سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«أمل الرياض» يخدم أربعة مناطق ومراجعين من دول الخليج! الواقع يقول: خمسة مجمعات لعلاج الإدمان لا تكفي.. والقطاع الخاص مطالب بتحمّل مسؤولياته لتخفيف العبء
تعاني إستراتيجية مواجهة المخدرات والوقاية منها أزمة كبيرة تتمثل في ضعف إمكانات مستشفيات الأمل، ونقص الأسرّة مقابل الأعداد المتزايدة من طالبي العلاج من هذا الداء الذي يفتك بشبابنا، إلى جانب ندرة الكفاءات والكوادر المتخصصة في برامج العلاج والتأهيل الخاص بهذه النوعية من الحالات التي تتطلب تعاملا خاصا، إضافة إلى تشتت الجهود وبرامج التوعوية، ولا توازي أعداد مستشفيات الأمل وما تضمه من أسرة وأطباء وأقسام حجم الضغط الكبير الذي تعانيه في الوقت الراهن، حيث يخدم مجمع الأمل في الرياض على سبيل المثال مرضى من 4 مناطق تقريبا، وكل طالبي العلاج من محافظاتالرياض القريبة والبعيدة إذا علمنا أن حجم سكان الرياض لوحدها يقترب من الستة ملايين نسمة. «مستشفيات الأمل» تعاني ضعف الإمكانات وندرة الكفاءات وطاقتها الاستيعابية لا توازي طالبي العلاج! وفوق ذلك يستقبل "أمل الرياض"مراجعين من دول الخليج، وذات الوضع في مجمع الأمل بالدمام وغيره الأمر الذي يستلزم تحركا جاداً لإعداد إستراتيجية شاملة تنتشل هذه المراكز من الواقع الذي يعيشه، عبر التوسع في افتتاح مستشفيات علاج المدمنين وضخ المزيد من الخبرات والكفاءات المتخصصة في برامج العلاج والتأهيل وإشراك القطاع الخاص في برامج الرعاية والعلاج للمدمنين المتعافين لتخفيف العبء على وزارة الصحة. "الرياض" عبر هذا التحقيق تستعرض القضية من جميع أبعادها وتكشف الواقع الذي يتطلب كثيرا من الجهد والعمل، حيث تم الالتقاء بعدد من المختصين في "أمل الرياض"ومسؤولي وزارة الصحة، والإطلاع على تجربة منزل منتصف الطريق. وفي الدمام عاشت "الرياض" تجربة يوم كامل مع المتعافين في مجمع الأمل هناك، كما التقينا المرضى من مدمني الكبتاجون والهروين والحشيش الذين تحدثوا عن تجاربهم في عالم المخدرات وبرامج العلاج المقدمة لهم، كما تحدث لنا المشرف العام على المجمع وعدد من قياداته فكان التالي: بدايةً يرى الدكتور فهد المنصور رئيس أقسام علاج الإدمان بمجمع الأمل بالرياض، واستشاري الطب النفسي أن خدمات علاج الإدمان في المملكة عامة وفي مجمع الامل للصحة النفسية بالرياض خاصة من الخدمات الرائدة ليس في المملكة فقط وانما في دول الجوار كذلك، حيث يقدم المجمع خدمة علاج وتأهيل مرضى الادمان منذ فترة طويلة لجميع مرضى الادمان الذين يحضرون بأنفسهم أو الذين يتم إحضارهم عن طريق الأهل أو إدارة مكافحة المخدرات، ويخدم قسم الادمان بالمجمع منطقة جغرافية كبيرة من المملكة تشمل مدينة الرياض ومحيطها بتعدادها السكاني الهائل وكذلك مناطق ومدنا اخرى مثل الخرج ونجران وجيزان وحائل والمجمعة ووادي الدواسر، كما يقدم القسم خدماته للخليجيين مثل سلطنة عمان وقطر والبحرين والكويت، وعلى سبيل المثال قام قسم علاج الادمان بالمجمع بتقديم خدماته لأكثر من 16000 مريض العام الماضي. الإستراتيجية الجديدة وأكد المنصور على ضرورة أن ترتكز الاستراتيجية القادمة في علاج الادمان في المملكة على افتتاح اقسام وعيادات ومستشفيات ومراكز تأهيل وخدمات ما بعد العلاج مثل بيوت منتصف الطريق والرعاية اللاحقة لعلاج الادمان في جميع مناطق المملكة وتجهيزها بالكوادر