لقد وفق الله أبناء المملكة العربية السعودية (ذكورا وإناثا) للبذل والعطاء الطيب سواء في الجهد الشخصي بالعمل التطوعي أم بالبذل المالي للميسورين لتنفيذ الأعمال الخيرية أو المشاريع الاجتماعية، حيث يعتبر ذلك عطاء مميزا لدعم التكامل الوطني بين فئات الشعب، فنرى الأطباء يقومون بجولات طبية خيرية على الهجر والقرى، ونرى الدعاة يقومون بجولات يبينون فيها أحكام الدين الحنيف ومكافحة التطرف، كما نرى رجال الأعمال ينشئون المساجد ودور الأيتام والمؤسسات الإنسانية. إن المشاريع الخيرية التي نراها تنفذ حالياً في بلادنا العزيزة قد تطورت بصورة كبيرة بحيث أصبحت تخدم الجانب التنموي للدولة، ومن الأمثلة على ذلك ما تفضل سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه بافتتاحه قبل فترة وجيزة وهو (أكاديمية الفوزان لتطوير قيادات المؤسسات غير الربحية) حيث يعتبر هذا العمل وأمثاله من المشاريع التطويرية لأبناء وطننا الغالي ذات المردود التنموي الذي ينعكس إيجابياً على نهضة المملكة بحيث يتكامل العمل مع ما تقوم به الدولة مشكورة من مشاريع وما يقدمه القطاع الخاص من مبادرات نوعية تفيد فئات اجتماعية مختلفة بصورة كبيرة.. لذلك فإن المشاريع الخيرية في المملكة حالياً أصبحت تركز على الخدمة المجتمعية بدلاً من تقديم الدعم المالي المباشر للمحتاجين دون تطويرهم وتأهيلهم، حتى أن الدعم المالي المباشر للمحتاجين يتسبب بالتكاسل والاعتماد على الغير دون العمل والسعي لتطوير الذات والاجتهاد لتحصيل الرزق الحلال، ولا شك أن مجالات الكسب الحلال موجودة في بلادنا لجميع فئات المجتمع (رجلا أو امرأة) وتوجد على أرض الواقع أمثلة ناجحة كثيرة في جميع المناطق. التشجيع والدعم الذي يتلقاه أصحاب المشاريع الخيرية من قبل الدولة مشكورة ممثلاً بأصحاب السمو الأمراء أو كبار المسؤولين، يعتبر مساندة وتأييدا لهذا المنهج الوطني للعطاء والبذل الطيب الذي يساهم في اكتمال حلقة التنمية في بلادنا التي تحتاج كافة الأيادي المخلصة من أبناء الوطن (ذكورا وإناثا) سواء أكانوا شبابا أم كبارا لأننا حالياً نمر بمرحلة جديدة من التنمية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والمطلوب منا أن ندعم هذا التوجه الطيب بكل ما نستطيع... والى الأمام يا بلادي.