يترأس المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، لجنة دستورية سورية جديدة ستتشكل خلال مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي فرضته روسيا وحددت موعده وموضوعاته، ينطلق بمدينة سوتشي الروسية، اليوم الثلاثاء. ولأن المعارضة السورية امتنعت عن حضور المؤتمر لقناعاتها بفشله في تحقيق أي مكسب للشعب السوري، سوى أن يكون اداة روسية لفرض بشار الأسد مجددًا وبقوة السلاح على السوريين. وقالت وكالة «إنترفاكس» الروسية، أمس الاثنين، نقلا عن وثائق رسمية: إن دي ميستورا سيرأس لجنة دستورية جديدة ستتشكل خلال المؤتمر. مقاطعة المعارضة وتقاطع المعارضة السورية مؤتمر سوتشي، الذي تم تأجيله ليوم واحد إلى اليوم بمشاركة الأممالمتحدة. ورغم قرار الهيئة العليا للمفاوضات السورية مقاطعة المؤتمر، إلا ان موسكو تحاول التعويض عن حضور المعارضة بدعوة المزيد من الموالين لنظام الأسد لأداء عرض شكلي بأن المؤتمر سوري. وقد سربت وسائل الإعلام الروسية البنود الأساسية لبيانه الختامي، ومن بينها طرح السلام في سوريا على استفتاء شعبي. وفي الوقت الذي تقول روسيا انها تعقد المؤتمرات لارساء السلام في سوريا، تسمح مجددا للنظام بإشعال المزيد من الجبهات في سوريا. قتلى بإدلب قتل 33 مدنياً على الاقل، جراء غارات لقوات النظام استهدفت بلدات عدة في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الانسان أمس الاثنين. وأفاد المرصد بمقتل «16 مدنياً الاثنين، 11 منهم في غارة استهدفت سوقاً للخضار في مدينة سراقب في ريف ادلب الشرقي» بعد ساعات من «مقتل 17 آخرين الأحد في غارات للنظام على بلدات عدة في المحافظة. يأتي ذلك قبيل انطلاق مؤتمر سوتشي في روسيا، اليوم الثلاثاء، حيث ازدادت وتيرة القصف للطائرات الروسية والأخرى التابعة لقوات بشار الأسد على أرياف إدلب، كما على الغوطة الشرقية، بعد امتناع الهيئة العليا للتفاوض وأطياف معارضة أخرى عن المشاركة في مؤتمرسوتشي. وكانت القاعدة العسكرية الروسية في حميميم قد حذرت في وقت سابق المعارضة السورية من تبعات عدم تلبية الدعوة إلى المؤتمر، مهددة باللجوء إلى المسار العسكري ردًا على رفض المعارضة الانخراط في المسار السياسي الذي ترسمه روسيا في سوتشي. ويبدو أن التهديدات الروسية للمعارضة دخلت حيز التنفيذ على الأرض، حيث شنت الطائرات الروسية والنظام عشرات الغارات الجوية، مستهدفة بلدات ريف إدلب الشرقي وبتركيز مضاعف على سراقب وأبو الظهور. عمليات عفرين وأعلن الجيش التركي، أمس، تحييد 597 «إرهابيا» في إطار عمليات «غصن الزيتون» المتواصلة على مدينة عفرين السورية، وواصل قصف التلال المحيطة بجبل برصايا الإستراتيجي بعد السيطرة عليه عقب معارك عنيفة مع وحدات حماية الشعب الكردية، وفقا لما نقلته وكالة «الأناضول» التركية الرسمية. وبدأ الجيش التركي عملية عسكرية، في 20 يناير الجاري، أطلق عليها عملية «غصن الزيتون»، والتي يقول إنها تستهدف المواقع العسكرية لتنظيمي «داعش» و«ب ي د/بي كاكا» الإرهابيين شمال غربي سوريا. أوضاع إنسانية من جانبه، قال رئيس الهلال الأحمر الكردي في منطقة عفرين، نوري قنبر: إن «الوضع الإنساني سيئ للغاية في عفرين وريفها نتيجة الاستهداف التركي للبلدات القريبة من الحدود السورية». ولفت قنبر إلى أن «الحركة معدومة في مناطق جنديريس وراجو وبلبل وفي مختلف القرى الحدودية». وفي تصريح لوسائل إعلام أشار رئيس الهلال الأحمر الكردي إلى أن «آلاف السكان المدنيين في عفرين يعيشون منذ 10 أيام في الأقبية وداخل الكهوف وفي أماكن غير معدة للسكن». ولفت إلى أن «تأمين المأكل والمشرب في هذه المناطق وفي هذه الأيام صعب للغاية ويعتبر مخاطرة». وأوضح قنبر أن الهلال الأحمر الكردي تمكن، خلال الأيام التسعة الماضية، من إحصاء 55 قتيلا مدنيا منهم 15 طفلا، ونحو 142 جريحا من الأطفال والنساء وكبار السن غير المشاركين في أي أعمال عسكرية. وطالب قنبر القوات التركية بالتوقف عن «استهداف المدنيين»، ووقف القصف العشوائي وشن الحرب على الأبرياء. وسجلت الأيام الماضية موجات نزوح كثيفة من ريفي عفرين الغربي والشمالي إلى داخل مدينة عفرين، كما شهد اليوم التاسع من العملية العسكرية، هروب آلاف المدنيين من شرقي عفرين إلى مناطق أخرى بفعل تصاعد حدة الاشتباكات.