كشفت سيدات الاعمال ومستثمرات في مختلف القطاعات أن هناك عوامل رئيسة مثل التقليد وعدم وجود دراسات وقلة الخبرة تقف وراء خسائر وفشل المشاريع التي تقوم بها بعض سيدات الاعمال. وقالت سيدات الاعمال ل”المدينة” :إن ندرة البرامج التدريبية تجعل الجادّات باقامة مشاريع خاصة في الدخول بعشوائية في بعض المشاريع، دون خبرة وبرأس مال أقل مما هو مطلوب ، وهو ما يؤدي في النهاية إلى تكبد تلك السيدات خسائر فادحة تجعلن يفقدن الكثير من اموالهن. فادية الغامدي ترصد مجموعة من العوامل التي تراها رئيسية في فشل المشاريع النسائية، وتقول: من أهم الاسباب تشابه الأنشطة الاستثمارية للمرأة في السوق السعودية، واقتصارها على مجالات محددة، وضعف الخبرة العملية لدى سيدات الأعمال في الوقت الذي تندر فيه البرامج التدريبية الجيدة والمجانية. واضافت: اسباب فشل تلك المشاريع تتمثل في أن تبدأ صاحبة المشروع بطريقة عشوائية أو برأس مال غير كاف أو عدم الاهتمام بطريقة توزيعه أي قد يكون الاهتمام بالديكور والأثاث واللوحة يصرف عليه أغلب المبلغ، في حين أن هناك مجموعة اخرى تعتبر من الاساسيات، مثل دراسات الجدوى، او حجم المستهلك او المستفيد مقابل اسعار الخدمة. وتستطرد الغامدي: عدم وجود الخبرة لصاحب المشروع في نوع العمل الذي يزاوله واعتماده على التقليد والتكرار من اهم الاسباب المنتشرة التي تؤدي إلى فشل الكثير من المشاريع . وتطرق الغامدي إلى اهمىة الادارة في المشاريع الخاصة وتقول: سوء إدارة المشروع أو الاعتماد على شخص ليست لديه خبرة في مزاولة المهنة تسبب خسائر متتالية تؤدي إلى الفشل، مشيرة إلى ان قلة مراكز التدريب والاستشارات الخاصة وبرامج التثقيف والتوعية النسائية في مجال الأعمال لها دور كبير في انقاذ المشاريع من الفشل. من جانبها ترى سيدة الاعمال فاطمة بافرط «صاحبة مشغل نسائي» أن وجود عمالة متدربة وتتمتع بالخبرة يسهم بشكل كبير في دعم نجاح المشروع، وتضيف بافرط: عدم وجود كوادر وطنية في قطاع المشاغل النسائية يجعل المجال مفتوحا في الاعتماد على العمالة الوافدة. وتتابع : "أرغب بشدة في توظيف فتيات سعوديات متخصصات في التجميل وتزيين الشعر، لكنني مللت كثيرا من العمالة المستقدمة ومشاكلها، ولكن تواجهني عقبات عدم الالتزام من الفتيات السعوديات، حيث قمت أخيرا بالسماح للموظفات السعوديات بالدوام ثلاثة أيام فقط، ومع ذلك لم يلتزمن بالعمل بل إن الكثيرات ينسحبن فجأة لأنهن يفضلن "العمل الخاص" . وتقول: تكرار الأنشطة النسائية وتشابهها والمنافسة غير المدروسة من قبل صاحبات الأنشطة، إذ إنها على حد قولها تواجه مشكلة كبيرة مع الأسعار التي أصبحت المشاغل تتسابق من خلالها في التخفيضات وخاصة المشاغل المتجاورة حتى وصلت الأسعار لخدمات من نوعيات “على خمسة ريالات” مؤكدة أن هذه الأسعار لا تمكن سيدة الأعمال من تحصيل ولو لجزء بسيط من الأرباح وأجور العمالة والمبنى، مشيرة إلى ضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة وتحديد جهة متخصصة تضع الحد الأعلى والأدنى لأجور الخدمات في المشاغل، خاصة بعد انتشار عبارات لافتة على المشاغل مثل (عشر أو خمس خدمات بمائة ريال)، بعيدا عن الحرب في الأسعار غير المبررة، وتتفق سيدة الأعمال فايزة الفائز “مالكة مصنع للتريكو” حول مشكلة العمالة، وتقول: أصبحت العمالة مصدر قلق لكثير من المستثمرات بسبب طلبهم المتزايد على زيادة الراتب مما يعيق المشروع خاصة عندما يكون في بدايته. وعلى الجانب الآخر أرجعت سيدة الأعمال مضاوي الحسون السبب وراء فشل المشاريع النسائية إلى قلة الخبرة، مؤكدة أن هناك مشاريع لعدد كبير من سيدات الأعمال ناجحة ومستمرة لهذا لا يمكن أن نعمم فشل جميع المشاريع النسائية فكما أن هناك مشاريع نسائية تفشل هناك مشاريع لرجال أعمال أيضا يصيبها الفشل. من جانبها أوضحت وكلية عمادة شؤون الطلاب لأنشطة الطالبات الدكتورة منال مديني أهمية الدراسات المختصة وإقامة مراكز تهتم بوعي وتدريب الفتيات على إقامة مشاريع اقتصادية. وذكرت: إن جامعة الملك عبد العزيز أولت اهتماما بذلك من خلال مركز “صنع بيدي”. وأضافت: إن المركز يحقق أهداف جلية للطالبة بوسائل متاحة وميسورة فهو يضع بين يدي المستفيدين منه كيفية العمل من المنزل, الأمر الذي يمكن الطالبات من والإنتاج في بيوتهن وبهذا يتحوّل كل أفراد المجتمع إلى صناع مهرة. إضافة إلى توعية الطالبات بأهمية المشاريع الصغيرة وإثراء ثقافتهن ومهاراتهن, وتقديم المعرفة والفكر في كل ما يعمل على زيادة الإنتاجية وتشجيع الصناعات اليدوية. كذلك مساعدة وتوجيه وتدريب الطالبات على إقامة مشاريع استثمارية صغيرة وتسويقها وفق أسس علمية صحيحة بالاضافة الى تقديم الاستشارات للطالبات في مجال مواهبهن ومهاراتهن اليدوية والفكرية والمهنية ولحل المشاكل التي تقع فيها صاحبة المشروع.