بعد اشتداد وطأة الهبوط على أسعار النفط وفي نهاية موسم الاعلانات الفصلية، أغلق سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع المنصرم على تراجع ملفت بنحو 265 نقطة أي بنسبة 4%، وقد ساهم ظهور الاعلانات - خاصة للشركات القيادية- بانتهاء حال الجمود النوعي في الحركة السعرية، فقد شهد الأيام القليلة الماضية ضعفاً في التذبذب وقلة في السيولة نتيجة حالة الترقب لتلك الإعلانات وبدأ السوق بعدها يتحرك بشكل ملحوظ خاصةً بعد إعلان شركة سابك يوم الأربعاء الماضي والذي أثار الجدل حوله بين من يرى سلبية الإعلان وبين من يرى إيجابيته، لكن بعد الإعلان بدأ المؤشر العام للسوق بالهبوط ليوضح أن تأثير الإعلانات قد انتهى، وأن قوة التأثير على السوق عادت لتحركات أسعار النفط والتي وصلت لأدنى مستوياتها منذ أكثر من ثلاثة أشهر. أما من حيث السيولة فقد بلغت الأسبوع الماضي حوالي 16.6 مليار ريال مقارنةً بنحو 18.2 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وضعف السيولة للأسبوع الماضي رغم قوة التذبذب يدل على أن الهبوط الأسبوع الماضي هبوط ضعيف وهش، وأنه من المتوقع أن يعاود السوق ارتفاعاته هذا الأسبوع، خاصة بعد إشارة الارتداد التي ظهرت على أسعار النفط خلال جلسة الجمعة الماضية. التحليل الفني بعد فقدان مستوى 6.666 نقطة كانت تلك الإشارة الأولى على أن السوق ربما يواجه موجة هبوط، وقد تأكد ذلك بعد كسر الدعم الثاني عند 6.500 نقطة ليتجه السوق بعد ذلك إلى مستوى 6.300 نقطة، والتي كانت منطقة ارتداد وبالفعل تمكن المؤشر العام من احترامها رغم الهبوط القوي الذي اجتاح السوق خلال جلسة الخميس الماضي، وفي ذلك إشارة على أن هذا الأسبوع أسبوع ارتداد بحول الله، وما يؤكد ذلك الارتداد هو احترام أسعار النفط لدعومها التي سأوضحها بعد قليل وهذا أيضاً يدعم نظرية الارتداد. لكن ذلك الارتداد لا يعني نهاية المسار الهابط، وأن الأمور أصبحت جيدة بل هو مجرد ارتداد حتى مناطق 6.550 نقطة تقريباً، ثم سيعاود الهبوط من جديد وحينها اتوقع أن الدعم الحالي 6.300 نقطة لن يصمد حينها. أما من حيث قطاعات الصناعات البتروكيماوية فهي من أقل القطاعات القيادية هبوطاً خلال الأسبوع الماضي وذلك بسبب احترامها لدعم 4.350 نقطة واتوقع أن يتم كسر هذا الدعم خلال بداية الأسبوع ثم سيعود فوقه من جديد، ولو حدثت تلك الفرضيّة فهذه علامة على ارتداد القطاع وهو ما سيدعم السوق، لكن لو أغرق القطاع نهاية الأسبوع تحت الدعم الآنف الذكر، فهذه إشارة سلبية ربما ستجعل القطاع يكون هو الضاغط الأكبر على السوق خلال الأسابيع القليلة القادمة. وفي نظرة مغايرة، أجد أن قطاع المصارف والخدمات المالية لم يحترم أي دعم يذكر بسبب الهبوط المظلي الذي دفع القطاع للتراجع بنسبة 6.3%، وذلك على مدى 8 جلسات متتالية لم تشهد منها أي إغلاق أخضر على القطاع ما يدل على الضغط الكبير الذي تمارسه المصارف على المؤشر العام، لكن من المتوقع أن