في الوقت الذي انطلقت فيه ماراثونات العروض السياحيَّة لجذب السياح السعوديين خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني أعلنت هيئة السياحة والآثار إقامة نحو 20 مهرجانًا وفعالية سياحيَّة في مختلف المناطق تمتاز بتنوع فعالياتها، التي تناسب كافة شرائح المجتمع وقال أمين عام المركز العربي للإعلام السياحي بالسعوديَّة خالد آل دغيم: إن السياحة الداخليَّة يلزمها التخطيط للإجازات القصيرة بعد أن وصل إنفاق السياح السعوديين إلى نحو 61 مليار ريال العام الماضي. وقال: إن حجم سوق السياحة السعودي كبير ويتنامى سواء على مستوى السياحة الداخليَّة أو الخارجيَّة، والفترة المقبلة يلزمها تخطيطٌ متوازنٌ يلبي احتياجات رواد السياحة على اختلاف شرائحهم وفئاتهم، حيث يظهر الطلب المتزايد على الإجازات القصيرة. والملاحظ أنّه منذ 2009 اندفع السائح السعودي للبحث عن وجهات جديدة أكثر أمنًا، وظلت بوصلة ماراثونات العروض مستمرة لإقناعه بالذهاب للخارج، وظلَّ بلدنا مصدرًا للسياحة سنويًّا إلى أكثر من 45 دولة، ورحلات المواطنين السعوديين الموسمية ستستمر باتجاه الدول التي تطوّر السياحة لجذب السائح وتوفير أرقى الخدمات وبالأسعار التي تناسب جميع الفئات والأسر. وأوضح آل دغيم أن الدول ذات الجذب السياحي نجحت في الوصول للسائح السعودي وأصبح يحتل المركز الأول في أجندتها وصممت له برامج خاصة، موضحًا أن الإحصائيات تشير إلى أن هناك أكثر من 1.8 مليون رحلة مغادرة سنويًّا تحمل قرابة 12 مليون سائح، والسعوديَّة احتلت المرتبة الأولى في الإنفاق السياحي العالمي حيث تجاوز الصرف 61 مليار ريال خلال 2013 ونظرًا لذلك ظهر اهتمام الوجهات الدوليَّة بجذب السائح السعودي، حيث تتجاوز تكلفة الرحلة الواحدة 7000 دولار لأنّه يعتمد على التخطيط الفردي المباشر بعكس النمط الدولي المعروف بالقروبات، الذي يقوم على الشراكة الجماعية التي توفر 40-50 في المئة، من المبالغ التي تنفق على الرحلة السياحيَّة، كما أن التأخر في التخطيط للسفر وعامل الوقت مهمان جدًا، حيث يؤثِّران ويزيدان فاتورة التكلفة، كما أن التسوق يزيد ويضاعف نفقة السائح في رحلته خارج الوطن. وعن الاستثمار السياحي قال آل دغيم: إنّه مشجِّع والسياحة مورد اقتصادي مهم جدًا والعوائد منه مجزية، حيث تشير الأرقام إلى النمو التصاعدي المستمر للقطاع. وعن إجازة منتصف الفصل الدراسي، أكَّد آل دغيم أنها ستكون من نصيب دول الجوار وفي مقدمتها الإمارات التي وجهت طيرانها للوصول إلى أكبر عدد من المدن السعوديَّة بخلاف المدن الكبرى وهذا خطوة منها للتسهيل على السائح بالسفر في أيّ وقت وهناك نمو في الطلب على تركيا التي شهدت سياحتها نموًّا واضحًا العام الماضي في الإجازات القصيرة من العائلات السعوديَّة نظرًا لتخصيصها برامج تتناسب مع قصر ليالي المبيت وحسب رغبة هذه الأسر التي ترغب قضاء وقت بتركيا في غير وقت الصيف مع نجاح تركيا في استثمار خبرتها السياحيَّة ومقوِّماتها