إلى ما قبل عام 1967 كانت القدس وكل ضواحيها مثلها مثل أي مدينة عربية، يذهب إليها من يشاء من عالمنا العربي. والقدس مدينة لها أهمية دينية لجميع الأديان السماوية، وإلى وقت قريب كانت تحت سيطرة عربية إسلامية لنفقدها في حرب لم يكن العرب بحاجة لها ولم يكونوا جاهزين لخوضها. حرب تحولت من محاولة تحرير كامل لكل الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى خسارة فادحة استطاعت من خلالها إسرائيل أن تضم شبه جزيرة سيناء المصرية بأكملها وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية والضفة الغربية بما فيها القدس. أي إن القدس وما بها من مقدسات إسلامية وعلى وجه الخصوص المسجد الأقصى خسرناها في معركة لم تمتد أكثر من أسبوع. والغريب في الأمر أن وزير الدفاع «موشي دايان» قبل الحرب بعدة أيام تم إعطاؤه صلاحيات تعدت صلاحية رئيس الوزراء «ليفي إشكول»، لأن الأخير لم يكن يميل إلى الحرب بتاتا. ولكن ما إن قامت مصر بإخراج المراقبين الدوليين وإغلاق الممرات البحرية المؤدية لإسرائيل قامت الأخيرة ببدء ضربة عسكرية على أساس أن يتم فيها تدمير القوة العسكرية المصرية والسورية فقط. ولكن إسرائيل تمكنت من الوصول إلى أهدافها بطريقة أسرع وأسهل مما توقعوه وقامت بالتوسع في المعارك إلى أن سيطرت على كل جزء حدودي. وعندها أعلن موشي دايان أن إسرائيل مستعدة لإعادة كل الأراضي التي احتلتها مقابل السلام. ولكن الرد العربي جاء باللآت الثلاث. ومع الوقت فبدلا من أن يطالب العرب بانسحاب إسرائيلي كامل تحولت المطالب إلى الانسحاب إلى حدود عام 1967. والآن يطالب العرب فقط بعدم اعتبار القدس العاصمة الإسرائيلية بدلا من تل أبيب. وزيادة على ذلك فمنذ عام 1967 تم منع كل عربي من السفر إلى القدس في وقت كان من الأفضل استمرار تدفق الزائر العربي أو المستثمر العربي حيث كانت هناك مناطق لا تسيطر عليها أي وكالات أو أشخاص من الديانة اليهودية. وقد وصل الحال بالكثير من العرب أنهم بدأوا لا يفرقون بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة. وأخيرا وفي العام 1995 أثناء مباحثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل تم إقرار جعل القدس عاصمة لإسرائيل ولكن لم يكن هناك تحرك واضح في تلك الفترة. فلماذا العرب لا يتحركون إلا متأخرين؟