دعا رئيس هيئة التفاوض السورية د. نصر الحريري، أمس الثلاثاء، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعماء الاتحاد الأوروبي لزيادة الضغط على بشار الأسد وعلى روسيا وإيران للعودة للمحادثات التي تهدف لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة منذ ست سنوات. وقال الحريري في مقابلة مع رويترز: «آن الأوان كي يقول الرئيس ترامب والمستشارة (الألمانية أنجيلا) ميركل ورئيسة الوزراء (البريطانية تيريزا) ماي: توقفوا». وتابع: «آن الأوان كي يزيد ترامب وميركل وماي من الضغوط وجمع المجتمع الدولي للوصول لحل سياسي حقيقي عادل في سوريا». وأضاف الحريري: ان دماء المدنيين ستظل تراق في سوريا ما لم تكثف الولاياتالمتحدة وقوى الاتحاد الأوروبي من الضغط على الأسد وحلفائه الكبار في روسيا وإيران. شبح التقسيم وفي سياق آخر صرح رئيس هيئة التفاوض السورية أمس بأن خطة قوات سوريا الديمقراطية لتشكيل قوة حدودية قد تفتح الباب أمام تقسيم سوريا في المستقبل. وأفاد من جهة أخرى بأن الجولة القادمة من محادثات جنيف بشأن سوريا ربما تجرى بين 24 و26 يناير في فيينا. وقال الحريري في احاطة أمام البرلمان البريطاني أمس: يجب على المجتمع الدولي ان يستخدم نفوذه من اجل فرض احياء العملية السياسية التي تقودها الاممالمتحدة في جنيف. الحل السياسيوكان رئيس هيئة التفاوض السورية د. نصر الحريري أفاد، الاثنين، بأن المعارضة السورية «لا تعلم شيئاً» عن مؤتمر سوتشي الذي تعد له روسيا لحل الأزمة السورية. وأجرى الحريري، الاثنين، مباحثات مكثفة مع المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، وفي مقدمتهم مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد فيدريكا موغريني، التي تعد لاستضافة مؤتمر «مستقبل بناء سوريا» في الربيع المقبل. وقال الحريري في تصريحات صحفية: إن مباحثاته في بروكسل «تهدف إلى حشد الدعم الدولي من أجل تفعيل العملية السياسية في جنيف وتطبيق القرار الدولي 2254». ونقل الحريري عن فيدريكا موغريني تأكيدها أن «الاتحاد الأوروبي لن يساهم في مسار إعادة إعمار سوريا سوى بعد تحقيق الحل السياسي الحقيقي». مؤتمر سوتشي وفي سياق متصل، تطرق الحريري للعلاقة الجدلية بين مؤتمر سوتشي، الذي تُعد له روسيا، ومسار «مؤتمر جنيف» الذي ترعاه الأممالمتحدة. وأكد الحريري أن وفد المعارضة «لا يعلم شيئا عن مؤتمر سوتشي». وأضاف الحريري: «إذا كانت أي دولة في العالم ترغب في الحل السياسي فهذا الحل يجب أن يكون مستندا إلى المرجعيات الدولية». وحول التصعيد العسكري في الميدان، أكد الحريري أن «اتفاقات خفض التصعيد التي تم التوصل إليها في أستانا إن لم تنته نهائيا فهي - أقله - في مهب الريح». من جهة أخرى، دعت وزارة الدفاع الأميركية كل الأطراف إلى التهدئة على الحدود التركية - السورية، وأكد البنتاغون في الوقت ذاته أنه يأخذ في الاعتبار قلق أنقرة إزاء حزب «العمال الكردستاني». وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية: إن التحالف الدولي ضد داعش لا يشن عمليات عسكرية في منطقة مدينة عفرين السورية الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية باعتبارها شريكا لا غنى عنه في إطار العمليات ضد «داعش» في سوريا. جاء ذلك بعدما باتت معركة عفرين قاب قوسين أو أدنى من إعلان انطلاقها، فالاستعدادات للهجوم العسكري على المدينة قد انتهت، بحسب ما أعلنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مشيرا إلى أن ساعة الصفر من الممكن أن تنطلق في أي لحظة. وقال أردوغان: «قواتنا التركية المسلحة ستنهي مسألة عفرين ومنبج قريبا، وتجهيزاتنا العسكرية اكتملت الآن، وسنبدأ تحركاتنا في أسرع وقت». قوة حدودية وفي سياق متصل، قالت الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية للفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا فوزة يوسف: إن المناطق التي يديرها الكرد في سوريا تتطلع إلى قوة حدودية جديدة تدعمها الولاياتالمتحدة من أجل حماية نفسها في مواجهة التهديدات المتنامية والمتكررة من تركيا ومن دمشق. وشددت على ضرورة وجود قوة رادعة لحراسة الحدود التي تفصل بين مناطق الأكراد والمناطق الأخرى بما يجنبهم التعرض لأي هجوم. وأضافت: أنه على ضوء تعثر الحل للأزمة السورية المستمرة منذ سبع سنوات، فإن الأكراد وحلفاءهم العرب يجدون أنفسهم أمام مخاطر جمة. ويعمل التحالف الدولي على تشكيل قوة حدودية جديدة قوامها ثلاثون ألف فرد ستتولى حماية حدود المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، وقد بدأت واشنطن فعليا تدريب أولى مجموعات هذه القوات.