تواصلا للغضبة وانتفاضة صنعاء العربية بوجه الحوثيين، عززت قوات المؤتمر الشعبي التابعة للرئيس اليمني السابق، وجودها في العاصمة صنعاء، وخصوصاً في محيط المنشآت الحيوية والوزارات والمباني الحكومية، مع اشتعال المواجهات واستمرار قوات صالح وابناء القبائل بطرد عناصر الانقلابيين من محافظات عديدة. وأحكمت قوات المؤتمر والحرس الجمهوري سيطرتها على المدخل الشمالي للعاصمة عند منطقة الأزرقين، وكذلك على المواقع الاستراتيجية جنوبصنعاء، بجانب تعزيز وجودها في وزارتي الداخلية والدفاع، ومعسكر النجدة والمطار الدولي. وفي تصعيد جديد يبين صدمة اللطمة التي وجهها الرئيس اليمني السابق لعبدالملك الحوثي وميليشياته الطائفية المدعومة من إيران، بدعوة قبائل وابناء اليمن بالانتفاض ضد الحوثيين، اقتحمت الميليشيات مقرا لحزب المؤتمر الشعبي العام، صالح، صباح الأحد، في مدينة الحديدة غربي اليمن وهو إجراء يائس استخدمته ميليشيا الحوثيين في مواقع كثيرة قبل أن تفر إلى ملاجئها. وجنوبصنعاء، اقتحمت ميليشيات الانقلاب، الأحد، منزل وزير الداخلية الموالي لحزب المؤتمر في حكومة الانقلابيين، وقتلت 3 من حراسه، فيما احتجزت في وقت سابق 30 موظفا من قناة «اليمن اليوم» التابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام، في منطقة بيت بوس منذ مساء السبت، وذلك بعد اقتحام المقر، في هجمات يبدو انها مخططة مسبقاً في حال المواجهة مع قوات الرئيس السابق. ولكن الحرس الجمهوري قد أعد الرد على هذه الهجمات المتوقعة من الحوثيين الذين يحاولون مصادرة الإرادة اليمنية. وجدد الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، عزمه على فض الشراكة مع الحوثي، وقال في تصريحات أمس «إن زمن الميليشيات انتهى، ولا تعايش بعد اليوم بين الدولة والدويلة»، مشدداً على أن الفضاء الطبيعي لليمن هو الفضاء الخليجي العربي. وقال صالح: إن القوات التي تتبع قيادته قد خاضت مواجهة عسكرية مع الحوثيين حماية للدولة ومؤسساتها، لافتاً إلى أن الحوثيين سبب رئيسي من أسباب معاناة اليمن خارجياً وداخلياً عبر انتقامهم من الثورة والجمهورية والوحدة. وشدد صالح على فتح صفحة جديدة مع دول الجوار والمتحالفين معها، مؤكداً أنه «مهما حصلت تباينات مع دول الخليج فلا بد من الاتفاق والتعاون». ورحب التحالف العربي أمس والحكومة الشرعية باليمنية بانتفاضة قوات صالح وفض الشراكة مع الحوثيين. انتفاضة المدن ومن جانبه، قال نائب الرئيس اليمني: «إن انتفاضة المدن ردّ فعل طبيعي لانتهاكات الانقلابيين بدعم إيراني»، وأضاف «أن إيران تدعم الانقلابيين الحوثيين بكل الوسائل». ولفت علي محسن صالح الأحمر إلى أن الدولة تقف مع كل من يقوم بواجبه ضد الانقلابيين الحوثيين، مضيفاً: ندعو الشرفاء في الأمن وكافة قوى المجتمع لمواجهة الحوثيين. وشدد نائب الرئيس اليمني على أهمية توحيد الصف اليمني لمواجهة اعتداءات الحوثيين، مؤكداً أن المرجعيات الثلاث المعترف بها لا تزال هي أساس أي حل في اليمن، وتابع: إن الحوثيين يكرسون للاستبداد والفوارق الطبقية في المجتمع. استعادة سيطرة وفي المنحى ذاته، تمكنت القوات الموالية للرئيس السابق في محافظة المحويت، من استعادة المجمع الحكومي بعد ساعات من سيطرة ميليشيات الحوثي عليه. ووفقا لوسائل إعلام محلية، حاولت الميليشيات الهجوم على المدينة والسيطرة عليها بعد طرد عناصرهم منها السبت، وبعد أن استعادت السيطرة على مبنى المجمع الحكومي بمركز المحافظة وتمركزت بداخله، إلا أنها تفاجأت أمس بنيران قوات صالح التي استولت على المجمع. من جهة أخرى، طردت قبائل مديرية الخبت والظاهر، الحوثيين من مناطق الظاهر وبني عمرو ومركز المديرية، وذلك بعد استقدام الميليشيا لمسلحين من خارج المحافظة في محاولة لاستعادة مناطق خسرتها السبت أمام القوات الموالية لصالح. من ناحيتها، اقتحمت الميليشيات منزل القيادى بالمؤتمر الشعبى العام اللواء محمد عبدالله القوسى، فى صنعاء، مع تصاعد المعارك العنيفة بين قوات الرئيس السابق وميليشيا الحوثي في مناطق عصر والستين الغربي والزبيري، ومحيط منزل صالح. وقالت مواقع محلية: إن المواجهات استمرت حتى فجر اليوم الأحد (أمس) وسط سماع انفجارات، وأن العاصمة أصابها شلل تام، حيث توقفت المدارس والجامعات وخلت الشوارع من المارة