صفقنا وافتخرنا بأطفال ياقوتيا الروسية (أبرد منطقة في العالم) لمقاومتهم درجة حرارة -50 مشيدين بتعرضهم للعواصف الثلجية لحضور اليوم الدراسي، باعتبار أن درجة -52 هي المقياس لإلغاء اليوم الدراسي، واستغلها البعض لجلد طلبتنا والتقليل من طموح ومعاناة الطلبة السعوديين لتحصيل العلم. وباعتباري أما وأمثل عددا لا بأس به من أمهات الشرقية وأستاذة فأنا لا أمانع الإشادة بالمجتهد طالما لم نربطها بالتقليل من مواطنتنا، وتكريس الازدراء والإحباط لدى جيل جل طموحهم أن يكونوا نسخة من آبائهم وأمهاتهم. وان صارع أطفال ياقوتيا درجة الخمسين بردًا فقد صارع طلبتنا في المدارس والجامعات وموظفو الدولة درجة +50 في بعض مدن الشرقية ولم يطالبوا بتعليق الدراسة أو تأجيل العمل، مع لفت انتباهي وانتباهكم لشكاوى البعض حيال تعطل التكييف في الفصول وتكدسها وباعتبار 8 أشهر من السنة هي صيف في السعودية فلا بد أن نشيد بأبنائنا مع احترامنا لأبناء الآخرين ومعاناة الطرفين. ولا ينبغي أن ننسى أن الأوان قد حان لمراجعة كود بناء المدارس في السعودية باعتبار الفناء المدرسي مصدرا للغبار والحرارة وزيادة في غير محلها لاستهلاك الطاقة وبإمكان الطلبة التنعم بإمكانات الطقس خارج أوقات الدراسة. أما بالنسبة لقرارات تعليق الدراسة فأظنها باتت مدروسة جدا اذ لا تعلن مع أوقات النشرات الجوية وتنبيهات الطقس، بل ننتظر ونقاوم ساعات الأرق لحين إعلان القرارات وكأننا لا نملك كل المقومات التي تؤيد اتخاذ وعدم اتخاذ مثل هذه القرارات، وكأم مرة أخرى فإني أقول لكم إن الأبوين هما الأجدر باتخاذ قرار تعليق الدراسة من عدمه، وينبغي أن يكونا مؤشر التعليم السليم في المنزل والباعث على تقنين غياب الأطفال، وليكن قرار قائدي المدارس عونا للأسرة لتقييم قراراتها.