انطلقت أمس الأول مسرحية «عفسة» من تأليف وإخراج وتمثيل الفنان محمد الحلال على مسرح مركز الأمير فيصل بن فهد بسيهات، في عرضها الأول الذي تميز بحضور كثيف لم تستوعبه الصالة، ولعب بطولة المسرحية الفنان القدير حسين هويدي بمشاركة الفنانين حسين يوسف، وناصر عبدالواحد، وعلي الجفال، وعلي القلاف، وعقيل محسن، وستعرض المسرحية مرتين يوميا حتى يوم الجمعة القادم. المسرحية التي استمرت لحوالي الساعة ونصف الساعة حفلت بتجاوب الجمهور وضحكاته وإعجابه الشديد بما تتناوله المسرحية من قضايا اجتماعية، مع تركيز طاقم العمل على تقديم عمل بسيط بعيدا عن النخبوية؛ وذلك لتعزيز المسرح الجماهيري الذي أصبح يبحث عنه الجمهور في الفترة الاخيرة، بعد أن غزا المسرح التجريبي والنخبوي بمسرحياته الكثير من المهرجانات، فيما ينتظر مركز الامير فيصل بن فهد ردود فعل الجماهير وحجم تجاوبهم مع فكرة إقامة مسرح داخل المركز، ليقرروا بعدها إن كان المشروع يستحق إقامة مسرح دائم لدعم الحركة المسرحية من جهة، ولتوفير متنفس للعائلات لقضاء وقت ممتع ومفيد في نفس الوقت. وتطرقت المسرحية بطريقة النقد الساخر لبعض السلوكيات الاجتماعية والفساد والمحسوبية، ومنها تجسيد مشهد اقتحام الدراجات النارية للواجهات البحرية، التي تتسبب بمضايقة مرتادي وزوار الكورنيش، إضافة للتسبب بحوادث وإصابات للاطفال والنساء في كثير من الاحيان، فيما تفاعل الجمهور بشكل كبير مع مشهد الشاب المتقدم للحصول على وظيفة وحجم المعاناة التي واجهها خلال المقابلة الشخصية، وكأن المشهد لامس جراح نسبة كبيرة من الجمهور، كما تطرق العمل الذي استخدم اللهجة المحلية في الحوار لتلك الشخصيات المعبأة بالفكر الاسود المكفر لكل مخالف له، وهم مَنْ تسببوا بالتضييق على حياة المجتمع. وكانت حركة الممثلين على خشبة المسرح سلسة ومدروسة، وسط تكثيف للإضاءة على الحدث المسرحي، مع استخدام التعتيم للفصل بين المشاهد للتحول من قضية إلى اخرى، مع اتاحة الفرصة للممثلين لتبديل ملابسهم، ليكملوا بعدها تجسيد القضايا الاجتماعية وكشفها في محاولة لجعل الجهات المسؤولة تقوم على معالجتها. وأكد مخرج المسرحية محمد الحلال أن هذا العمل، الذي يعد باكورة العروض على خشبة مركز الأمير فيصل بن فهد هو اختبار حقيقي للمسرحيين لإثبات أن مشروع إقامة مسرح سيكون مجديا للمستثمر الذي تهمه لغة الارقام، لذلك ناشد الحلال الجمهور والمهتمين بدعم هذا المشروع الذي سيتحول فيما بعد إلى مركز ثقافي يعنى بالمسرح والندوات والمحاضرات الثقافية إضافة لإقامة سينما تساهم في خلق متنفس لجميع ابناء المجتمع. جمهور كبير تفاعل مع احداث العمل بوستر المسرحية