الكافية والمدربة والمؤهلة لعلاج الادمان، وكذلك توفير كافة المستلزمات من أدوية خاصة بعلاج بعض حالات الادمان وبرامج علاجية حديثة ومتنوعة لتأهيل مرضى الادمان حيث سيسهل ذلك من تقديم خدمة متكاملة لجميع المرضى في المملكة أينما كانوا وبالتالي سيؤدي الى زيادة نسبة التعافي والشفاء بين هؤلاء المرضى. وحول افتتاح مستشفيات خاصة وأهلية لعلاج المدمنين وتأهيلهم يؤكد د. المنصور أن القطاع الخاص يساهم في تقديم خدماته العلاجية في كافة التخصصات الطبية ولكن مع الاسف تكاد تكون مساهمته في علاج الادمان لا تذكر، حيث تقتصر خدماته على وجود بعض العيادات الخاصة في المملكة لعلاج بعض حالات الادمان والتي غالبا ما تكون جزءا من عمل العيادات النفسية ولا يوجد أي مركز أو مستشفى في القطاع الخاص متخصص في علاج الادمان، ونحن نؤيد بشدة ايجاد دور أكبر للمؤسسات الطبية التابعة للقطاع الخاص في علاج و تأهيل مرضى الإدمان إسوة بالكثير من الدول الغربية المتقدمة في علاج الإدمان حيث تتواجد مثل هذه المؤسسات على نطاق واسع وتسهم بشكل فعال في تقديم الخدمات العلاجية والتأهيلية للمرضى. وفي شأن البرامج المتبعة لتخفيف الضغط على التنويم في مستشفيات علاج الادمان يوضح الدكتور المنصور أن قسم علاج الادمان بالمجمع يقوم بإتباع عدة طرق لتخفيف الضغط على أقسام التنويم ومن هذه الطرق تقديم برامج علاجية وتأهيلية كاملة من خلال أقسام العيادات الخارجية لمرضى الإدمان الذين لا تستدعي حالتهم التنويم في الاقسام أو الذين لايرغبون بالتنويم أو الذين لا تسمح لهم ظروفهم بالتنويم ومن ضمن هذه البرامج مجموعة العيادة وبرنامج البداية، كما قامت إدارة المجمع مؤخرا بالتعاون مع إدارة الاسرة بإنشاء نظام حجز الاسرة لتنويم مرضى الادمان حيث يتم حجز سرير للمرضى الراغبين بالعلاج خلال مدة لا تتجاوز الأسبوع منذ اتخاذ قرار التنويم من قبل الاطباء مع استثناء الحالات الحرجة والتي تكون بحاجة ملحة الى التنويم الفوري حسب رأي الأطباء، حيث يتم تنويم هذه الحالات مباشرة و بشكل فوري من الطوارئ. زيادة المستشفيات ويطالب رئيس أقسام علاج الادمان بمجمع الامل بالرياض بتحسين الخدمات المقدمة لعلاج المرضى المدمنين في المملكة من خلال زيادة عدد المستشفيات والاقسام والمراكز المتخصصة في علاج الادمان في المملكة لتقديم خدمة اشمل لجميع المرضى اينما كانوا وتزويد هذه المستشفيات بالكوادر الكافية والمؤهلة والمدربة لعلاج الادمان، وزيادة عدد المؤسسات الصحية المختصة ببرامج تأهيل المرضى المدمنين وخدمات ما بعد العلاج مثل بيوت منتنصف الطريق والرعاية اللاحقة وبيوت الشباب مع أهمية اشراك القطاع الطبي الخاص في عملية علاج و تأهيل المرضى المدمنين على نطاق أوسع، وأيضا ًالعمل على نشر التوعية والتثقيف الصحي للمرضى المدمنين وأهاليهم عن أهمية علاج الإدمان وحثهم على العلاج. نقص الكوادر ويشاركه الرأي عبدالرحمن السلمي مساعد المشرف العام على مركز التأهيل النفسي بالقصيم والذي يؤكد بقوله إن مستشفيات الأمل لعلاج تعاطي المخدرات بالمملكة تحظى باهتمام رسمي ممثل بوزارة الصحة ودعم من وزارة الداخلية ومؤسسات المجتمع المحلي ممثل باللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات. ويضيف السلمي: علاج الإدمان يحظى بقبول ومخرجات خففت النسبة العالمية للانتكاسة وعززت عملية التعافي وزيادة القبول للعلاج الطوعي عن القسري ذلك