فيما قاطعت المعارضة السورية مؤتمر «سوتشي» المنعقد اليوم الإثنين، دعت القيادة السياسية والعسكرية لقوات الحماية الكردية نظام الأسد إلى التدخل في عفرين لمواجهة العملية التركية شمال البلاد. وذكر بيان لقوات الحماية أنها طالبت قوات النظام وقيادتها بالتدخل في عفرين لحماية الأكراد، الذين يعتبرون جزءا من النسيج السوري، مشيرة إلى أنها ستعمل مع النظام للتصدي للقوات التركية. لكن التدخل التركي جرى بالتنسيق مع روسياوإيران وهما القوتان اللتان تحتلان سوريا ويخضع النظام لتعليماتهما. من جهة أخرى، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن القوات التركية يمكنها التقدم في الأراضي السورية إلى مدينة إدلب. إجراءات فعلية وفي السياق، قال المتحدث باسم الحكومة التركية، بكير بوزداغ، الأحد: «إن بلاده سوف تُلحق التصريحات السياسية بإجراءات فعلية على الأرض، فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب»، وأضاف بوزداغ، في حديث لوسيلة إعلام محلية: إن الولاياتالمتحدة لم تفِ بوعودها لبلادنا، وقال: «إن تصريحاتها لا تتوافق مع الإجراءات التي تتخذها على الأرض». واستمرت أمس الأحد ولليوم التاسع على التوالي عمليات القصف المدفعي والجوي التركي على بلدات وقرى منطقة «عفرين»، شمالي غرب سوريا على مختلف المحاور. وشهدت منطقة جنديرس، جنوب غربي عفرين، اشتباكات هي الأعنف منذ بدء العمليات العسكرية بين القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها من جهة، ووحدات الحماية الكردية من جهة ثانية، فيما تواصلت الاتهامات بين الطرفين. غاز «النابالم» ويتهم الأكراد تركيا باستخدام غاز النابالم المحرم دوليا في قصفها على البلدات في عفرين، كما يتبادل الطرفان الاتهامات بمشاركة عناصر من تنظيم داعش في القتال، حيث نشر الأكراد مجموعة أسماء لأعضاء سابقين في داعش، قالوا: إنهم يشاركون إلى جانب الفصائل السورية والتركية في الأعمال القتالية. وتتهم أنقرة بدورها الأكراد بأن مناطقهم تأوي عناصر سابقة من التنظيم، تحارب إلى جانبهم. ولم تحقق القوات التركية أي تقدم بري ملموس بعد أيام على بدء العملية العسكرية، في وقت يستمر فيه القتال العنيف على تلال ومحاور عدة لناحية راجو شمالي غرب عفرين، إثر هجوم بري للقوات التركية وفصائل سورية معارضة في محاولة للتوغل. وقالت الفصائل السورية: «إنها تمكنت من السيطرة على قرية بسكي والنقطة 740 الإستراتيجية ومعسكر تدريب تابع للوحدات الكردية في جبال راجو». تعزيزات تركية وتصاعدت العمليات العسكرية شرقي عفرين بعد دخول القوات التركية من ناحية أعزاز، وبعد استقدام أرتال وتعزيزات عسكرية إلى تلك المنطقة في محاولة لتحقيق تقدم بري سريع. وأعلنت الوحدات الكردية التي تحافظ على سيطرتها على جبل برصايا الإستراتيجي أنها استهدفت نقطتين للقواعد التركية في قرية كول جبرين بريف أعزاز، وقاعدتين تركيتين بالقرب من مارع وقرية الشعالة، ونقطة للفصائل السورية في تل مالد مستخدمة الأسلحة الثقيلة. وتقول الوحدات الكردية: «إنها قتلت العشرات من الجنود الأتراك، ومن مقاتلي الفصائل السورية المساندة لها». وفي المقابل، أعلنت القوات التركية حتى الآن عن مقتل 5 من جنودها، وإصابة 41 آخرين، مع مقتل 37 من المسلحين الأكراد، ليل السبت، ليصبح العدد الإجمالي للقتلى 484 منذ بدء العملية العسكرية في عفرين. ترتيبات المؤتمر وفي شأن المؤتمر الذي يعقد اليوم ب«سوتشي» ويستمر حتى الغد، قالت وزارة الخارجية الروسية الأحد: «إن وزير الخارجية سيرجي لافروف بحث مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو ترتيبات مفاوضات السلام السورية»، بينما وفي تصريحات ل«فرانس برس»، قالت الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية لفدرالية شمال سوريا، فوزة اليوسف: «إن الإدارة الذاتية الكردية لن تشارك في المؤتمر؛ بسبب الهجوم التركي المستمر على عفرين». وبعيدا في غوطة دمشقالشرقية، أعلنت فصائل المعارضة السورية، الأحد، بدء المرحلة الثالثة من معركتها ضد قوات الأسد وميليشياته المدعومة من نظام إيران، بعد حوالي شهر من إطلاق المرحلة الثانية. وقال قائد عسكري في غرفة العمليات لوكالة الأنباء الألمانية: «بدأت فجر اليوم (أمس الأحد) المرحلة الثالثة بشن هجوم على موقع لقوات النظام في محيط إدارة المركبات في مدينة حرستا شمال شرق دمشق، بتفجير سيارة مفخخة في موقع متقدم لهم سقط خلاله أكثر من 13 قتيلا». وتأتي هذه الاشتباكات لتنهي بشكل كامل اتفاقا لوقف إطلاق النار في الغوطة، تم التوصل إليه أول أمس بين فصيلين للمعارضة والجانب الروسي.