إن العمل الخيري أمر محبوب ومقدر لدى البشر بشتى دياناتهم أو مناطقهم أو انتماءاتهم، حيث إنها طبيعة فطرية، خلقها الله لدى الناس سواء الصغير أو الكبير أو الذكر أو الأنثى أو الغني أو الفقير، ومن الطبيعي أن الناس والمجتمع يشكرون ويقدرون عمل الخير وتقديم العون والمساعدة للمحتاج. إن ديننا الإسلامي قد شجع على البذل والعطاء في كافة الجوانب، وليس المادي فقط، بل يصل الأمر إلى حد الابتسامة كما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) «تبسمك في وجه أخيك صدقة»، لذا فإن العمل الخيري شيء يحبه كل إنسان مسلم؛ لأنه جزء أساسي من ديننا الحنيف، وهو أمر يؤجر عليه الشخص من رب العالمين، لذلك عندما ننظر إلى مجتمعنا السعودي نرى رجال ونساء الوطن يسعون إلى البذل والعطاء والعمل الخيري في العديد من المجالات، سواء المادية أو الدعوية أو العملية وغيرها، فنرى المساعدات النقدية تقدم للفقراء أو لكفالة الأيتام ونرى النشطاء في الدعوة إلى الدين الحنيف، أو لمكافحة الآفات الأخلاقية، وكذلك نرى العاملين في مجال خدمة المحتاج من القيام بمساعدة المعاقين، أو القيام بالحملات الطبية، وغيرها من أعمال الخير الكثيرة جداً.. ولقد أنُشئت جمعيات خيرية متعددة للقيام بتقديم مختلف الأعمال الإنسانية وانتشرت هذه الجمعيات في مختلف المناطق، ولكن المتابع لبرامج وطبيعة عمل هذه الجمعيات الخيرية يلاحظ الحاجة إلى تطويرها إدارياً ومالياً وتنظيمياً؛ لتكون على المستوى الجيد الذي يتناسب مع طبيعة وتقدم الحياة حالياً، وكذلك ليتوافق عملها مع ما طرأ من تغيرات اجتماعية وفكرية في كافة المناطق حسب طبيعة كل منها. إن التطوير المطلوب للجمعيات الخيرية يحتم زيادة الاهتمام بها من قبل الدولة، من خلال تقديم مزيد من الدعم المادي والإداري والفني لهذه المؤسسات المدنية التطوعية، التي تؤدي دورا رياديا وطيبا في سد العديد من احتياجات المجتمع الإنسانية، خصوصاً وأن هذه الجمعيات يقوم عليها كوكبة من أبناء بلادنا (ذكورا وإناثا) الذين سخروا أموالهم أو علمهم أو جهدهم لخدمة شعبهم المبارك، وهم يُشكرون ويُقدرون على عملهم الطيب.. وإلى الأمام يا بلادي.