الطبيعيَّة في تسهيل وصول العوائل السعوديَّة متى ما رغبت مع تكثيف دراسات لنمط السوق السعودي المهم جدًا لها. من جهتها أكَّدت هيئة السياحة والآثار ل«الجزيرة» حرصها على توجيه أنشطتها وبرامجها للسائح المحلي لاستثمار هذه الإجازات القصيرة لتحفيز المواطن والمقيم على القيام برحلات سياحيَّة داخليَّة والاستمتاع بالفعاليات السياحيَّة في مختلف مناطق المملكة، وقالت الهيئة: إن هذه الفعاليات والمهرجانات تُؤدِّي دورًا مهمًا في تكوين الوجهات السياحيَّة من خلال قدرتها على زيادة الطلب السياحي على الوجهات والمنشآت والمقوِّمات السياحيَّة فيها، بالإضافة إلى إبراز المقوِّمات السياحيَّة في المنطقة ودورها في تعزيز الوطنيَّة من خلال تعرّف المواطنين على ثروات الوطن الطبيعيَّة والحضاريَّة والتراثيَّة والثقافيَّة وغيرها، وزيادة التواصل مع أبناء المناطق الأخرى، إلى جانب مساهمة الفعاليات في التنمية الاجتماعيَّة من خلال الترابط العائلي وتوجيه الشباب إلى قضاء وقت فراغه في أعمال مفيدة وأماكن آمنة وممتعة، كما أن الفعاليات والمهرجانات تسهم في إقناع وتحفيز رجال الأعمال للاستثمار في المنشآت الاقتصاديَّة والسياحيَّة في المنطقة التي يُقام فيها المهرجان. وأضافت الهيئة: تشهد إجازة منتصف الفصل الدراسي نحو 20 مهرجانًا وفعالية سياحيَّة في مختلف المناطق تنظمها مجالس التنمية السياحيَّة بالشراكة مع الجهات الأخرى. وتمتاز المهرجانات بتنوع فعالياتها بين ثقافية واجتماعيَّة وتراثيًّة ورياضيَّة وترفيهيَّة وأنشطة تناسب كافة شرائح المجتمع. وتعمل الهيئة من خلال فروعها بالمناطق لدعم جهود مجالس التنمية السياحيَّة والشركاء الآخرين لتنظيم تلك المهرجانات والفعاليات مما يسهم في تنمية السياحة الداخليَّة في هذه الإجازة وفي جولة على بعض مكاتب وكالة السفر والسياحة، لاحظت «الجزيرة» الطلب الكبير على دولتي الإمارات وقطر، مع قرب إجازة الربيع التي تبدأ مع نهاية الأسبوع الحالي، فيما أكَّد عدد من مسؤولي تلك المكاتب بأن الرحلات المتجهة إلى دبيوالدوحة تَمَّ تغطيتها من قبل عدَّة أسابيع ولا يوجد أيّ مقعد شاغر، مشيرين إلى أنّه ربَّما يتجاوز عدد المسافرين إلى الدولتين قرابة ال800 ألف مسافر وغالبيتهم عبر الجو، فيما أكَّد «المواطن» صالح العمرو الذي قام بالحجز على الدوحة أنّه لم يتمكن من إيجاد رحلة جويَّة ولكن تَمَّ حجز فندق، مؤكِّدًا أنّه سيقوم بالسفر عبر البر وذلك لقرب المكان وعدم قدرته على إيجاد رحلة. وأضاف العمرو أن الإجازات القصيرة دائمًا ما يحرص على قضائها في دول الخليج لقربها رغم ازدحامها بالسعوديين، مضيفًا أن تلك الدول توفر للسائح كل متطلباته وهو ما جعل الغالبية يسافر لها. وفيما يتعلّق بالوجهات السياحيَّة الداخليَّة تستعد العديد من الأسر السعوديَّة التوجُّه إليها وقضاء فترة الإجازة بها خصوصًا وأن هناك الكثيرون يفضِّلون السياحة الداخليَّة على الخارجيَّة خصوصًا في الإجازات الصَّغيرة.