الشعب الايراني هو الذي وضع اللبنة الاولى للثورة الدستورية والمظاهرات الشعبية، وحرية التعبير والحقوق والحريات الاساسية وانتزاعها من براثن الطغاة عنوة منذ مطلع القرن العشرين. واليوم الايرانيون في ثورتهم وانتفاضتهم العارمة ضد الظلم والعبودية يكتبون التاريخ بدمائهم من جديد؛ لا اعادته فحسب. لقد اذهلوا العالم والامم المتحدة والدول الغربية والشرقية منذ ثمانية ايام فقط من خلال ثورة الشارع المباركة ضد الفاسدين القتلة والمجرمين، الذين نهبوا ثرواتهم وخيراتهم وقتلوا ابناءهم بمحاكمات صورية، ونجد أن مناقشة مجلس الامن في جلسته يوم الجمعة، كانت صدمة مدوية لعدة دول غربية مهادنة للفاشية الدينية في طهران. ما سبق جاء على لسان زعيمة الحراك الشعبي الايراني، المجاهدة الكبيرة ام الايرانيين، مريم رجوي، بأن الانتفاضة الجماهيرية قلبت تاريخ مجلس الامن الدولي في شأن ايران وشعبها العريق، الذي حطم جدار الصمت الرسمي العالمي، بعد ان خيم الظلم والظلام على المشهد الايراني ما يقارب الاربعة عقود. وأقول لها: تحمل شعب إيران كل انواع القمع الوحشي والاعدامات الظالمة بحق الابرياء التي بلغت 120 الف شهيد، فهم ثاروا، وانتفضوا يا سيدتي يا ام الايرانيين، ايتها المجاهدة الحديدية بفضلك وحكمتك وصبرك وتضحيات اعضاء منظمة مجاهدي خلق، التي لا يحصيها عدد. قد انتفض شعبك العظيم ليثبت للعالم عظمة تاريخه وحنكة قائد المقاومة الايرانية المجاهد الكبير الاسطوري مسعود رجوي، الذي فاق كل زعماء حركات التحرر الوطني في العصر الحديث صلابة واصرارا لا يلين، بجانب فكره الوثاب وقوة تحمله للتضحيات الجسام لأبنائه وبناته واخوانه واخواته المجاهدين والمجاهدات في منظمة مجاهدي خلق الباسلة. فالشعب الايراني الشجاع حزم امره بإسقاط القهر والظلم والموت ونهب الثروات القومية وتبديدها على نزوات الطغاة، وهو لن يقبل بأقل من اسقاط الديكتاتورية الدينية ومحاكمة ازلامها امام محاكم الشعب العادلة، وانهاء فصل مظلم قاتم من تاريخه المليء بالسخام الاسود، والانتقال بعدها الى عهد الحرية والديمقراطية والقضاء العادل والكرامة الوطنية وعزة النفس، التي ورثها الايراني منذ آلاف السنين. ومن الحقوق التي يبحث عنها الشعب الإيراني، الحريات الاساسية الكاملة للفرد، التي جاءت بها العهود والمواثيق الدولية، ومنح المرأة حقوقها الكاملة غير منقوصة، ومشاركة الجميع في الحياة السياسية دون تمييز او اقصاء على اساس اللون والجنس والعرق والدين او المذهب، في ظل قضاء وطني ايراني مهني ومستقل ونزيه. هذه المثل والقيم الدستورية حملتها الزعيمة التاريخية مريم رجوي في حقيبتها الى ابنائها الايرانيين المظلومين، التي سوف تطبقها بحذافيرها في القريب العاجل.