يكون هناك ارتداد هذا الأسبوع بعد أن يهبط بدايته لمشارف 13.500 نقطة، وقد يدفعه ذلك الارتداد للعودة بالقرب من مستوى 14.000 نقطة. أما من حيث القطاعات الإيجابية لهذا الأسبوع، فهي قطاعات الاسمنت والطاقة والزراعة والاتصالات والاستثمار الصناعي والنقل والفنادق. من جهة أخرى، اتوقع أن يطغى الأداء السلبي على قطاعات التجزئة والتأمين والاستثمار المتعدد والتشييد والبناء والتطوير العقاري والاعلام. أسواق السلع الدولية بعد أسبوعين من الهبوط المتواصل فقد خلال أكثر من 5 دولارات بدأت علامات الارتداد تتضح على الرسم البياني لخام برنت، وذلك بعد أن وصل للهدف المرصود عند 43$ وقد تمكن بنجاح من الإغلاق فوق ذلك المستوى خلال جلسة الجمعة الماضية، لكن ذلك الإغلاق يحتاج إلى تأكيد وهو ما انتظره خلال جلسة الاثنين القادم، فأي إغلاق إيجابي لشمعة الاثنين يعني تأكيد الارتداد على الخام حتى مشارف 46.75$ على الأقل، وهو ما سيساعد سوق الأسهم السعودي على الارتداد كما وضحت مسبقاً. أما خام نايمكس فرغم أنه كسر دعم 42$ إلا أن إغلاقه الأخضر نهاية الأسبوع المنصرم يعطي إشارة على أن ذلك الكسر وهمي، لكن ننتظر تأكيد تلك الفرضية إذا ما عاد فوق 42$ الاثنين القادم. وفي رأيي أن ذلك سيعطي انطباعاً إيجابياً لدى المتداولين، وسينعكس ذلك على تداولات الأيام القليلة القادمة. من جهة أخرى، أجد أن أسعار الذهب تمكنت من الارتداد بقوة خلال الأسبوع الماضي وذلك بعد أن نجحت في احترام دعم 1.300$ لكن مع ذلك لا يمكن الجزم بأن المعدن الأصفر سيكمل مسيرته الصاعدة إلا باختراق 1.350$؛ لأن الفشل في ذلك يعني أن الأسعار ستعود لمستوى 1.300$، وحينها لا اتوقع أن يكون هناك أي احترام للدعم وهذا يعني أن المسار الصاعد قد انتهى بالفعل وأن المعدن الثمين دخل في مسار هابط بشكل رسمي. أسواق الأسهم العالمية بعد فشله في اختراق مستوى 18.600 نقطة خلال الأسبوع قبل الماضي، تأكدت السلبية بعد إغلاق الأسبوع الماضي على مؤشر داو جونز الصناعي ومن المتوقع أن يدخل المؤشر في موجة جني أرباح حتى دعوم 18.000 نقطة، ويبدو أن للإعلانات المتباينة على الشركات الثلاثين المدرجة أثراً لافتاً على سيناريو الهبوط. لكن لا يبدو أن المؤشر سيتراجع أكثر من ذلك لأن زخم المسار الصاعد لا يزال قويا، هذا بالإضافة إلى دخول مؤشر الدولار في موجة هبوط منذ الأسبوع الماضي، وهذا ما قد يرشح المؤشر الأمريكي الأشهر إلى الصعود مجدداً بل وتسجيل مستويات تاريخية جديدة. أما مؤشر الفوتسي البريطاني، فأعتقد أنه وصل لمستويات مقاومة مهمة عند 6.670 نقطة، التي فشل خلال الأسبوع الماضي في الإغلاق فوقها، ما يعطي انطباعاً بأن الارتداد الصاعد على سوق لندن قد انتهى، وأنه بصدد الدخول في مسار هابط رئيس ربما تظهر معه الأخبار السلبية بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لكن لابد من انتظار تأكيد هذه الفرضية بالإغلاق السلبي الأسبوعي نهاية هذا الأسبوع.