ما زالت ظاهرة ما يسمّى (الشاعر المتمعرف) مستمرة خصوصًا في الحفلات التي يصاحبها حضور جماهيري غفير غير آبهين بصيحات الاستهجان والرفض التي يسمعونها عادة عند مشاركتهم.. مع العلم بأنهم يأتون من دون سابق دعوة، والبعض منهم يحضر من أماكن بعيدة ومختلفة. عجبًا لأمرهم.. أليس لديهم إدراك أن أصحاب المناسبات ينفقون المال ويبذلون الجهد في سبيل خروج احتفالاتهم بالمظهر اللائق خصوصًا في حضور قنوات فضائية ووسائل تواصل لنقل وتوثيق كرنفالاتهم لكي تبث ويشاهدها العامة من الناس.. مَن يدرك قيمة الشعر جيدًا يعي تمامًا أنه ليس لديهم أدنى مقومات شعرية حتى يمنحوا فرصة للمشاركة وحتى لو أعطوا ذلك نجد البعض منهم بعد ما أتيحت له تلك الفرصة يقوم بنقلها ليتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليجد حيالها بعض الانطباعات المغلوطة التي للأسف هي مَن يجعله يتمادى ويستمر متخيلًا بذلك انه أصبح شاعرًا لا يُشق له غبار. واللافت للنظر أنه عندما يحاول أحد توجيه أمثال هؤلاء أو إسداء النصح لهم من خلال شبكات التواصل نجدهم لا يكترثون بما يُقال ولربما ينشطون خلف أسماء مستعارة للحديث عن أنفسهم وعن قدراتهم الخارقة والإساءة لمن يخالفهم في الأفكار والرؤى.. وفي اعتقادي أن الطريقة الوحيدة للحد من هذه الظاهرة هي عدم ترك المجال مفتوحًا أمام هؤلاء والإحجام عن تناقل ما يقدّمون. من أبياتي: في داخلي زحمة جروح وخناجر اللي ذبحني كلها طعن الاقراب وبين الأنين وبين وصف المشاعر سيرة طويلة شكلت حال مرتاب