منذ عدة أيام أستوقفني خبر عن إحدى الشهيرات السعوديات على السوشيال ميديا وهو انفصالها المفاجئ عن زوجها، وأصبح الخبر حديث الكثيرين لدرجة وصوله ترندا على تويتر عندها تتبعت تغريدات الناس وأيضا ردودهم عبر الصفحة الشهيرة بالانستجرام. بعدها بعدة أيام اطلقت وزارة العدل تقريرا بيانيا شهريا يوضح إحصائية بعدد حالات الزواج وحالات الطلاق خلال شهر واحد فقط وكانت 10 آلاف حالة زواج مقابل 5 آلاف حالة طلاق، عندها أثير موضوع الطلاق مرة أخرى وأصبح حديث المغردين عبر هاشتاق (اقترح علاجا يقلل نسبة الطلاق) من خلال الخبرين السابقين نستنتج أن الناس أصبحوا يؤمنون بأن الطلاق ليس مشكلة لا بد لها من حل بل العكس الطلاق هو أحد الحلول الممكنة لكل مشكلة، أيضا من خلال الردود تجاه الخبرين يوضح أن هناك فجوة كبيرة بين المرأة وإيمانها بحقها وبين الرجل التقليدي الذي يقف مقاوما لذلك الحق ويرى أن ما تتطلبه المرأة كحق هو المشكلة المؤدية للطلاق. أيضا الحراك النسوي السعودي ساهم في رفع الوعي وله دور أساسي في تغيير نمط التفكير. هذه المساهمة في التغيير بالنسبة لي تعتبر جيدة وتخدم صالح المرأة السعودية كثيرا، سواء اقتصاديا أو اجتماعيا أو حتى على الأصعدة الأخرى، ومن وجهة نظري الشخصية أرى أن نسبة الطلاق لن تنخفض طالما هذا الوعي في تزايد مستمر، وستكون النسبة طردية إلى أن يصبح هناك استقرار بالوعي فيما يخص المرأة وحقوقها وتمكينها بالمجتمع، فالأسباب القديمة التي كانت تدفع المرأة لاتخاذ قرار الطلاق لم تعد هي نفسها الأسباب الحديثة، فهناك فرق بين ما كانت تعتقده المرأة سابقا بأن حقها هو شيء إضافي وتحصيل حاصل وبين إيمانها الآن بأن حقها هو عبارة عن حق ضروري وأساسي تعمل من اجل الحصول عليه. بعبارة أدق (ما كان إضافيا سابقا اصبح في الوقت الراهن هو رئيسي بالنسبة لها والعكس). لذلك نقول انه لا شيء يساهم في خفض حالات الطلاق سوى الوعي الكافي تجاه حقوق الطرفين ببعضهما، وان حدثت حالة طلاق فأيضا لا بد أن يكون الطلاق عن وعي وعن تراض بينهما حتى تتم الحالة وتنتهي بطريقة سليمة وسوية.