أظهرت نتائج استطلاع رأي أجرته صحيفة (الرياض) حول تأثير دور السينما على صناعة الفيلم السعودي أن 46% من المشاركين لا يعتقدون أنه سيكون لها أي تأثير إيجابي على صناعة الأفلام السعودية، ولن تسهم في تطورها، بينما رأى 16 % منهم أن تأثيرها سيكون محدودًا. لقد أغفلت عامدًا متعمدًا ذكر النسبة المئوية للذين يتوقعون أنها ستسهم في تطور السينما في المملكة؛ لأنه يمكن الاستنتاج أنها لا تشكل الأغلبية. إن رأي الأغلبية الذي أظهرته الأرقام في استطلاع الزميلة (الرياض) هو في الحقيقة رأيي أيضا الذي أظهرته هنا، في مقالة نشرت في (اليوم) بعنوان (عن «سعوديوود» في حديث البازعي). وكانت المقالة تعليقًا على كلام للأستاذ سلطان البازعي نشر في (عكاظ). وقد كان كلامه يتضوع تفاؤلًا واستبشارًا بتدفق ملايين الريالات للاستثمار في صناعة سينما محلية. وكان رأيي مناقضًا لرأي البازعي، إذ كنت ولا أزال أعتبر مثل ذلك الكلام هو ترويج وبيع للوهم، داعمًا وجهة نظري بالإشارة إلى بعض الدول المجاورة التي عرفت دور العرض السينمائي منذ عدة عقود، لكن وجودها لم يثمر صناعة سينمائية. أتفق مع البازعي بأثر رجعي على أن ملايين الاستثمار قد تتدفق في اتجاه السينما، لكن لبناء دور العرض وليس لوضع أساس صناعة فيلم، فالأمران مختلفان جدا. القول إن دور السينما ستؤدي إلى نشوء وتطور صناعة فيلم محلي يتقاطع مع القول إن ظهور المرأة على خشبة المسرح سيؤدي حتميًا إلى تطور الحركة المسرحية بإنقاذها من تعثراتها. وكما أشرت إلى بعض الدول المجاورة للتدليل على أن وجود دور السينما فيها لم يترجم إلى وجود صناعة فيلم مزدهرة، أستطيع القول أيضا إن التواجد المستمر للمرأة على مسارحها لم يضمن أعمالًا مسرحية بدرجة عالية من الإبداع إخراجًا وجماليًا وأداءً، كما لم يحل دون انحراف المسرح عن دوره التنويري. لقد كانت المرأة، بوعي أو بدون وعي، شريكة في «ازدهار» مسرح الرداءة والتهريج والتسطيح. شيئان يحتاج إليهما المسرح والسينما: التعامل معهما بعقلانية وواقعية، والتخلص من الأوهام والتفاؤل الفج!