رغم النجاحات الكبيرة التي حققها المنتخب السعودي على الصعيدين القاري والعالمي خلال العقود الأربعة الماضية، إلا أن دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم استعصت عليه في 10 نسخ متوالية وتحديدا منذ انطلاقة نسختها الأولى بمملكة البحرين عام 1970 وحتى النسخة الحادية عشرة التي استضافتها قطر عام 1992 قبل أن تبتسم له في النسخة الثانية عشرة التي أقيمت في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 1994 وتوج بلقبها للمرة الأولى في تاريخه ومن ثم حقق اللقب للمرة الثانية في النسخة 15 التي أقيمت بالرياض عام 2002 وحافظ بكل جدارة على لقبه في النسخة الموالية التي استضافتها دولة الكويت عام 2003 وها هو الآن يتطلع للتتويج باللقب الرابع من خلال النسخة 23 التي تستضيفها الكويت خلال الفترة من 22 ديسمبر إلى 5 يناير المقبل لا سيما وأنه في النسخة الفارطة التي أقيمت في الرياض كان طرفا في النهائي. وشهدت البطولة على مدى تاريخها الطويل الذي يمتد ل 48 عاما مشاركة الأخضر السعودي في 21 نسخة دون النسخة الجديدة ولم يتغيب سوى في النسخة العاشرة التي استضافتها الكويت عام 1990 وأعلن الاتحاد السعودي انسحابه من المشاركة قبل انطلاقة الدورة بأيام احتجاجا على تميمة البطولة. وقد لعب المنتخب السعودي خلال الدورات السابقة 102 مباراة فاز في 53 وتعادل في 24 وخسر 25 مباراة وسجل خلال تلك المباريات 155 هدفا في حين استقبلت شباكه 94 هدفا وتوج باللقب 3 مرات وحل وصيفا 6 مرات وجاء ثالثا 7 مرات. ففي المشاركة الأولى التي أقيمت في البحرين خلال الفترة من 27 مارس إلى 3 أبريل 1970 بمشاركة 4 منتخبات خسر الأخضر أمام الكويت 1/3 ثم تعادل مع البحرين سلبيا وأمام قطر 1/1 وسجل هدفين واستقبلت شباكه 4 أهداف وحل ثالثا في الترتيب العام، وفاز الحارس السعودي أحمد عيد بجائزة أفضل حارس في البطولة. ورغم الحضور المميز للأخضر في البطولة الثانية التي أقيمت بالرياض خلال الفترة من 15 وحتى 26 مارس 1972 بمشاركة 5 منتخبات بوجود منتخب الإمارات للمرة الأولى ومن ثم انسحاب منتخب البحرين وشطب نتائجه حرمت نسبة الأهداف المدفوعة والمقبولة المنتخب السعودي من التتويج باللقب الذي ذهب للكويت، حيث حقق المنتخب فوزين بنتيجة واحدة 4/0 بعد أن تعادل في المباراة الافتتاحية 2/2. وسجل المنتخب خلال البطولة 10 أهداف وتلقى مرماه هدفين ونال مهاجمه سعيد غراب لقب الهداف برصيد 5 أهداف في حين ذهبت جائزة أفضل حارس للسعودي احمد عيد للمرة الثانية على التوالي. وفي النسخة الثالثة التي استضافتها الكويت خلال الفترة من 15 وحتى 29 مارس 1974 أقيمت البطولة بنظام المجموعتين بعد مشاركة منتخب عُمان ونجح المنتخب في تصدر المجموعة الثانية بعد فوزه على البحرين 4/1 والإمارات 2/0، وفي نصف النهائي فاز 3/1 قبل أن يخسر النهائي أمام الكويت 4/0 ويكتفي بالوصافة للمرة الثانية تواليا. وسجل المنتخب خلال تلك البطولة 9 أهداف واستقبلت شباكه 6 أهداف. وشاركت العراق في النسخة الرابعة التي أقيمت خلال الفترة من 25 مارس وحتى 15 أبريل 1976 لتعود البطولة لنظام المجموعة الواحدة وبمشاركة 7 منتخبات ولكن الأخضر لم يكن في أفضل حالاته الفنية حيث احتل