انتفضت العاصمة اليمنية أمس (السبت) على نطاق واسع ضد ميليشيات الحوثي الإرهابية، وبدأت أول مشاهد الانتفاضة المسلحة بسيطرة قوات حزب المؤتمر الشعبي الموالي للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، مدعومة بفصائل قبلية على مطار صنعاء، ومبان حكومية عدة كانت سقطت في يد الحوثيين بعيد انقلابهم على الشرعية، ومنها مباني مصلحة الجمارك، ووزارة المالية، والبنك المركزي، ووكالة سبأ الحوثية، ومبنى التلفزيون، ووزارة الدفاع، ومعسكر النقل كما تمت استعادة السيطرة على السفارة السعودية والاماراتية والسودانية. وسيطر مسلحون قبليون على الحزام الأمني في صنعاء، كما سيطروا على محافظة المحويت شمال العاصمة بعد طرد عناصر ميليشيات الحوثي منها، وتمكنت قوات موالية لحزب المؤتمر من السيطرة على مدينة إب. وأكدت مصادر يمنية، اعتقال رئيس الاستخبارات العسكرية التابع لميليشيات الحوثي أبوعلي الحاكم، في وقت حاصرت قوات حزب المؤتمر صالح الصماد رئيس «المجلس الانقلابي» في القصر الجمهوري في صنعاء، مطالبة إياه بتسليم نفسه، كما قبضت على القياديين الحوثيين مطهر الكحلاني وإبراهيم الوجيه. وأفاد سكان في صنعاء، بأن مواجهات مسلحة عنيفة دارت بين قوات المؤتمر الشعبي وميليشيات الحوثي في شوارع منطقة حدة السكنية جنوبصنعاء، التي يعيش فيها الكثير من أقارب صالح ومن بينهم طارق صالح نجل شقيقه، وأضافوا أن دوي الانفجارات وإطلاق نار تردد في أنحاء المنطقة. وأشاروا إلى أن شوارع صنعاء خلت من المارة تماما باستثناء مقاتلي الجانبين، فيما يشبه حالة طوارئ غير معلنة بعد توقف حركة المرور.ونقلت قناة «العربية» عن مصادر مطلعة أمس، أن صالح يجري مشاورات لتشكيل مجلس عسكري برئاسة العميد طارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيقه، وأن الإعلان عنه سيكون خلال الساعات القادمة. وأدت المواجهات المسلحة إلى سقوط 80 قتيلا و150 جريحاً من الطرفين، وذكرت مصادر عسكرية، أن أكثر من 40 عنصراً من ميليشيات الحوثي قتلوا، وجرح العشرات منذ تجدد الاشتباكات أمس. وأكد بيان لقوات الحرس الجمهوري وقوات الأمن تحرير العديد من المواقع المهمة في صنعاء. وفيما دعا نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن صالح الأحمر، إلى التلاحم الشعبي والمجتمعي وفتح صفحة جديدة لمواجهة الحوثي وميليشياته الانقلابية التي تبسط سيطرتها على المؤسسات وتمارس الجرائم المختلفة بحق اليمنيين. اتهم حزب المؤتمر المتمردين الحوثيين بنهب موارد الدولة وخزينتها العامة، ودعا في بيان أصدره أمس، أبناء القوات المسلحة والأمن والأمن السياسي والقومي، وكافة موظفي الدولة إلى عصيان أوامر ميليشيات الحوثي في صنعاء وكافة المحافظات، محملا الحوثيين مسؤولية الاشتباكات وأعمال العنف، التي اندلعت منذ أيام . وأكد علي محسن ضرورة الاستمرار في العمليات العسكرية لدحر ميليشيات الحوثي الانقلابية والتقدم لإنقاذ الشعب اليمني. ودعا خلال لقائه رئيس هيئة الأركان اليمني اللواء الركن طاهر العقيلي وقادة قوات التحالف العربي بمحافظة مأرب، قوات الجيش المنخرطة في القتال ضد الميليشيات إلى تحديد واضح بنبذ ومقاومة الحوثي وفكره وميليشياته ومساندة جهود الشرعية وجيشها الوطني وقوات التحالف العربي. وثمن نائب الرئيس اليمني وفقا لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية الدور الأخوي الصادق لدول التحالف الداعمة للشرعية ولمصلحة الشعب اليمني.