يستعجل بعض شباب الأعمال المبتدئين النجاح؛ وقد يحبطون لأنهم لم يحققوا ربحا كبيرا بعد خمس أو عشر سنوات ظنا منهم أن الشطارة، العلاقات والذكاء ونحوها كفيلة بأن تصنع لهم الاسم البراق أو المجد! ولم يعلموا أنه في الحقيقة ما من كفيل لذلك إلا الوقت والجهد المتواصل بعد توفيق الله. مشكلتنا أننا نعيش في زمن متسارع كل شيء فيه إكسبريس ولحظي حتى النجاح نجاح إكسبريس!!! والمتأمل في سير الناجحين ورجال الأعمال الفطاحلة لوجدهم لم يتألقوا وينجحوا إلا بعد أن عصرتهم المحن وجابهوا الخسارة تلو الخسارة حتى غدوا أكثر حكمة وتواضعا وأكثر ربحا بالتالي. هذا من جانب مؤثر ومن جانب آخر ظاهرة سلبية مؤثرة أعتقد؛ وتبدر من بعض شباب الأعمال الذين يدعون النجاح ويبثون عبر الشبكات الاجتماعية أخبار نجاحاتهم اللحظية من غير أن يبينوا الجانب الحقيقي أو المتعب من العمل فينظر اليهم صاحب العمل المبتدئ فيحبط ويشعر أنه لا يواكب النجاح؛ ولم يعلم صاحبنا أن هذه الاخبار ما هي الا فقاعة صابون غالبا ما تختفي وتذهب وكأنها لم تكن. خلاصة الكلام هي أن النجاح يا أعزائي مختلف؛ النجاح الكثير من العمل الدؤوب والصبر الجميل وسنوات تتلوها سنوات. فأجملوا في السعي نحو الرزق وأعملوا بجد متزن وحماس مستدام وتخطيط واع ولا تستعجلوا الفوز والربح فتفشلوا وأرضوا بما رزقكم الله يبارك لكم ويكتب لكم التوفيق في مستقبل الأعوام.