مع نهاية أسبوع حافل بالأحداث اختتمناه باجتماع طارئ وغير مخطط له، مع رجل أعمال ناجح (ما شاء الله) انتقل بعدد موظفين محدود في شركتهم، قبل عدة سنوات إلى أكثر من 300 شخص في الوقت الحالي والعدد في تزايد بإذن الله، ومن الممكن وصف هذا التاجر بالشخص الذي يعمل بصمت، من الناس الذين لا يحبون تسليط الضوء عليه وعلى حسب كلامه لا يوجد لدي شيء أضيفه! وهنا ليس مكمن الدهشة، المدهش هو أنه حين سألته عن سر تحسن العمل وتطوره وازدهاره، قال: سر بسيط جدا جدا جدا وفي نفس الوقت صعب جدا جدا جدا، هل تعلمون ما هو السر الذي حدثنا به؟ وماذا تتوقعون كان سبب التغيير الملوس في عملهم! السر كان يا أعزائي التركيز وتحته عشرة خطوط. نعم وبكل صدق قال: إنه يسعى جاهدا في تطوير لب عملهم والتركيز عليه بدل الالتفات الى المغريات من شراكات مالية لا قيمة فيها، او عمولات غير مستدامة ولا احترافية، أو حتى مكملات للعمل قد تشتت التركيز ويستطيع التاجر أن يجدها لدى مورد متفرغ وخبير بها. وحدثني أنه لا يضيع وقته في متابعة التلفاز ولا يحمل نفسه حمل متابعة الشبكات الاجتماعية بشكل مفرط بل يعتقد أن استغلال الوقت مع الاسرة أو الأصدقاء أو قراءة كتاب مثرٍ يفتح مداركه هو أجدى وأثمن. في الحقيقة دخلت الاجتماع بأفكار وطموحات متعددة وخرجت منه بفكرة واحدة فقط، فكرة التركيز التي أخذت تدوي في عقلي، التركيز، التركيز ثم التركيز. وتعلمت منه أن تطوير لب العمل هو أجدى من إرهاق العمل بعدة أنشطة قد لا تضيف بل تضعف العمل الأساسي المميز الذي أسس النشاط من أجله. شكرته جدا ودعوت له بالتوفيق والبركة وأخذت عهدا على نفسي بأن أبدأ بتصفية ذهنى وتركيز جهدي في تطوير ذاتي، وعملنا وفريقنا وبكل إتقان وإحسان. كم هي جميلة الحوارات الصادقة التي تجدد المنظور وتدهش العقل فيسعى للتغيير.