكافحة التسول وقلة الجولات التفتيشية منهم في الأسواق والطرقات، وعدم التجاوب مع البلاغات المقدمة من المواطنين، رغم استياء النسبة الأكبر من المواطنين من هذه الظاهرة وخاصة تسول هؤلاء الأطفال عند الإشارات المرورية وتسببهم في تعطل حركة السير وما يمكن أن يتعرض له هؤلاء الأطفال من خطر على الطرق نتيجة تسولهم في هذه الأماكن الخطرة بالإضافة إلى تعرض صحتهم للخطر من استنشاق عوادم السيارات، في وقت يفترض أن يكونوا داخل مؤسسات تعليمية وفي أحضان اسرهم، وطالبوا بتدخل الجهات المختصة لإيجاد حلول عاجلة لهذه المشكلة. تقديم بلاغات# وأوضح المواطن «أمين المدني» أن انتشار هؤلاء الأطفال المتسولين في الأسواق والطرق العامة ظاهرة سلبية يعود سببها الى تساهل مكافحة التسول معهم، مضيفا: إنه رغم تقديم البلاغات عن المتسولين، فإن مكافحة التسول لا تتجاوب معهم بالسرعة المطلوبة، وذكر أنه قبل 3 سنوات قدم بلاغا عن مجموعة من المتسولين في أحد الطرق بمدينة الخبر، والى اليوم ما زالوا مستمرين في التسول وفي نفس المكان أيضا، واشار الى ان الجهات المختصة لو عملت بجدية لمدة ستة أشهر فقط فستختفى ظاهرة التسول بنسبة لا تقل عن 80 %. إشارات المرور وقال المواطن «عبيد الدوسري»: إن انتشار الكثير من الأطفال المتسولين عند الإشارات المرورية يسبب إعاقة الحركة في الشوارع بالإضافة إلى أن تواجدهم في الطرق يعرضهم للخطر بسبب عدم انتباه بعض قائدي المركبات، وأرجع سبب تواجد هؤلاء الأطفال في الشوارع وتزايد أعدادهم إلى تهاون مكافحة التسول معهم، وذكر أيضا أن هناك عددا من المتسولين في أحد الأسواق العامة في مدينة الدمام منذ سنة تقريبا وإلى الآن ما زالوا مستمرين في التسول وهذا يدل على إهمال مكافحة التسول لهم، مطالبا مكافحة التسول بعدم إهمالهم وإيجاد حلول عاجلة لهذه المشكلة. عبداللطيف النعيم فرق ميدانية بالدماموالخبر والمحافظات قال الباحث الاجتماعي ومدير مكتب المتابعة الاجتماعية في مدينة الدمام عبداللطيف صالح النعيم إن المكتب يستقبل المتسولات من سن الثالثة عشرة وما فوق في مركز المتابعة الاجتماعية، فيما تتم إحالة المتسولات دون الثانية عشرة إلى دار الحضانة الاجتماعية والأولاد لدار الملاحظة الاجتماعية، أما في حال القبض على متسولات ولديهن أطفال فتتم رعايتهم جميعا في مركز المتابعة الاجتماعية وعند القبض على المتسولين تجري دراسة أوضاعهم واذا تبين نظامية أوراقهم يتم استدعاء أولياء امورهم وكتابة تعهد بالمحافظة عليهم وعدم تكرار الفعل وفي حال التكرار يتم تحويلهم إلى لجنة الترحيل. وذكر انه إذا كان المتسول أو المتسولة سعودي الجنسية فتتم دراسة أوضاعهم الاجتماعية من قبل باحثين وباحثات متخصصين او من زيارة منزلية - إذا لزم الأمر - بواسطة فريق من المكتب لدراسة أوضاع كافة افراد الأسرة، إذا كان أحد أفراد الأسرة من ذوي الاحتياجات الخاصة يتم تحويله إلى التأهيل الشامل، وإذا كان لديهم ابن يحتاج إلى عمل يتم تحويله إلى الجهات المسؤولة للبحث له عن عمل وتتم أيضا دراسة وضع المرأة المتسولة إذا كانت مستحقة للضمان الاجتماعي.