شددت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن على ثقتها في عودة زعماء حزب المؤتمر الشعبي العام، بقيادة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح إلى «المحيط العربي»، وذلك بالتزامن مع دعوة الأخير لفتح صفحة جديدة مع دول الجوار، ومطالبته اليمنيين بالانتفاض على جماعة الحوثي، لإنهاء وجودها بالأراضي اليمنية، فيما هددته الميليشيا بالقتل. وفي السياق، أصدرت قيادة التحالف العربي بقيادة المملكة بيانا قالت فيه: «نراقب عن كثب أحداث اختلاف طرفي الانقلاب الجارية في صنعاء وكافة محافظات اليمن، التي تظهر وبجلاء الضغوط التي كانت تمارسها الميليشيا الحوثية التابعة لإيران، وسيطرتها بقوة السلاح على قرارات ومصير ومقدرات الشعب اليمني العزيز؛ مما أدى إلى انفجار الوضع بين طرفي الانقلاب. وأكد البيان ثقة التحالف بأن استعادة أبناء حزب المؤتمر الشعبي زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم اليمني وانتفاضته المباركة ستخلص اليمن من شرور الميليشيا الإيرانية الطائفية الإرهابية، وعودة يمن الحكمة إلى محيطه الطبيعي العربي الخالص، مشددا على وقوف التحالف بكل قدراته في كافة المجالات مع مصالح الشعب اليمني للحفاظ على أرضه وهويته ووحدته ونسيجه الاجتماعي في إطار الأمن العربي والإقليمي والدولي. شرفاء اليمن وتابعت القيادة: إن التحالف يدرك أن الشرفاء من أبناء حزب المؤتمر الشعبي العام وقياداته وأبناء الشعب اليمني الأصيل الذين أجبرتهم الظروف للبقاء تحت سلطة الميليشيا الإيرانية الطائفية قد مروا بفترات عصيبة، وينظر التحالف إلى أن هذه المرحلة من تاريخ اليمن تتطلب التفاف الشرفاء من أبناء اليمن في هذه الانتفاضة المباركة، على اختلاف انتماءاتهم الحزبية والقبلية بمن فيهم أبناء حزب المؤتمر والأحزاب الأخرى وقياداتها الشرفاء للتخلص من الميليشيا التابعة لإيران وإنهاء عهد من التنكيل والتهديد بالقتل والإقصاء وتفجير الدور والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة. من جهته، قال سفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر: «إن صنعاء تنتفض ضد ميليشيا إيران»، مضيفا: «صنعاء عربية». وغرد آل جابر على «تويتر»: «صنعاء تنتفض ضد ميليشيا إيران الحوثية، الإيمان يمان والحكمة يمانية، وصنعاء عربية». ومن جانبه، غرد نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح على «تويتر» قائلا: «أدعو إلى التلاحم الشعبي والمجتمعي وفتح صفحة جديدة لمواجهة الحوثي وميليشياته الانقلابية التي تبسط سيطرتها على مؤسسات البلد وتمارس الجرائم المختلفة بحق اليمنيين، وأحيي إدراك فئات الشعب بمخاطر الحوثي». وفي وقت لاحق من صباح أمس، دعا الرئيس اليمني السابق لفتح صفحة جديدة مع دول الجوار، مطالبا القوات المسلحة برفض تعليمات ميليشيا الحوثي. وقال صالح، في كلمة تلفزيونية: «إن الشعب اليمني تحرك وقام بانتفاضة ضد العدوان السافر من الحوثي»، وأضاف: «اليمنيون الآن يختارون قيادة جديدة بعيدا عن الميليشيا». دعوة صالح وأضاف الرئيس السابق: «أدعو جميع الشعب اليمني في كل المحافظات وكل مكان أن يهبوا هبة رجل واحد للدفاع عن اليمن ضد العناصر الحوثية التي تعبث باليمن منذ 3 سنوات للانتقام ممن حققوا وحدة اليمن وثورة سبتمبر». وقال صالح: «انتفضوا لوحدتكم ومن أجل دولتكم»، وأوضح أن مرجعية الجيش والأمن لحزب المؤتمر وليس للحوثيين. وهاجم الرئيس السابق شركاءه الانقلابيين في الخطاب قائلا: «إن الحوثيين اقتحموا مسجد الصالح مدججين بالأسلحة، وقاموا بعدوان سافر على حزب المؤتمر، وداهموا مساكن ومقار قيادات الحزب»، وتابع: «الحوثيون زجوا بالأطفال في