قال علماء ومشايخ يمنيون: «إنه لم يعد خافياً على أحد ما تقوم به إيران الصفوية الفارسية لضرب استقرار الدول العربية عامةً ودول الخليج بشكل خاص، ففي كل يوم وفي كل لحظة تزداد عدد الأدلة والأصابع التي تشير بالاتهام إلى طهران فيما يجري من أعمال تخريبية بدأتها بزراعة الميليشيات، لتنتهي بتفريخ للإرهاب بكل أنواعه وأشكاله». وبينوا ل«اليوم» أن الصفويين عبر الميليشيات الحوثية كشروا عن نواياهم الشريرة تجاه جيرانهم العرب، ما اتضح بتدخلهم السافر في اليمن وغيرها، واستهدافهم بلاد الحرمين الشريفين بالصواريخ. حملة المنبر وحول الحملة التي أطلقها المنبر اليمني للدراسات والأبحاث بالشراكة مع جهات إعلامية وقنوات فضائية، قال عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن، الباحث بالمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل، أحمد مفضل: «إن الحملة انطلقت بوسم (#معاضدالميليشياتالحوثيةالارهابية)، ومن برامجها ندوة مشتركة بثتها عدة قنوات، وفيلم وثائقي بعنوان (أذرع الشر)، الذي يسرد تدخلات إيران في اليمن»، وتابع: «جمعت حقائق وأرقاما، نريد من خلالها توصيل رسالة لكل العالم، توضح بأن ما يجري في بلادنا من سفك للدماء وخراب، إنما هي جرائم ارتكبتها إيران عبر عصاباتها الإجرامية الحوثية». واردف مفضل قائلا: «ويلفت الفيلم إلى الدعم الإيراني الواضح والصريح لجماعة الحوثي، بجانب تمكن الأطاريح الخمينية الضالة والأفكار الطائفية الصفوية في تصرفات وسلوكيات الحوثيين، ولهذا دمرت الميليشيات الإيرانية أكثر من 750 مسجداً وسارعت في تجريف الهوية اليمنية، فسيطرت على منابر الخطاب الديني، وحجبت مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة الفورية». كشف جرائمهم ولفت عضو برنامج التواصل إلى اختطاف الميليشيات لآلاف الأطفال وزجت بهم في جبهات الموت، بجانب أكثر من 10 آلاف قتيل ضحايا الحوثيين، وما يقرب من 40 ألف جريح، و18 ألف مختطف كلهم ضحايا المشروع الحوثي الإيراني، إضافة إلى تجنيدها أكثر من 10 آلاف طفل، ونزوح أكثر من 3 ملايين مواطن جراء الحرب المجنونة التي دشنتها جماعة الحوثي بدعم وسلاح إيراني، و40 ألف منزل دمرت وتضررت هذه كلها تحسب عليهم. واضاف مفضل: الميليشيات الإجرامية المدججة بالسلاح الإيراني، والتي تتحرك بعقيدة طائفية، باتت اسماً مرتبطاً بالموت والخراب والحرق والسلب في أي مكان تحل فيه وتجلب الغوغاء والمغرر بهم والأذناب من الملتصقين إلى النبتة العربية لتأكل الثوم بفم غيرها، وتستخدم هذه الأدوات بشكل مؤقت وبصلاحية محدودة ثم تسلمهم إلى ملاقاة مصيرهم الأرعن البئيس. وشدد عضو البرنامج على أن سجل إيران الصفوي المجوسي سيظل حافلا بنشر الفتن والدماء والقلاقل والاضطرابات في المنطقة، مشيرا إلى ضرورة إيقافهم عند حدّهم ومحاكمتهم، وقال: «إن تُرِكَ الأمر لإيران فستظل الكارثة، وتبقى المنطقة مشتعلة بالحروب العبثية، وتستمر المعاناة الى الأبد». تعرية إيران من جهته، قال وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد في اليمن، عبدالسلام الخديري: «الحملة الإعلامية تعتبر إسهاما فاعلا في تعرية المشروع الصفوي الإيراني الانقلابي، وعرض آثاره المدمرة للشعوب المسلمة»، وتابع: «الشكر والامتنان لكل الجهات المعنية والأشخاص المعنيين بالحملة، كما هو خالص الشكر لصحيفة (اليوم) وكل وسائل الإعلام التي أسهمت بفاعلية في تغطية الحملة وإيصال رسالتها إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور». وأشار الخديري إلى أن المعركة الفكرية تتطلب تضافر الجهود واستمرارها لتعرية الفكر الرافضي الكهنوتي، وبيان سماحة الإسلام ونقائه من دعوات الإرهاب والتطرف والتعصب الأعمى، وقال: «إن من أهم الواجبات في هذه المرحلة هي حماية الشباب من خطر الأفكار المنحرفة والفرق الضالة، وتبصيرهم