دائما ما نسمع الكثيرين يتحدثون عن العمل التطوعي لدرجة أننا نقابل شخصيات مختلفة الاهتمامات والتخصصات ولكنها تخصص جزءا من أوقاتها في قضاء أعمال تطوعية، ولكن غالبا ما نجد كلمة تطوع تتداول بين الشباب، ونجد أن العديد من الدول تهتم بالعمل التطوعي الذي يمارسه الشباب، ومن هنا أحاول في هذه المقالة طرحة رؤية بسيطة حول مفهوم العمل التطوعي وأهميته، ولماذا يرتبط هذا العمل أكثر بالفئات الشبابية، ولماذا تؤكد العديد من الكتابات والآراء على أهمية تفعيل منظومة العمل التطوعي داخل المجتمع. وفى الحقيقة، إن كلمة تطوع تعنى في أبسط معانيها بذل الجهد والتضحية بالوقت وأحيانا بالمال بدون انتظار مقابل، وهنا يجب التوقف والتأمل في هذا المعنى، ونطرح سؤالا يحتاج إلى إجابة، ألا وهو لماذا نتطوع؟.. وبالبحث في العديد من الكتابات نجد أن التطوع هو في الأصل عمل إنساني ينبع من الرغبة في العطاء وفعل الخير في أبسط صوره. ولذا، نجد أن العمل التطوعي لم يكن أبدا عملا إجباريا، بل هو ينطلق من تجاوز اقتصار التفكير على المصلحة الفردية إلى التطوع لتحقيق المصلحة للغير، وما أرقى مضمون هذا الفعل وما يحتويه من إيثار وحب مساعدة ودعم الآخر، وبالتعمق أكثر نجد أن التطوع ينبع من مبادئ وغايات إنسانية أخلاقية، وعندما ندرس أشكال وأنواع التطوع نجد أنه قد يتحقق من خلال جهد فردي للشخص أو في صورة جهد أو عمل أو دعم جماعي، وهذا الأمر يشير إلى مدى ما يمكن أن يمثله العمل التطوعي من قيم الإيثار والتعاون والترابط من اجل فعل الخير أيا كانت صورته، فهو يدعم قيمة المشاركة المجتمعية ويسمو بقيم الولاء والانتماء للوطن، وما أجمل أن نجد جهودا جماعية تطوعية تساند وتتعاون مع الدولة في تحقيق الاستقرار والسلام المجتمعي، وهنا نشير إلى العلاقة بين التطوع والشباب، وفى الحقيقة إن الشباب هم عماد المجتمع ودعامته الأساسية، وهم الطاقة والحيوية وهم الإشراقة والأمل، ولهذا نجد غالبية الشباب لديهم الرغبة في المشاركة في العمل التطوعي ودائما ما يميلون إلى ممارسة الخبرات الجديدة. إن العمل التطوعي يحقق العديد من الفوائد التي تعود على الشباب بالخير، فالعمل التطوعي قد يكون بمثابة فرصة لتدريب الشباب على القيام بأعمال ومهام وإكساب خبرات من شأنها أن تعينهم في المستقبل على أداء وظائفهم بقدر من الإتقان والمهارة، أيضا يسهم العمل التطوعي في استثمار أوقات الشباب وطاقاتهم، كما يستشعر الشباب قيمتهم من قيمة الأعمال التي يقومون بها، كذلك يمكن بناء وتكوين صداقات جديدة ويتعلم الشاب كيفية بناء العلاقات وتبادل الخبرات، ومن تلك الخبرات يتعلم ويكتسب القدرة على التعامل مع المشكلات وحلها عبر تطوير مهارات التفاعل العقلية، بالإضافة إلى تحمل المسئولية، وهذا كله ليس بالأمر الهين، فالحياة لا تمنح خبرات دفعة واحدة بل تكتسب الخبرات بصورة تدريجية، وكلما كانت تلك الخبرات في مرحلة عمرية مبكرة؛ ساعد ذلك على نضج شخصية الشباب المتطوع ودعم قدراته على العمل والإتقان وتحمل المسئولية. ولذا، نؤكد على أهمية تحفيز شبابنا على المشاركة في الأعمال التطوعية في إطار ما يتحلى به من قيم الولاء والانتماء لوطننا الحبيب..