يشهد قطاع السياحة الداخلية في المملكة تحولا جذريا في جذب المواطنين والمقيمين في كافة مناطق ومحافظات المملكة للفعاليات والبرامج السياحية، ومع إنشاء هيئة الترفيه التي استطاعت وبنجاح إحداث نقلة حضارية ببرامج متعددة للترفيه لجميع الفئات، وجذب عدد كبير من المواطنين والمقيمين في الإجازة بفعاليات تناسب كافة الفئات. وقال الكاتب والمحلل الاقتصادي عبدالرحمن الجبيري إن قطاع الترفيه قد قفز بسوق السياحة الداخلي إلى مواقع متقدمة وأصبح بالتالي التنوع في منتجاته أفقيا ونوعيا إِذْ إنها ركزت على ما يوائم المجتمع السعودي من حيث النوعية وتعدد البرامج وأيضا شموليتها لكافة المدن والمحافظات، مشيرا الى أن التوقعات الاقتصادية تشير إلى انه من المتوقع أن يبلغ حجم سوق الاستهلاك السنوي للترفيه في المملكة بحلول عام 2030 نحو 200 مليار ريال. وأضاف «الجبيري»: وفقا للبيانات الإحصائية عن متوسط دخول الأفراد، فإن ما يقدر نسبته في حدود 10% من الدخول أي ما متوسطه 1159 ريالا شهريا للأسر التي تتراوح أعداد أفرادها من 3 إلى 6 أشخاص حيث توجه إلى برامج ترفيهية وخدمات المطاعم والسفر، مبينا أن هذا القطاع واعد وفيه الكثير من الفرص المواتية لجذب استثمارات القطاع الخاص نحوه وعليه فإن القطاع الخاص سيبقى اللاعب الرئيس على هذا النحو، كما أن المجال متاح أيضا لمشاريع ريادة الأعمال والمنشآت المتوسطة والصغيرة والأسر المنتجة وسيوفر السوق المزيد من الفرص الوظيفية المناسبة لكافة شرائح المجتمع. وتابع الجبيري بقوله: إن الهيئة العامة للترفيه تعمل بمنظومة متكاملة من البرامج الكفيلة بتلبية رغبات شرائح المجتمع وحققت بالفعل نجاحا مهما ساهم في تقليص السياحة الخارجية، لافتا إلى اعتماد تلك البرامج على أذواق المجتمع ومناسبتها للفئات العمرية المختلفة وأيضا خططها المعلنة عن برامج جديدة مستقبلا مما يوحي بالاهتمام الكبير لتعزيز مكونات الاقتصاد السعودي والدفع قدما بكل ما من شأنه صناعة السياحة والترفيه وغيرها كروافد اقتصادية متنوعة. وقال الخبير في الاقتصاد والاستثمار محمد السعود: «كان قرار إنشاء الهيئة العامة للترفيه أحد القرارات الملكية، التي تأتي تماشيًا مع إعلان المملكة لرؤيتها المستقبلية 2030م، لما يمثله قطاع الترفيه من أهميّة كبرى في تنمية الاقتصاد الوطني السعودي، ومنح المدن قدرة تنافسيّة دوليّة، حيث كشف تقرير صدر عن مركز الدراسات والأبحاث السياحية «ماس»، التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن إجمالي الإنفاق في السياحة المحلية وصل في 2016م إلى 53.4 مليار ريال خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر، بنسبة نمو 59.2%، مقارنة ب 36.6 مليار ريال في 2015م عن الفترة ذاتها ويقدر الإنفاق السياحي الداخلي في العام الماضي بحوالي 60 مليار ريال ومن المتوقع أن يصل إلى 82.6 مليار ريال بحلول عام 2020». وأضاف «السعود»: «حظى 73 مهرجانا سياحيا في الصيف الماضي في مختلف مناطق المملكة بإقبال وتفاعل المواطنين والسياح، حيث قدرت العوائد الاقتصادية بما يزيد على 15 مليار ريال، وتميزت فعاليات المهرجانات بتنوعها وشموليتها، حيث تشمل فعاليات تراثية وتاريخية وترفيهية ورياضية وفنية وتسويقية وفلكلورية وصحراوية وبيئية ورياضة المغامرات والمنتجات الزراعية والتراثية وغيرها، وتتسم هذه المهرجانات بتأثيرها المباشر في اقتصادات المناطق والمواطنين الناتجة عن زيادة الحركة السياحية المحلية، بالإضافة إلى مساهمتها في تسويق المنتجات التراثية والزراعية والترويج للأنشطة والحرف والصناعات اليدوية، وتوفير فرص العمل لقطاع عريض من سكان المناطق، حيث أشار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى دفع الحكومة لتفعيل دور الصناديق الحكومية المختلفة في تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية، وتشجيع المستثمرين من داخل وخارج المملكة العربية السعودية، وعقد الشراكات مع شركات الترفيه العالمية، وتخصيص الأراضي لإقامة المشروعات الثقافية والترفيهية تحت تنسيق هيئة الترفيه». وقال المستثمر في قطاع السياحة والترفيه بدر الحكير: «هيئة الترفيه نجحت في جذب السائح المواطن والمقيم في الإجازة الحالية وكانت لها إضافة كبيرة في الجوانب السياحية والترفيهية في كافة مناطق ومحافظات المملكة، من خلال ما قدمته من فعاليات ورعايتها ودعمها للكثير من البرامج والفعاليات التي كان لها الأثر الكبير في التغيير الحاصل في الجوانب الترفيهية في المملكة، وفيما يخص حجم انفاق الأسر من الصعوبة حسابه حاليا وسوف يظهر قريبا وسيكون مختلفا ومرتفعا عن الإجازات السابقة».