لأن البرامج العلاجية تتقدم وتدعم من خلال تبادل الخبرات بين المستشفيات وما يعد من سياسات وإجراءات تنفيذية، وهناك استراتيجية تعدها إدارة الصحة النفسية والاجتماعية بوزارة الصحة بنشر علاج الإدمان سواء تضامن مع مستشفيات الصحة النفسية أو مراكز علاج وتأهيل لمتعاطي المخدرات، فالخطة تشير إلى افتتاح عدد من المستشفيات ويتم افتتاحها بمعدل كل ستة شهور لإعطاء مدة العلاج الفترة الكافية وتكون مراكز العلاج قريبة من المرضى وتستطيع هذه المراكز رصد الظواهر ومحاولة علاجها مع مؤسسات المجتمع. ويواصل مساعد مركز التأهيل النفسي بالقصيم: نأمل استجلاب للكوادر التي تحظى بالتخصصات الدقيقة المتخصصة بعلاج الإدمان خاصة أقسام التأهيل وتطوير الرعاية اللاحقة، كما نأمل أن يكون القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني مشاركاً بما يتوافق وتطلعات سياسة الدولة العلاجية والتوعوية فحينما تتوفر الإمكانات والسياسات العلاجية سوف تتنافس مع المستشفيات الحكومية في خبرة وتقنية العلاج لتتوفر المخرجات حول زيادة التعافي والوعي بمخاطر المخدرات، فالقطاع الخاص لديهم القدرة على التواصل مع المتخصصين في العلاج والتأهيل وإمكانية للحصول على كوادر مهنية . ويأمل السلمي بافتتاح مستشفيات أكثر حيث إن مركز التأهيل يعاني في بعض الاوقات من ضغط في العمل مما يجعله يبحث عن حلول بديلة مع الفريق العلاجي في تنويع البرامج و التواصل المكثف عن طريق الخدمة الاجتماعية مع الأسر لمناقشة الحالات الجاهزة للخروج باستلامها والخدمة النفسية تكون مجموعات علاجية تخفف من ضغوط المرضى داخل الأقسام مع إعطاء بعض الحالات ذات التجاوب الفعال إجازات مرضية بصحبة الأهل لمدة أربع وعشرين ساعة يتم متابعتها بالعيادة مع قياس تقدمها وبمتابعة الرعاية اللاحقة. برامج الابتعاث ويقترح السلمي تدعيم المستشفيات بالكوادر القادمة من برامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي للاستفادة من الشباب الحاملين للشهادات العليا في العلاج الإكلينيكي مع ضرورة وجود برنامج لعشر سنوات في تخريج متخصصين بعلاج الإدمان وسيكون له مخرجات عظيمة وتقلل من تكلفة العلاج بتخفيف الانتكاسة نظراً إلى الحاجة إلى كوادر تملك المهنية المحترفة، مشيرا إلى أن اكثر المعوقات تتمثل في عدم وجود إدارة متخصصة بشؤون برامج علاج الإدمان وضعف التنسيق مع المؤسسات ذات العلاقة لمساعدة البرامج على حماية المتعافي من الانتكاسة فالتحفيز على التعافي ربما لا يكفي والحماية من الانتكاسة تتطلب إلى تشريع قوانين تحمي المتعافي وتعزز قراره. القصور من جهته أوضح الدكتور عبدالله الشرقي استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان أن تجربة إنشاء مستشفيات الأمل لعلاج الإدمان بالمملكة تجربة رائدة لا يوجد لها مثيل في المنطقة العربية وذلك لكونها تقدم خدمات متكاملة تعتمد على التدخلات من الفريق العلاجي متعدد التخصصات وتراعي المراحل التي يمر بها المدمن خلال تعافيه وقد استفاد من خدمات هذه المستشفيات آلاف المرضى وبالرغم من نجاح فكره هذه المستشفيات إلا أن اقتصار علاج الإدمان عليها وعدم توفرها في المناطق المختلفة يعد قصورا في علاج الادمان في المملكة، كما أن البرامج العلاجية في هذه المراكز تحتاج إلى مزيد من التطوير، ويعتبر القصور الأكبر في هذه المراكز هو نقص أعداد المتخصصين المؤهلين للعمل في هذا