قال عدد من الدبلوماسيين والخبراء العسكريين إن إطلاق ميليشيا الحوثي صاروخا جديدا صوب الأراضي السعودية يؤكد إصرار إيران على تفخيخ المنطقة العربية وإشعال مزيد من الأزمات. وأكدوا أن من حق المملكة التصعيد دوليا، واتخاذ كل الخطوات للدفاع عن أراضيها، خصوصا بعد تأكيد ممثلة الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن الدولي نيكي هيلي بأن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على المملكة الثلاثاء يحمل بصمات هجمات سابقة بأسلحة إيرانية، فضلا عن إعلان ممثلة الاتحاد الأوروبي في الأممالمتحدة أن برنامج إيران النووي يخضع للتحقق ما يؤكد أن الدولة الفارسية توظف نشاطها النووي في أغراض غير سلمية وهو ما يتطلب وقفة حاسمة لدى الهيئات والمنظمات الدولية. فيما أوضحت الأممالمتحدة أن للمملكة الحق في الدفاع عن أراضيها. قلق عربي وأعرب مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة السفير عمرو أبوالعطا عن قلقه إزاء معلومات وأدلة تشير إلى إمداد إيران ميليشيا الحوثي في اليمن بأسلحة وصواريخ، وتشجيعها على استخدامها ضد دول مجاورة. وقال أبوالعطا في كلمته باجتماع مجلس الأمن حول انتهاكات إيران: إن رصد الأمين العام للأمم المتحدة لانتهاكات إيرانية بعضها مؤكد والبعض الآخر لايزال قيد التحقيق لعدد من مواد قرارات مجلس الأمن، في مقدمتها القراران 2231 و2140، يعد أبرز دليل على ضرورة تكثيف جهود المجلس لمتابعة هذه المعلومات والقيام بمسؤولياته تجاه التعامل مع تلك المخالفات دون إبطاء، حفاظا على السلم والأمن الدوليين والإقليميين. ودعا أبو العطا إلى سرعة الانتهاء من التحقيقات، التي تجريها السكرتارية العامة للأمم المتحدة، للتحقق من أن الصواريخ التي استهدفت المملكة العربية السعودية من جانب الحوثيين منشأها إيران. التجربة اللبنانية وفي السياق، أشار الخبير العسكري اللواء محمد الشهاوي الى أن إيران بعد التضييق عليها خلال الفترة الأخيرة إثر الضربات، التي تلقتها في عدد من الملفات كان آخرها إخضاع ملفها النووي للتحقيق، تحاول توصيل رسائل للعرب بأنها مازالت موجودة على الأراضي اليمنية، فأوعزت إلى ذراعها الإرهابي الممثل في ميليشيا الحوثي بإطلاق صاروخ جديد صوب المملكة لإعادة الأنظار إليها مجددا، وهي محاولة يائسة تؤكد هزيمة طهران واقتراب نهايتها في المنطقة العربية. من جانبه، أشار الخبير بمركز الدراسات السياسية ب«الأهرام» د. إبراهيم نوار إلى أن إيران تزود ميليشيا الحوثي بصواريخ وأسلحة متطورة بغرض الإمعان في تمزيق البلد العربي الشقيق، إذ إنها تريد تكرار تجربتها في لبنان عندما نجحت في زرع ميليشيا «حزب الله» الإرهابي للسيطرة على مقدرات الأمور في لبنان، وهو ما حدث بالفعل، ولولا التحالف بقيادة السعودية لكان اليمن قد وقع في نفس الفخ الإيراني، مؤكدا أن طهران ستظل تدعم بقوة ميليشيا الحوثي، لكنها ستلقى قريبا صفعة دولية بعقوبات ستجبرها على مغادرة الوطن العربي والانشغال بشؤونها الداخلية. دور للدوحة من ناحيته، اتهم الخبير العسكري اللواء محيي نوح دولة قطر بالمساهمة في زيادة التهديد الإيراني للمنطقة العربية بتوقيع الدوحة على اتفاقات عسكرية مع طهران في أكتوبر 2015، مطالبا باستمرار التصعيد العربي ضد إيران في كل المحافل الدولية لاستصدار عقوبات جديدة عليها، خصوصا بعد تورطها في استغلال ملفها النووي في أغراض غير سلمية ما يشكل تهديدا لأمن واستقرار العالم وليس الدول العربية فحسب. وعن العلاقات المشبوهة لإيران فيما يخص فضائح صفقات السلاح، قال الخبير في الشأن الإيراني محمد محسن عبدالنور: إن إيران تورطت في فضيحة «إيران كونترا» أو «إيران جيت»، حين تفاوضت على شراء أسلحة أمريكية من إسرائيل في حربها ضد العراق (19801988)، وبعدها سخرت تل أبيب كل إمكاناتها لتبرير التعاون مع طهران، وكلفت الكاتب الصحفي الشهير بجريدة معاريف الصهيونية والأستاذ الزائر بجامعة هوفسترا الأمريكية شموئيل سيجف للقيام بهذا العمل الجليل، الذي يخدم المصالح الوطنية العبرية. وأضاف: بالفعل أصدر سيجف كتابين في منتهى الأهمية عن تلك الفضيحة بعنوان «المثلث الإيراني»، لكن المفارقة هنا أن إيران لم تقم بالأمر نفسه، ولم تدافع عن نفسها ولم تبرر فعلتها، بل تعاملت بمنطق أن كل ما يصدر عن الخميني هو بمثابة سنة يجب على الجميع التأسي بها، وكأن تلك الفضيحة حلال في عالم الملالي ورجال الدين بالحوزة، الذين طالما قالوا إن إسرائيل كالسرطان، وهذا ما يكشف جانبا من طبيعة العلاقات بين أتباع الخميني وأتباع بن جوريون. وعن الدور الإيراني في اليمن، قال أبوالنور: إن صناع القرار في إيران لن يقبلوا بهزيمة الحوثيين لأنها تمثل خسارة فادحة لهم، لذلك تدفع بعناصر من ميليشيا فيلق القدس وحزب الله لدعم الحوثيين على الأرض في العمليات القتالية.