المركز الخامس برصيد 4 نقاط بعد أن فاز في مباراتين على الإمارات 2/0 وعُمان 3/1 مقابل الخسارة في 4 مباريات. وقد سجل هجومه 8 أهداف في حين تلقى مرماه 14 هدفا. وفي النسخة الخامسة التي استضافتها العراق في الفترة من 23 مارس وحتى 9 أبريل 1979 استعاد الأخضر جزءا من هيبته بعد أن حل ثالثا برصيد 8 نقاط جمعها من ثلاثة انتصارات والتعادل في مباراتين أمام البحرين 1/1 والكويت بدون أهداف والخسارة في مباراة واحدة كانت أمام العراق بنتيجة 2/0 وسجل هجومه 14 هدفا بينما اهتزت شباكه 4 مرات. وفي النسخة السادسة التي أقيمت في الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 19 مارس وحتى 4 أبريل 1982 تراجع أداء المنتخب في البطولة التي شهدت انسحاب العراق في مباراته مع الإمارات وفشل في احتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى وحل رابعا برصيد 5 نقاط. وقد سجل المنتخب خلال تلك البطولة 6 أهداف واستقبلت شباكه 4 أهداف ودون مهاجمه ماجد عبدالله اسمه في السجل الشرفي لهدافي البطولة برصيد 3 أهداف وبمشاركة الكويتي يوسف سويد والبحريني إبراهيم زويد ومواطنه سالم خليفة. وعاد المنتخب واحتل المركز الثالث في النسخة السابعة التي استضافتها سلطنة عُمان خلال الفترة من 9 إلى 26 مارس 1984 بعد أن حقق 3 انتصارات أمام عُمان 3/1 والإمارات 2/0 والبحرين 2/0 مقابل تعادل أمام الكويت 1/1 وخسارتين أمام قطر 1/2 والعراق 0/4، وسجل هجومه 9 أهداف في حين اهتزت شباكه ب8 أهداف. وحافظ الأخضر على مركزه الثالث في النسخة الثامنة التي أقيمت في البحرين خلال الفترة من 22 مارس إلى 7 أبريل 1986 حيث فاز في ثلاث مباريات مقابل ثلاث هزائم كانت أمام الكويت 1/3 والبحرين 1/2 والإمارات 0/2 وسجل هجومه 9 أهداف وهي نفس النسبة التي استقبلتها شباكه. وكرر المنتخب سيناريو آخر نسختين واحتل المركز الثالث في النسخة التاسعة التي استضافتها الرياض خلال الفترة من 2 إلى 18 مارس 1988 حيث فاز في مباراتين على عُمان 2/0 والبحرين 1/0 وتعادل في ثلاث مباريات والخسارة أمام العراق 2/0، وسجل هجومه خلال تلك المباريات 5 أهداف بينما استقبلت شباكه 4 أهداف. وبعد انسحابه من النسخة العاشرة عاد المنتخب السعودي للمشاركة في النسخة 11 التي اقيمت خلال الفترة من 27 نوفمبر إلى 10 ديسمبر 1992 وحل في المركز الثاني خلف منتخب قطر البطل برصيد 6 نقاط حيث فاز في ثلاث مباريات مقابل الخسارة أمام البحرين 1/2 والإمارات 0/1. وسجل خلال مبارياته 6 أهداف ومني مرماه ب 4 أهداف. وبعد سلسلة من الإخفاقات ظهر الأخضر بصورة مختلفة في النسخة 12 التي أقيمت في الإمارات خلال الفترة من 3 إلى 16 نوفمبر 1994 حيث نجح في انتزاع اللقب والتوشح بالذهب للمرة الأولى وبدون خسارة بعد أن خاض 5 مباريات فاز في 4 منها أمام عُمان 2/1 والبحرين 3/1 وقطر 2/1 والكويت 2/0 وتعادل في واحدة أمام منتخب البلد المستضيف وبنتيجة 1/1. وسجل هجوم المنتخب خلال مباريات البطولة 10 أهداف وتلقت شباكه 4 أهداف. وقد توج لاعب المنتخب فؤاد أنور بجائزة الهداف بعد أن سجل 4 أهداف. وفشل الأخضر في المحافظة على لقبه في النسخة 13 التي استضافتها السلطنة خلال الفترة من 15 إلى 28 أكتوبر 1996 