مر عام 2017 بكل ما فيه من التطورات والمبادرات الوطنية والمشاريع الواعدة وفي نفس الوقت واكب ظهور تحديات محلية وإقليمة؛ ونحن على مشارف عام جديد ينظر إليه أغلب الناس بتخوف وتوجس بسبب إدراج ضريبة القيمة المضافة أولاً وبسبب فرض الرسوم على المرافقين للمقيمين ثانياً وثالثاً بسبب توقع انخفاض القوة الشرائية التي ستؤثر بلا شك على جميع القطاعات بما فيها العقار الذي صمد طويلاً. كل هذه مؤشرات قد تبدو لأول وهلة مؤشرات سلبية وتحديات صعبة جداً؛ لكن بعد التوكل على الله وحسن الأخذ بالأسباب سيعرف أصحاب الفطنة وذوو الرؤى الثاقبة أنها مجرد منعطفات حادة سيحسن تجاوزها من يتمهل في دراسة الأوضاع ويسرع في اتخاذ القرارات التي تتماشى مع حجم الفرص التي تنتظر الجادين والمشمرين. فالمدقق في الأوضاع الحالية سيجد أن البقاء حقيقة سيكون لمن يعرف كيف يزيد إيراده ولكن مع زيادة القيمة في الخدمة أو المنتج الذي سيقدمه؛ فالسوق أصبح منفتحاً للمنافسين ولتبادل الخبرات والمستهلك كذلك أصبح أكثر إدراكاً ووعياً مما انعكس على السلوك الشرائي بشكل واضح جدا. فهذه فرصة لأن يركز الجميع على تقديم أعمالهم بشكل إبداعي أكثر وحتى تقني مواكب لتوجهات أغلب الأسواق؛ فالمتأمل في السوق يجد أن أغلب المتاجر أصبح لها متجر إلكتروني يضمن أن تتم الصفقات بمعدل24/7 ولا يتوقف الشراء. وكذلك من الأمور الواجب تداركها هو أهمية تقنين المصاريف التي لا ضرورة لها وأن تحسب بدقة. وبذلك يمكن تجاوز مرحلة قد تكون حرجة للبعض وللبعض فرصة ذهبية للتألق والنجاح الذي سيكون من نصيب من ركز وتحمل؛ هذه بعض الخواطر مع نهاية العام؛ ونسأل الله أن يكون عامنا المقبل خيرا وبركة على الجميع.