والمركبات، فيما أظهرت صور الحرس الجمهوري وهو يأسر العشرات من الحوثيين في صنعاء. استمرار التحرير من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني، العميد الركن عبده مجلي، أن الجيش مستمر في معركته لدحر ميليشيا الحوثي. ووفقا لموقع «26 سبتمبر» أفاد مجلي بأن الجيش الوطني يراهن على الشعب اليمني وجيشه الوطني، مشيراً إلى أن تطور العلاقة بين شريكي الانقلاب طبيعي أن يصل إلى مرحلة الاقتتال بسبب أن ميليشيا الحوثي لا تقبل بالآخر. يأتي هذا مع استكمال الجيش اليمني تحرير سلسلة جبال الحمراء وتبة السلطاء الجمعة الماضية ومحاصرة تبة القناصين الإستراتيجية، مع تقدمه في معاركه ضد الميليشيا بمديرية نهم شرق العاصمة صنعاء، وذلك بعد أن بسط سيطرته خلال الأيام الثلاثة الماضية على مواقع استراتيجية في المديرية. وقال مصدر ميداني: إن الجيش اليمني يواصل تقدمه نحو منطقتي بني بارق والحول وسط مواجهات مستمرة. وفي سياق دعوة الرئيس السابق للشعب اليمني بالانتفاض؛ أشادت المكونات الدعوية اليمنية بتمسك الشعب اليمني العربي الأصيل بهويته ومحيطه العربي، حيث عبر عن ذلك بانتفاضته الكبيرة في العاصمة صنعاء. مزاعم الحوثيين ومن جهة أخرى، وفيما يخص مزاعم الحوثيين بشأن إطلاقها صاروخاً أمس، تجاه المجال الجوي لدولة الامارات العربية المتحدة، كذبت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات في الإمارات الادعاءات التي رددتها أبواق الانقلابيين الحوثيين في اليمن. وشددت الهيئة في بيان لها أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك منظومة دفاع جوي قادرة على التعامل مع أي تهديد من أي نوع. وأشارت الهيئة إلى أن «مشروع (مفاعل براكة) محصن ومنيع، وطمأنت المواطنين والمقيمين بأن أجواءها آمنة. وزعم الحوثيون أنهم قد اطلقوا صاروخاً على مشروع مفاعل براكة الإماراتي. وثبت أن المزاعم لا صحة لها، لكن وسائل إعلام قطرية دأبت على الترويج لأكاذيب الحوثيين تبنت الرواية الحوثية. حقيقة الميليشيات وأكد الشيخ أحمد بن حسن المعلم نائب رئيس هيئة علماء اليمن وعضو برنامج التواصل مع علماء اليمن أن حقيقة الحوثيين قد بدت للشعب اليمني، داعياً اليمنيين إلى الدفاع عن دينهم وهويتهم ووطنهم، وأن يعملوا على تخليص البلاد والعباد من هذه العصابة المجرمة التي أخذت على عاتقها تنفيذ برامج أعداء اليمن والتمكين لمشاريعهم. وقال الشيخ أبو الحسن المأربي السليماني في بيان له بهذا الخصوص: إنه قد بلغ السيل الزبى من اعتداءات إيران وأذرعها في المنطقة بانتهاكاتهم جميع المحرمات في الدم والمال والعرض، وقبل ذلك في العقيدة والديانة، وقد دفع الشعب اليمني ضريبة باهظة في هذه المجالات، وأضاف: أن ما يجري اليوم في صنعاء من هذه الانتفاضة الشعبية المباركة التي تعلن براءتها من إيران وأذرعها يجب أن يلتف حولها كل اليمنيين. الحوثي يخترق موقع المؤتمر ويبث بيانا مزورا كشفت قيادية بالمؤتمر الشعبي اختراق ميليشيات الحوثي لموقع «المؤتمر نت» وبث بيان مزور باسم الحزب. وأكدت القيادية، فائقة السيد، اختراق موقع «المؤتمر نت»، بواسطة الميليشيات وبث بيان مسموم ومزور. وغردت السيد على «تويتر» قائلة: «ان البيان الذي صدر باسم المؤتمر مزور، ولا يمثل حزب المؤتمر ولا يمت لأي من قيادته بصلة»، وأوضحت انه تم تهديد إدارة تحرير الموقع؛ والضغط عليهم لتسليم كلمة سر لوحة التحكم، ونشر بعدها بيان باسم المؤتمر. وشددت القيادية بالمؤتمر الشعبي على ان الانتفاضة مستمرة، مطالبة كافة اليمنيين بعدم الانسياق وراء أي اشاعات وأكاذيب. تغريدة فائقة السيد التحالف يكثف غاراته على تجمعات الانقلابيين شنت طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة، امس الأحد، 5 غارات على مواقع تمركز الميليشيات في عدد من المرتفعات جنوبصنعاء منها تلال الريان المطلة على حي حدة. وكان التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن قد أعلن في وقت سابق أنه يتابع كافة الأوضاع الجارية على الساحة اليمنية، بحسب ما أوردت «واس». وأكد في بيان وقوف التحالف بكل قدراته في كافة المجالات مع مصالح الشعب اليمني للحفاظ على أرضه وهويته ووحدته ونسيجه الاجتماعي في إطار الأمن العربي والإقليمي والدولي. الحوثيون يواصلون الزج بالأطفال في معاركهم الخاسرة (رويترز)