حربهم». وكان حزب المؤتمر الذي يتزعمه صالح أعلن صباح السبت حربه بشكل رسمي ضد الحوثيين، في الوقت الذي وصف فيه قيادي كبير في الميليشيا الانقلابية الإعلان بالوقاحة التي تستوجب التأديب. فيما سيطرت قوات صالح والقبائل على المدخل الشمالي للعاصمة، والقصر الرئاسي ووزارات الدفاع والداخلية والمالية وكلية الشرطة والبنك المركزي وجهاز الأمن القومي في صنعاء القديمة، ومبنى التلفزيون الرسمي، ومعسكري النجدة والنقل، فيما تحاصر المطار. أسر حوثيين وأسرت قوات المؤتمر المئات من عناصر ميليشيا الحوثي الإيرانية في أكثر من منطقة بصنعاء، في عملية استسلام جماعي للحوثيين. واستسلم العشرات من عناصر الميليشيا التابعة لإيران، لقوات صالح، فيما أعلنت قوات الحرس الجمهوري أسر القياديين الحوثيين مطهر الكحلاني، وإبراهيم الوجيه، أثناء تحرير معسكر النقل الخفيف ومجمع 22 مايو الصناعي. وشهدت صنعاء بدءاً من فجر السبت اشتداداً عنيفاً في المعارك التي دارت بين قوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح وميليشيا الحوثي، ما أدى إلى مقتل أكثر من 50 عنصرا حوثيا وإصابة حوالي 100جريح. من جهته، دعا صالح كافة موظفي المرافق العامة المدنية والعسكرية الواقعة في قبضة ميليشيا الحوثي إلى العصيان، مهاجماً بشراسة جماعة الحوثي، التي هددت ضمناً بقتله. وقال حزب المؤتمر في بيان أمس: «ندعو أبناء الشعب اليمني للدفاع عن أنفسهم وعن وطنهم وعن ثورتهم وجمهوريتهم ووحدتهم التي تتعرض اليوم لأخطر مؤامرة يحيكها الأعداء، وينفذها أولئك المغامرون من الحوثيين». عناصر مأزومة ومضى البيان قائلا: «أيها اليمنيون الأحرار، إنكم مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى لتضعوا حداً لتصرفات تلك العناصر المأزومة التي تريد أن تنتقم منكم ومن الوطن ومن الثورة والجمهورية والوحدة، وأن تعيدكم إلى القرون الوسطى وإلى الأزمنة الغابرة؛ إشباعاً لنزعتهم الانتقامية وإفراغاً لما يكنونه من حقد عليكم وعلى الوطن». وأشار حزب المؤتمر إلى أنه تم تطهير العديد من المديريات في محافظة صنعاء من الميليشيا الحوثية، لافتا إلى أن هذه المديريات هي «بنى الحارث، سنحان، بني بهلول، بني حشيش، بلاد الروس بني مطر، حراز، والحيمتين»، وأضاف المصدر: إنه تم تطهير مدينة ذمار 100 كم جنوبصنعاء، بالإضافة إلى عدة مديريات في المحافظة من بينها «مديرية آنس». أنور قرقاش صالح يرفض وساطة قطرية لإنقاذ ميليشيا إيران فشلت وساطة أمير قطر تميم بن حمد لإنهاء التوتر في صنعاء وإنقاذ ميليشيا الحوثي الإيرانية، التي قابلها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بالرفض. فيما غرد الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني على تويتر داعما انتفاضة اليمنيين ضد الحوثيين، بقوله: «هكذا يجب أن يكون لسان كل يمني غيور على وطنه». من جهته، لفت وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنو قرقاش، إلى أن صالح رفض وساطة قطرية من الأمير تميم كانت تهدف لإنقاذ ميليشيا الحوثي الإيرانية. تصاعد للدخان إثر قصف قوات الحرس للحوثيين في صنعاء (أ ف ب) قوات المؤتمر تحاصر الصماد حاصرت قوات حزب المؤتمر الشعبي العام، السبت، صالح الصماد، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الأعلى الذي شكلته ميليشيا الحوثي بالتعاون مع حزب المؤتمر في يونيو 2016، والمسؤول السياسي لميليشيا الحوثي وأحد كبار قياداتها. وحوصر الصماد في القصر الجمهوري وسط صنعاء، بعد أن سيطرت قوات المؤتمر على مرافق حيوية في العاصمة اليمنية، صنعاء، من ضمنها مباني وزارات الدفاع والداخلية والمالية والجمارك، والمطار، والبنك المركزي.