«قوة الفرح» عنوان كتاب للفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي فريدريك لونوار المولود 1962م والذي تخصص في الفلسفة التي تدعو إلى السعادة والفرح والسبل التي تؤدي إليها، حيث ترجم له إلى العربية عددا من الكتب التي تنحو إلى هذا المجال مثل كتاب (فن الحياة) وكتاب (في السعادة)، ناهيك عن تبسيطه كتب الفلسفة إلى العامة من القراء. الكاتب في هذا الكتاب جمع بعض آراء وتأملات وأقوال الفلاسفة اليونانيين القدماء والفلاسفة المعاصرين وكذلك مفكرو الهندوس والبوذية عن الفرح وسعادة الإنسان والمجتمع، والطرق والأدوات التي إن استخدمها الفرد وحافظ عليها تبعد عنه الحزن والاكتئاب وتجلب له الفرح. وفي رأيه ينتاب الانسان بين حين وآخر ثلاث حالات شعورية لكل منها مميزاته وهي الفرح واللذة والسعادة، ويقول: إن الكثير من الفلاسفة تحدثوا عن اللذة والسعادة وفصلوا فيها ولكنهم لم يلتفتوا إلى الفرح، فالفرح هو «مصدر للرضا الكبير في الحياة، الفرح شعور أو إحساس وصفه الطبيبان النفسيان فرنسوا لولور وكريستوف أندريه» تجربة عقلية ونفسية عميقة تأتي كرد فعل لحدث ما في وقت محدد «وتكمن خصوصية هذه التجربة في كونها تتميز دوما بالعمق وأنها تمس كيان الإنسان كله: جسده وروحه وقلبه وخياله. الفرح نوع من اللذة المتضاعفة أضعافا كثيرة، لذة أكثر كثافة وأكثر شمولا وأكثر عمقا»، يقول لونوار في معظم الوقت يأتي الفرح مثله مثل اللذة استجابة لمثير خارجي «هبط الفرح علينا» هكذا اعتدنا القول. ثم أخذ يذكر في ثنايا كتابه بعض الأمثلة لتعريف السعادة أو الفرح لكبار الفلاسفة القدماء والمعاصرين، فمثلا يقول أوغسطينوس «السعادة هي الاستمرار في تمني بقاء ما سبق أن امتلكته بالفعل» ويقول أرسطو في الوصول إلى السعادة هو «الموقف الوسط ما لا يحتوي إفراطا أو تفريطا» ويعرف سبينوزا الفرح «انتقال المرء من كمال أقل إلى كمال أكبر» ويقول برجسون «تنبهنا الطبيعة عبر إشارة بعينها أننا قد بلغنا غايتنا. الفرح هو تلك الإشارة». بعد ذلك تحدث عن بعض الأفكار للحفاظ على الفرح مثل أن تصير ذاتك ففي رأيه ان بوسع الانسان أن يحتفظ بالسعادة والفرح وذلك من خلال طريقين، الأول خاص بالذات والثاني خاص بالآخر وهو ما يسميه طريق التحرر وطريق الحب، حيث في الأول أن تصير ذاتك، وذلك عن طريق التأمل الذاتي أو الاستبطان، والثاني هو أن تتوافق مع الآخر وأن تفرح لفرحه. الكتاب أنصح بقراءته فهو ممتع ومفيد، وتخرج بعد قراءته بمفاهيم جديدة تزرع فيك الأمل وتعينك على هذه الحياة.