المجال. ويطالب الشرقي بأن يكون هناك إستراتيجية وخطة صحيحة لإنشاء وتشغيل هذه المشروعات، بحيث تنشئ هذه المستشفيات بمواصفات وتجهيزات مختلفة عن المستشفيات الحالية وتناسب لإبقاء المرضى لفترات طويلة، أما فيما يتعلق بالتشغيل فهناك أهمية لتوفير الكوادر المدربة ذات التخصصات المختلفة للعمل بمجال علاج وتأهيل المدمنين وتطبيق البرامج العلاجية الفعالة التي تقوم على الأسس العلمية والتي تسعى إلى فهم حالة المدمن بشكل أعمق، وتكون قادرة على إحداث التغيير الفعلي في مفاهيم المدمن ومشاعره ومقدرته على التأقلم بدون تعاطٍ، كما يجب أن تكون هذه البرامج قادرة على استيعاب المدمن واحتوائه عندما يرغب بطلب المساعدة، وأن تكون قادرة على إبقائه الفترة الكافية لإحداث التغيير لديه . إشراك القطاع الخاص ويؤيد الدكتور الشرقي بأن هناك حاجة لوجود برامج لعلاج الادمان تشغل من قبل القطاع الخاص أسوة بالقطاعات الصحية الاخرى وهذه المراكز ستدعم مستشفيات الامل وتوفر مكانا للعلاج لبعض المرضى الذين لا يرغبون في العلاج في مستشفيات الامل، أو لمن يطلب العلاج في مراكز خارجية نتيجة لعدم توفر مراكز خاصة داخل المملكة ويرى أهمية تشجيع الاستثمار في مثل هذه المراكز مع الاخذ في الاعتبار ضرورة وجود الاجراءات والشروط الاساسية لافتتاحها ومراقبتها لضمان سير العمل بها بالشكل الصحيح، أما فيما يتعلق بمعوقات افتتاح مثل هذه المراكز فقد يكون للتشدد السابق في شروط الترخيص لها وعدم وجود الدعم الحكومي دور كبير في عدم إنشاء الأعداد الكافية من هذه المراكز ومن الممكن ان يكون العائق الأكبر أمام الاستثمار في هذا المجال هو ضعف المردود المالي لهذه المشاريع وصعوبة إدارتها والعمل بها مقارنة بالاستثمار في المجالات الطبية الاخرى. الأعداد في تزايد ويضيف د. الشرقي مما يؤيد الحاجة للتوسع في الخدمات أن هناك تزايدا في اعداد المرضى طالبي العلاج من الجنسين وذلك يعكس تزايد حالات الادمان كمشكلة عالمية وكذلك تقبل المرضى لطلب المساعدة من المراكز العلاجية، مع ضرورة ان يتم التركيز في المقام الاول على البرامج الوقائية بشكل كبير لتقليل عدد حالات الاشخاص المصابين بداء الادمان وهذا بدوره يقلل الحاجة لبرامج علاج الادمان بما في ذلك اسرة التنويم، كما يجب ايجاد برامج بديله لمستشفيات الامل او برامج داخل مستشفيات الامل توفر العلاج والتأهيل الفعال من خلال العيادات الخارجية والرعاية النهارية لاستيعاب المرضى والعناية بهم وخصوصا للحالات في مراحلها الاولى واعتقد ان تزاحم المرضى ونقص الاسرة الحالي ادى الى اقتصار الدخول على الحالات الصعبة، بينما تحال الحالات الاخرى للعلاج من خلال العيادات الخارجية والتي من وجهة نظري غير قادرة حتى الآن على تقديم الخدمات العلاجية الكافية. إنشاء إدارة متخصصة ويواصل حديثه: من المهم البدء أولاً بإيجاد إدارة مستقلة مسؤولة عن برامج علاج الادمان بوزارة الصحة والتي يمكن أن تتبع إدارياً لادارة الصحة النفسية تتولى التخطيط ورسم السياسات ووضع البرامج العلاجية ومتابعتها وقياس الاداء وتقييم نتائج هذه البرامج وعلى الوزارة العمل على توزيع وتنوع البرامج العلاجية ووضوح اهداف وطريقة عمل كل برنامج علاجي مع الاخذ في الاعتبار ايجاد استراتيجيات لابقاء المرضى في البرامج العلاجية لفترات كافية لان طبيعة هذا المرض تحتاج الى ذلك كما يجب التركيز وبشكل كبير على تأهيل العاملين في هذا المجال من اصحاب التخصصات المختلفة لجعلهم قادرين على احداث التغيير لدى المرضى وقادرين على اكساب المرضى المهارات المطلوبة التي تساعدهم في التوقف عن تعاطي المخدرات. د. المنصور: استقبلنا 16 ألف مريض العام الماضي ومساهمة القطاع الخاص ضعيفة د. الشرقي: نعاني نقص المتخصصين ونحتاج إدارة خاصة ببرامج الإدمان السلمي: يجب استقطاب خريجي الابتعاث وبرامج التدريب الإكلينيكي تزايد طالبي العلاج.. ارتفاع في الضحايا أم في الوعي؟ كشف الدكتور فهد المنصور عن تسجيل زيادة ملحوظة في أعداد المرضى المدمنين الذين يحضرون بأنفسهم طلبا للعلاج من الإدمان في السنوات الأخيرة، ما أدى الى افتتاح جناح جديد في اقسام علاج الادمان (جناح رقم 1) وهو جناح متخصص في علاج مرضى الادمان الذين يحضرون بانفسهم للعلاج، ويكون لديهم قدر كاف من التحفيز والدافعية للعلاج حيث يتم تقديم برنامج علاجي شامل لهم يرتكز على زيادة الدافعية، وطرائق منع الانتكاسة ومكافحة الاشتياق وبعد انهاء البرنامج داخل المجمع يتم تحويلهم الى بيت منتصف الطريق او الرعاية اللاحقة لاستكمال الخطة العلاجية والتاهيل، ويعتقد ان السبب في ذلك يعود الى الجهود الجبارة التي تبذلها وزارة الصحة وكذلك تضافر الجهود بين وزارتي الصحة والداخلية لنشر التوعية بين الناس وحث المرضى المدمنين على ضرورة العلاج ومساعدتهم بكل الوسائل الممكنة. ويرى عبدالرحمن السلمي مساعد مدير مركز التأهيل النفسي بالقصيم أن الإحصاءات تؤكد ازدياد حالات الادمان، وأيضا ارتفاع نسبة المتقدمين طواعية خلال الخمس السنوات الأخيرة، ما يؤكد سلامة برامج التوعية وتأثير سياسات وبرامج التوعية الوقائية بحيث أصبح للأسرة السعودية وعي بالخطورة وإدراك لأهمية العلاج. برنامج الإرشاد الأسري يخفف الضغط على أقسام التنويم كشف رئيس قسم التوجيه والإرشاد الأسري بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض الأخصائي النفسي علي القحطاني أنهم تمكنوا خلال العام الماضي 1435ه من تقديم 7056 خدمة في جانب الإرشاد الأسري عن مشاكل الإدمان والأمراض النفسية، منها 476 جلسة إرشادية وتوجيهية للأسر والمرضى، والتعامل مع 4520 اتصالا، كما تم تقديم 2060 استشارة خلال نفس الفترة لزوار موقع المجمع على الانترنت. وأشار الى أن القسم يقدم الاستشارات والدورات المتخصصة لوقاية أفراد المجتمع من الاضطرابات النفسية والاجتماعية والإدمانية والتدخلات الإرشادية على أسس علمية مدروسة. ومن أهم البرامج التي يقوم عليها القسم برنامج التوعية الأسرية والذي يهدف إلى توعية أسر المرضى بطبيعة المرض واحتياجات المريض سواء النفسي أو مريض الإدمان، لتمكين الأسر من القيام بدورها في الخطة العلاجية بتفهم حالة المريض واحتياجاته وطبيعة مرضه. ومن النجاحات التي تحققت للقسم إطلاقه خدمة تهدف إلى توعية أسر المرضى بطبيعة المرض واحتياجات المريض سواء النفسي أو مريض الإدمان، لتمكين الأسر من القيام بدورها في الخطة العلاجية بتفهم حالة المريض واحتياجاته وطبيعة مرضه، مما يساعد في سرعة شفائه والمحافظة عليه من الانتكاسة. واستشهد القحطاني بقصة شاب يبلغ من العمر 19 عاما وقع فريسة لإدمان الحشيش ما أدى إلى تركه للدراسة ووجود مشكلات سلوكية وعداء وصلت به إلى الاعتداء على أمه بالضرب، حيث ساهم قسم التوجيه والإرشاد الأسري بالمجمع في إعادته إلى كنف أسرته بعد أن أبعدته المخدرات عنهم