حيث عاد للمركز الثالث للمرة السادسة في تاريخ مشاركاته برصيد 8 نقاط بعد أن لعب 5 مباريات فاز كما تعادل في اثنتين وخسر واحدة وسجل هجومه 8 أهداف واستقبل مرماه 6 أهداف. وفي النسخة 14 التي أقيمت بالبحرين في الفترة من 30 أكتوبر إلى 12 نوفمبر 1998 أدار الحظ ظهره للأخضر الذي حل وصيفا رغم أنه يعد الفريق الوحيد بالبطولة الذي لم يخسر بعد أن لعب 5 مباريات فاز خلالها في 3 وتعادل في اثنتين وسجل هجومه 5 أهداف وتلقى مرماه هدفين فقط وحصل حارسه محمد الدعيع على جائزة أفضل حارس بالبطولة. ولكن الأخضر نجح في استعادة اللقب بعد نسختين فقط عندما استضافت العاصمة الرياض منافسات النسخة 15 التي أقيمت في الفترة من 16 إلى 30 يناير 2002 وسجل خلالها 4 انتصارات مقابل تعادل وحيد وسجل هجومه 10 أهداف واستقبلت شباكه 3 أهداف كأقوى فريق هجوما ودفاعا بالبطولة التي نال خلالها اللاعب محمد الدعيع جائزة أفضل حارس للمرة الثانية على التوالي. وحافظ المنتخب السعودي على لقبه في النسخة التالية التي استضافتها الكويت خلال الفترة من 24 ديسمبر 2003 إلى 11 يناير 2004 وشهدت مشاركة اليمن للمرة الأولى حيث حقق الأخضر 4 انتصارات مقابل تعادلين وحافظ على سجله خاليا من الهزائم للبطولة الثانية على التوالي التي سجل خلالها هجومه 8 أهداف في حين اهتزت شباكه مرتين فقط. وفي النسخة 17 التي أقيمت خلال الفترة من 10 إلى 24 ديسمبر 2004 عادت العراق للمشاركة وتم تطبيق نظام المجموعتين ولكن الأخضر ودع البطولة من دوري المجموعات بعد أن حل ثالثا في مجموعته الثانية التي ضمت إلى جانبه منتخبات الكويتوالبحرين واليمن حيث تلقى خسارتين أمام الكويتوالبحرين مقابل الفوز على اليمن وسجل هجومه 3 أهداف بينما استقبلت شباكه 5 أهداف. وعاد الأخضر السعودي للتألق في النسخة 18 التي استضافتها الإمارات خلال الفترة من 17 إلى 30 يناير 2007 حيث تصدر مجموعته الثانية برصيد 7 نقاط حيث فاز في مباراتين وتعادل في واحدة ولكنه لم يواصل بعد أن خسر في نصف النهائي أمام الإمارات التي توجت باللقب على حساب عُمان. وفي النسخة 19 التي أقيمت بسلطنة عُمان في الفترة من 4 إلى 17 يناير 2009 بلغ الأخضر النهائي بعد أن تصدر مجموعته قبل أن يتخطى الكويت في نصف النهائي بهدف وبعد ذلك يخسر النهائي أمام منتخب البلد المستضيف بركلات الترجيح 6/5. وقد حصل مدافع المنتخب ماجد المرشدي على جائزة أفضل لاعب في البطولة. ورغم مشاركة الأخضر في النسخة 20 التي استضافتها اليمن للمرة الأولى خلال الفترة من 22 نوفمبر إلى 5 ديسمبر بالمنتخب الرديف إلا أنه نجح في بلوغ النهائي للمرة الثانية على التوالي قبل أن يخسر أمام الكويت بهدف نظيف. وفي النسخة 21 التي أقيمت في البحرين خلال الفترة من 5 إلى 18 يناير 2013 ودع المنتخب البطولة من دورها الأول بعد خسارته أمام العراق 0/2 والكويت 0/1 مقابل الفوز على اليمن 2/0، وهذا الخروج غير المنتظر أدى إلى إقالة المدرب الهولندي فرانك ريكارد. ولكنه عاد في النسخة 22 التي استضافتها العاصمة الرياض خلال الفترة من 13 وحتى 26 نوفمبر 2014، إذ نجح في تصدر مجموعته الأولى، وفي نصف النهائي تخطى الإمارات 3-2 قبل أن يخسر النهائي. ماجد عبدالله فؤاد أنور