بالمنهج الإسلامي الوسطي المنطلق من الكثاب والسنة، حتى ترجع اليمن كما كانت ويعود الأمن والإيمان إلى يمننا». بدوره، قال مستشار رئيس الجمهورية اليمنية، ووزير الدولة، د. محمد بن موسى العامري: «لم يعد أمام الشعب اليمني سوى التخلص من همجية هذه العصابات الحوثية العنصرية التي أهلكت الحرث والنسل، وعاثت في الأرض فساداً، ولولا لطف الله بالشعب اليمني، ومده بالتحالف العربي بقيادة المملكة، وخادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لكانت بلادنا اليوم في قبضة المشروع الإيراني الصفوي الرافضي». انكشاف القناع وأضاف د. العامري: «رحمة الله كانت إلينا أسرع، فانكشف القناع وظهرت حقيقة الحوثية الإيرانية، خاصة بعد اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وبانت حقيقتهم، فأصبحت هذه الجماعات اليوم في مواجهة الشعب عموماً بدون استثناء، وحان الوقت لحسم هذه المعركة، وعودة الشرعية، واسترداد بقية المناطق من جحيم العصابات التي مارست كل أنواع الظلم والاضطهاد أيمنا حلت». من جانبه، لفت عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن، عضو مجلس ادارة رابطة اهل الحديث؛ جمال علي محمد غندل، إلى أن الحملة جاءت في لحظة فارقة من حالة الانقسامات التي تعيشها البلاد منذ انقلاب الحوثيين وسيطرتهم علي أراضينا في انقلابهم المشؤوم في 21 سبتمبر 2014، وقال: «إننا وبعد الانتفاضة المباركة التي اشعل فتيلها شريك الانقلاب السابق؛ رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، الزعيم المغدور علي عبدالله صالح - الذي دفع حياته ثمنا لجذوتها - ندشن مرحلة جديدة من نضال شعبنا اليمني ضد المشروع الصفوي الخبيث في المنطقة». وأضاف غندل: «لهذا جاءت الحملة تأكيدا للحمة الوطنية، وان اليمنيين قاطبة اتحدوا ضد المشروع الصفوي الطائفي، وانه لا مكان له في البلاد بعد أن اعاد الحوثيون اليمن عقودا من الزمن الي الوراء خلال ثلاث سنوات مضت»، وختم بقوله: «دمروا كل مقومات الحياة، واذابوا النسيج الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي في مشروع طائفي بغيض، لتأتي هذه التظاهرة الإعلامية بمشاركة الاعلام الوطني والعربي لفضح الحوثيين وتعريتهم وبيان بعدهم الخارجي». تنبيه بالخطر في المقابل، قال مفتي العاصمة المؤقتة عدن، الشيخ علي محمد بارويس: «دشن ورعى وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني حملة (#معاضدالميليشياتالحوثيةالارهابية)، وشهدت الحملة مشاركة جميع القنوات اليمنية ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة؛ وبمشاركة شخصيات رسمية وشعبية». وأضاف: «الغرض منها التنبيه الى خطر هذه الميليشيات الطائفية على بلادنا وأمننا ونسيجنا الاجتماعي والثقافي والديني والقيمي»، مشددا على خطرها ايضا على المحيط العربي والاقليمي والدولي. وتابع مفتي عدن قائلا: «إن معركة الوعي مستمرة ومتجددة، ونحتاجها بالتزامن مع المعركة العسكرية لجيشنا الوطني ومقاومتنا الباسلة وبمشاركة ودعم ومساندة عظيمة ومشكورة من التحالف العربي لاستعادة الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية»، ولفت إلى أن المعركة على الأرض بدأت تحقق وبحمد لله نتائج رائعة وتقدما مضطردا، وأردف: «عما قريب ستؤتي ثمارها وتضع الحرب اوزارها وينتصر شعبنا على قوى الظلام والاجرام». وختم الشيخ بارويس، مشيرا إلى ان مشروع هذه الميليشيات تدميري وتخريبي لكل جميل في بلادنا؛ وأوضح أنه يعد رأس حربة لمشروع خارجي فارسي صفوي يستمد منه ليس قوته ونفوذه فقط، بل فكره وثقافته، وقال: «هو مشروع غريب عن محيطنا العربي، وارضنا وقيم أمتنا وشعبنا، وينبغي لنا عدم التقاعس والتهاون في رده وصده؛ فهو يملك قوة مادية وهالة اعلامية لتتزيف الحقائق، وسنكافئ ذلك بمزيد من البذل والجهد لكشف ضلاله وبيان عوارته».