وتدمير علاقته بهم. وأشار القحطاني إلى الأساليب العلمية المتطورة وغير التقليدية التي يستخدمها المجمع أثناء العملية العلاجية ومنها إخضاع أسرة المريض لبرنامج توعوي عن طبيعة المرض الذي يعاني منه وكيفية التعامل معه، وهو ما أسهم في الخروج بنتائج إيجابية كبيرة وملموسة. علي القحطاني منزل منتصف الطريق أولى مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض الخدمات التأهيلية التي تقدم للمرضى بعد مرحلة العلاج عناية كبيرة حيث توسع في تقديم هذه الخدمات سواء للمرضى النفسيين أو مرضى الإدمان. ومن هذه الخدمات، منزل منتصف الطريق والرعاية اللاحقة، الذي يعد منشأة توفر لمريض الإدمان "المتعافي" بيئة مناسبة يقيم فيها لفترة محدودة كمرحة انتقالية ما بين المستشفى والبيئة الخارجية لتهيئته لمواجهة الحياة والتعامل مع ضغوطاتها، والحد من الانتكاسة، كما أنه تجربة رائدة لخدمة المتعافين، ولذلك وجه سمو محافظ الدرعية بتخصيص أرض على مساحة (8000) متر مربع داخل المحافظة، كما تبنت "سابك" إنشاء مركز منزل منتصف الطريق لتأهيل المتعافين. ويقع المنزل الذي يضم (90) سريرا في مبنى مستقل عن المجمع يتبعه من الناحية الإدارية والهيكلية. ويهدف المنزل إلى مساعدة المريض (المتعافي) في التغير من شخص مدمن إلى إنسان سوي من الناحية الجسدية والنفسية والروحية والاجتماعية والمهنية، من خلال توفير بيئة صحية خالية من أي تعاطٍ لإبعاده عن الضغوط المسببة للإدمان لفترة مؤقتة، حيث يتم إدراج المريض ضمن برنامج يهدف إلى تعديل سلوكياته الإدمانية والأفكار السلبية والمفاهيم الخاطئة، وتعويده على الانضباط، وتهيئته لحضور برامج التعافي المختلفة مثل (برامج الرعاية اللاحقة - مجموعة الدعم الذاتي - مجموعة بيوت الشباب)، ومساعدته على فهم الظروف التي تعرضه لخطر الانتكاسة وكيفية تجنبها. ويمر النزيل بثلاث مراحل متتالية عند انضمامه للمنزل، تتمثل المرحلة الأولى التي يطلق عليها المرحلة المبتدئة في الطلب من النزلاء البقاء في المنزل والانتظام يوميا في البرنامج المقدم بوحدة الرعاية اللاحقة، والمرحلة الثانية يكون فيها الحضور جزئيا ويطلق عليها مرحلة بداية العودة التدريجية للمجتمع يعطى من خلالها الفرصة للمتابعة مع الجهات المختلفة مثل البحث عن عمل أو المطالبة بإعادته إلى عمله السابق وحل مشاكله الشخصية، والمرحلة الثالثة وتسمى مرحلة الانطلاق وإعادة الاندماج مع المجتمع بشكل أوسع وعلى المستوى الأسري ويتم خلال فترة البقاء عمل التحاليل والكشف على النزيل بصورة عشوائية ومتكررة للتأكد من التزامه بشروط استمراره في التعافي. وينخرط النزلاء في العديد من البرامج والأنشطة الدينية والترفيهية والجلسات الجماعية والفردية التي ينظمها المجمع. وتقدم فيه نشاطات جماعية وفردية لحث المريض على الاعتماد على نفسه والانضباط مثل الاهتمام بنظافة المكان الذي يجلس فيه وعلاجية وتأهيلية، ونشاطات دينية. وتعد الرعاية اللاحقة إحدى الركائز الأساسية في علاج مرضى الإدمان، ويعد دورها مهم داخل المنزل في تعزيز الدافعية الذاتية لدى المرضى في عدم الانتكاسة. وقد بلغ عدد الزيارات التي نفذها المتعافون للاستفادة من خدمات الرعاية اللاحقة خلال الخمس سنوات الماضية (29793) زيارة. يعد إرشاد التعافي من التخصصات المهمة في علاج الإدمان ضمن منظومة الفريق العلاجي متعدد التخصصات. ملاعب رياضية داخل منزل منتصف الطريق