وسط تطورات سريعة ومتلاحقة شهدتها الساحة اليمنية، أمس، إثر تراجع ميليشيات الحوثي أمام القوات التابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، انحاز الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، إلى كرامة اليمن العربية، وقال إنه حان الوقت لإنهاء وجود الميليشيات باليمن، لما اقترفته من جرائم ضد المواطنين، مطالبا بفتح صفحة جديدة مع دول الجوار. وفيما قاد تنظيم الحمدين في قطر محاولة للتهدئة خدمة لجماعة الحوثيين بما يوثق تجاوزاته وتدخلاته، رحب قياديون في المؤتمر الشعبي العام بالتحركات الأخيرة الميدانية ضد الميليشيات الحوثية، بما فيها حماية القبائل مطار صنعاء، واتهموا قطر برهن بلادهم في يد طهران، كما قال محللون لبنانيون إن ما يحدث حاليا في اليمن نتيجة حتمية لعاصفة الحزم، مؤكدين استحالة انتصار المشروع الإيراني على أي أرض عربية. في تطور لافت لموقف الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وبعد تصاعد المواجهات بينه وبين حلفائه في الانقلاب على الشرعية من الحوثيين، خرج صالح أمس بتصريحات تعني تشييع شراكة الانقلابيين إلى مثواها الأخير، وأنها انتهت بلا رجعة، مطالبا في نفس الوقت بفتح ما وصفه بصفحة جديدة مع دول الجوار. ودعا صالح الذي يرأس حزب المؤتمر الشعبي في كلمة تلفزيونية، أمس، اليمنيين إلى الانتفاض على ميليشيات الحوثي، مشيرا إلى أن ميليشيات الحوثي ارتكبت أعمالا عدوانية، وأرهبت المدنيين في صنعاء، داعيا كل اليمنيين إلى الانتفاض عليها، كما دعا القوات المسلحة في الشمال اليمني إلى عدم قبول أي تعليمات من ميليشيا الحوثي. وأضاف أن الشعب اليمني تحرك وقام بانتفاضة ضد العدوان السافر من الحوثي، لافتا إلى أن اليمنيين يختارون الآن قيادة جديدة بعيدا عن الميليشيات، داعيا إلى وقف متبادل لإطلاق النار مع ميليشيات الحوثي تمهيداً للحوار، ومؤكدا على ضرورة إنهاء كافة الميليشيات العاملة على الأرض اليمنية. وذكر صالح «أدعو جميع الشعب اليمني في كل المحافظات وكل مكان أن يهبوا هبة رجل واحد للدفاع عن اليمن ضد العناصر الحوثية التي تعبث باليمن منذ 3 سنوات للانتقام ممن حققوا وحدة اليمن وثورة سبتمبر». وقال «انتفضوا لوحدتكم ومن أجل دولتكم». إرهاب المدنيين أشار صالح إلى أن الحوثيين واصلوا إرهاب المدنيين في صنعاء، وبادروا بأفعال عدوانية سافرة، وواصلوا ممارساتهم الاستفزازية ضد المواطنين، مبينا أنهم اقتحموا مسجد الصالح مدججين بالأسلحة، وقاموا بعدوان سافر على حزب المؤتمر، وداهموا مساكن ومقار قيادات المؤتمر، كما لفت إلى أن الحوثيين زجوا بالأطفال في حربهم. وقال إنه بانتهاء الاحتفال بالمولد النبوي، وبعد أن سمح لهم بالصعود إلى منارة المسجد قاموا بقطع الطرق والاعتداء على مساكن قيادات المؤتمر وقيادات عسكرية خاضعة للحراسات الخاصة. وأوضح صالح أن مرجعية الجيش وقوات الأمن لحزب المؤتمر وليس للحوثيين، داعيا القوات المسلحة إلى عدم تلقي أي أوامر من ميليشيات الحوثي. وأشار صالح إلى أن التصعيد بين أنصاره والحوثيين بدأ منذ اقتحام الحوثيين أكبر مساجد صنعاء. مؤامرة المليشيات دعا حزب المؤتمر الشعبي، أمس، اليمنيين في كل مناطق ومحافظات البلاد إلى أن يهبوا للدفاع عن أنفسهم ضد ما وصفه ب «المؤامرة» التي ينفذها الحوثيون. وقال بيان صادر عن الحزب نشره موقعه الإلكتروني، «لقد حانت لحظة أن يقف الجميع صفاً واحداً ويداً واحدة وقلباً واحداً، وأن يهبوا هبة رجل واحد للتصدي لمحاولات جر الوطن إلى حرب أهلية طاحنة تبدأ من العاصمة صنعاء». وطالب البيان اليمنيين في كل المحافظات، وفي مقدمتهم رجال القبائل الشرفاء، بأن «يهبوا للدفاع عن أنفسهم وعن وطنهم وعن ثورتهم وجمهوريتهم ووحدتهم التي تتعرض اليوم لأخطر مؤامرة يحيكها الأعداء وينفذها أولئك المغامرون من حركة أنصار الله». تجويع الشعب وأضاف البيان أن «الحوثيين لم يكتفوا بما ارتكبوه في حق المواطنين من جرائم وممارسات ضاعفت من معاناتهم وزادتهم فقراً وبؤساً وجوعاً وحرماناً، وفي مقدمة تلك الممارسات والجرائم قطع مرتبات الموظفين لمدة تزيد على سنة كاملة». وخاطب البيان اليمنيين بالقول «إنكم مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى لتضعوا حداً لتصرفات تلك العناصر المأزومة التي تريد أن تنتقم منكم ومن الوطن ومن الثورة والجمهورية والوحدة». وتابع «نكرر النداء لكل الشرفاء بأن يهبوا للدفاع عن أنفسهم ولنجدة الوطن وردع الطغاة الجدد، المتعطشين للدم وللقتل وللبطش». وحمل المؤتمر الشعبي العام جماعة الحوثي «كامل المسؤولية عن إشعال فتيل الحرب».