الأسبوع المنتهي : قد يتساءل البعض وليس الكثير عن أين الأسعار المرتفعة ؟ وهو سؤال منطقي ومبرر في ظل وضع أسواق تراجعت من مستويات عالية جدا منذ 2006 وحتى ما وصلنا إليه اليوم ، أي فقدان يقارب الثلثين ، ونظل بإصرار منطقي مالي وتحليلي المتجرد تماما من أي عاطفة أن السوق يستحق التصحيح وفق النتائج التي تعلن أو العوائد التي تعطى ، وحين نرى أسعار أسهم قطاع التأمين أو بعض الزراعيات وشركات تجزئة نجد أن الأسعار مبالغ بها جدا حتى اليوم ؟ فهل نبرر مثلا سهم " الأسماك " الذي سعره الآن 41 ريالا وهو من فقد نصف رأس ماله خسائر ويتدارك ذلك برفع رأس المال له ؟ مقارنة بأسهم بنوك وشركات رابحة توزع أرباحا نقدية لا تقل عن ريال واحد وسعرها أقل من 20 ريالا بدون أن نضع أسماء وهي معروفة للجميع ، إذاً السوق لا يزال يعاني من خلل " المضاربين " في التأمين والزراعي وكل شركة صغيرة رأس المال وأسهم محدودة ، هذا هو التحدي للسوق بكيفية أن يتم تعافي في ظل " مضاربين " يمسكون بأسهم لا تستحق 10 ريالات وهي القيمة الاسمية مقارنة بأسعار حاليا تتداول بأسعار 30 و 40 و 50 و 100 ريال ، اصرار هائل على المضاربات كأساس ثابت للسوق وليس أنه نسبة مقبولة ومعقولة للسوق أي بنسب الهرم الطبيعي لا المقلوب ، أضع هذه القراءة البسيطة لمنهجية تمارس بالسوق وهي أننا نتداول كثيرا من الأسهم بأعلى من قيمتها المستحقة أضعافا مضاعفة وليس بنسبة 10% او 20% من قيمتها المستحقة ، ويعمل المضاربون بكل جهد واصرار نهم الأحرص على السوق ولا بد أن يكون هناك زخم ومضاربات لأنهم يعظمون رؤوس أموالهم على " أكتاف وظهور " البسطاء وغير العارفين بما يدور خلف الشاشات ، ويصنف هؤلاء المضاربون أن ذلك " ذكاء " و " حذق " و " مهارة " وهي ليست أكثر من سياسية " جفف وارفع السعر " في ظل سوق صاعدة وزخم كبير ، هذه كل القصة مع السيولة من أين مصدرها . لا زلنا نفتقد السوق المتوازنة الراسخة الجاذبة ، يصر المضاربون على " المضاربات " لأنها الأسرع للثراء ، وهم ينجحون ولكن قلة القلة ولا يخلو من غش وتدليس واحتيال والدليل غرامات وعقوبات الهيئة المعلن وغير المعلن منها . من كل ذلك نجد أن السوق يصعب حراكه وأن يكون أكثر فاعلية وزخما والسبب قلة " الجمهور " الذي يريده المضاربون ، والمضاربة لا تعني فقط شركات صغيرة أو متوسطة فحتى القيادي والكبرى ، وأصبحنا نجدها أشد تذبذبا من غيرها ، لا ننسى ان " صناديق " الكبرى لصناع السوق ، تقف كإشارة مرور و " محبس " مهم للمؤشر العام فهي تتعامل و " تلعب " بالأسهم القيادية التي هي مرآة للمؤشر العام ، ويعملون بقوة واصرار على دعم المؤشر ، وأصبح السوق لدينا سوقين عمليا تداول الشركات القيادية الخاصة بالمؤشر ، وتداول بقية السوق ، فالقيادي دور الصناع لصناعة المؤشر ، والباقي ينتظر الجمهور لحضور الحفلة والمضاربات وعودة الزخم من جديد ، ولكن الظروف متغيرة واللعبة مختلفة الآن من خلال أزمة مالية ، سيولة ، تمويل ، خسائر ، نتائج مالية وغيرها من المتغيرات التي فرضت واقعا جديدا . حالة الضعف بالسوق لأن هناك " صناعة " للمؤشر مصطنعة ، وأسعار اسهم صغيرة وخاسرة مبالغ بها جدا حد أن من يشتريها قد يفقد نصف رأس ماله على الأقل في حالة أي تصحيح متوقع أن يحدث مستقبلا ببساطة هي تخسر ودعمها من " مضارب " سيكون أول الهاربين من أول تصحيح . الأسواق الدولية تحسنت، نمو ألماني ، تحسن اقتصادي أمريكي ، نمو أرباح في بريطانيا ، كل ذلك جيد حتى الان ، ونفط يخترق 80 دولارا مما يعني تضخما أكبر سيأتي تباعا ، كل ذلك جيد ، ولكن الاقتصادي الكلي " Macroeconomic " لم يتحسن أي النمو الاقتصادي للدول ،فلا زال هناك تخوف وركود ، والسؤال الأهم والحاسم للخروج من الأزمة هل ستستمر الشركات في تحسن ونمو أرباحها خلال الربعين الباقيين من السنة ؟ وهل سيتوقف ارتفاع النفط المؤثر سلبا ؟ . أختم القراءة الأسبوعية للأسبوع المنتهي ، أن المؤشر العام محمول الان بمتوسط 50 يوما ، ويصطدم الان بمقاومة صلبة وصعبة جدا ، وهي متوسطات 200 و 150 يوما التي تقاطعت فمتوسط 150 يوما = 6381 نقطة ومتوسط 200 يوم = 6387 نقطة ، وهذه أصعب المقاومات التي سيواجهها السوق خلال الأيام القادمة . ومتوسط 50 يوما الدعم الان يقف عند مستوى 6210 نقاط وكل ذلك متوسطات موزونة . الأسبوع القادم : لازال وضع السوق الكلي ضعيفا من جانب قيم التداول وهي أصبحت بالكاد تصل إلى 3 مليارات ريال ،وهذا يعني أن الارتفاعات المتتالية أو المحافظة على المكاسب تأتي بدون حجم تداول عالٍ وهذا يضع تحفظا وعلامة استفهام ، خاصة أن ليس هناك متغيرات جوهرية أو نتائج مالية استثنائية ، وهذا يعزز أن قوة وقدرة " الصناع " حتى حين هي العامل واللاعب الرئيسي في التعامل والسيطرة على المؤشر العام ، فهي تركز على الشركات القيادية ما بين 5 و 7 شركات لا غير وهذا يعزز القوة المستمرة للمؤشر العام الذي يصبح هو المهم لدى صانع السوق الذي يهمه كثيرا المحافظة على قوة وارتفاع المؤشر العام للمحافظة على الأسعار ، ولكن السؤال الأهم هل هي مستحقة طبقا للنتائج المالية ، لا يعني كثيرا ان كانت غير مستحقة فمصيرها هو التصحيح ، أما المضاربة فهي موضوع مختلف وشأن اخر لا علاقة له بما يستحق أو لا يستحق وهذا هو مطلب المضاربين الذين هم من يضخم الأسعار وفق الطرق المتبعة في السوق سواء كانت بطريقة نظامة أو غير نظامية . المؤشر العام للسوق يصطدم الان بمقاومة صعبة عن مستويات 200 يوم و 150 يوما وهي تقارب مستويات 6400 نقطة تقريبا وهي الحد الفاصل " برأيي " بين قوة استمرار السوق للاتجاه الإيجابي الصاعد واستمراره أو المراوحة دون هذه المستويات التي تعتبر هي غير داعمة للمؤشر العام حتى الان إلا بشرط الاختراق لهذا المستوى ، ولكن يظل هناك دعم إيجابي من متوسط 50 يوما يقارب مستويات 6210 نقاط ، وهذا هو الدعم المهم والواضح أنه سيصمد لبعض الوقت ، إما اختراق 6400 نقطة واستمرار الإيجابي ولكن مع ملاحظة أن التذبذب الحاد في المؤشر العام هي السمة المسيطرة على السوق لسبب أن التركيز من الصناع للسوق على الشركات القيادية فتصبح متقلبة بشدة وحادة بدرجة عالية فلا توازن في التذبذب بالسوق أو منطقية عالية في المسار الصاعد . أقرب ما يمكن قولة هنا هي المسار الأفقي للسوق ككل بين مستويات 5900 نقطة و 6400 نقطة حتى الان وهذا يضع السوق بوضع أصعب لعدم وضوح الرؤية المستقبلية للسوق ، خاصة ما نلحظه من تأثير الأسواق الدولية التي أصبحت أسواقنا تتعامل معها بفعل ورد الفعل أكثر من أي شيء آخر خاصة أن كل هذه المتغيرات هي وقتية التذبذب وليس انعاكسا لمستقبل بعيد . لا زال المؤشر العام بحاجة إلى توضيح المسار له وفق اغلاق الأربعاء ، من خلال القدرة على الحفاظ على مكاسب الدعم 6210 نقاط أو اختراق مستوى 6400 نقطة ووفق منهجية متوازنة لا حادة فجائية ، والأهم التحسن الاقتصادي والنتائج المالية للشركات وهذا يحتاج وقتا أطول . المؤشر العام أسبوعي : لازال المؤشر العام يحظى بدعم جيد وواضح حتى اليوم ، وأصبح الان من خلال القراءة الفنية " البسيطة " الأسبوعية ، لم يصل تراجعا لمستويات 50% فيبوناتشي أي مستويات 5595 نقطة حتى الان هذا جيد للمدى القصير حتى الان . ورغم ان هناك تقاطا سلبية بين متوسط 40 أسبوعا و 20 أسبوعا إلا أن هناك مواصلة لدعم واضح للمؤشر العام مستمر ولكن ظل التقاطع السلبي موجود حتى الان والذي تم منذ الأسبوع الأول من يوليو ( متوسطات موزونة ) إذا القراءة الأسبوعية للمتوسطات سلبية ، ولكن أيضا هناك دعوم كثيرة لم تكسر وهذا إيجابي ، والاشتراطات السلبية هي كسر الدعوم القوية والتي نرى أنها على الأسبوعي هي كما يلي 6310 نقاط ثم 5916 نقطة هذا على الأسبوعي ، ومازلنا نركز على مستويات المقاومة الأسبوعية وهي التي تقف عند مستويات 6400 نقطة تقريبا ، ولكن المهم أن نلحظ أن أحجام التداول هي ضعيفة ولا تعتبر عامل دعم كبير لصعود المؤشر في ظل هذه الظروف باعتبار أن المؤشر العام يتركز كتداول الان على الشركات القيادية المؤثرة أكثر من أي شيء اخر . المؤشر العام يومي وضعنا هنا رسما للمؤشر العام أي الأسعار رسما خطيا أي يمثل أسعار الاغلاق بنهاية التداول لكل يوم ، ونلحظ دعم 50 يوما الخط الأخضر وأيضا 61.80 فيبوناتشي ، وهي تقارب 6210 نقاط وهي مؤشر مهم في مستويات الدعم ، الشكل الفني الذي لدينا يوضح مثلثا استمراريا ان استمر بنفس السيناريو المتبع ، فنلحظ قمما هابطة وضعفا في التداول وهذا سيكون مهما للمرحلة القادمة ، وهي مدى قدرة المؤشر العام على اختراق المثلث وبالتالي مرحلة صعود إيجابية قادمة ، وهذا محتمل بمعزل عن اي أسباب أخرى وأقرب ما يمكن قوله تأثير الأسواق والاستفادة منها للمضاربين ان قدر لها أن تستمر بإيجابية ، المقاومة واضحة بخط المثلث العلوي وأيضا الخط الأحمر الذي يمثل خط المقاومة 200 يوم ، وهذه مقاومات مهمة ومفصلية خاصة 200 يوم والذي هي تقارب أيضا مستويات 6400 نقطة ، ولكن الوصول لهذا المستوى واختراقه لا يعني كل شيء ، بقدر كيفية الوصول له بأن لا يكون بصورة حادة أو تأثير قوة الصناع ، أي يجب ان يكون مؤسسيا ومتعمدا بأثر اقتصادي حقيقي ولا شيءآخر ، عدا ذلك سيكون مؤقتا في كل الأحوال وان طال الوقت . أقوى خط دعم للمؤشر العام كما ذكرنا 50 يوما عند 6210 نقاط وتأكيد السلبية فيما لوحدثت يعني كسر مستويات 6100 نقطة وتأكيدها بكميات تداول عالية ، وهنا يتم إعادة النظر في القراءة من جديد . قطاع المصارف يومي : حدة عالية في القطاع المصرفي كحركة سعرية ، وهي منطقية باعتبار أنها الأكثر تأثيرا بعد سابك على المؤشر العام ، والأخف والأسهل تحريكا مقارنة بالشركات أو القطاعات القيادية الأخرى ، فشل كل مره باختراق متوسط 200 يوم فهو لا يصمد كثيرا أمام المتوسط 200 يوم أي مستوى 16690 نقطة ، وهناك دعم كبير للقطاع المصرفي في نهاية كل تداول أو خلال التداول ، ونلحظ ذلك من الشموع اليومية وحركة السعر ، رغم أنه أغلق أعلى من متوسط 200 يوم أي عند مستوى اغلاق 16710 نقاط وهو مستوى ضئيل وضعيف في الاغلاق ، ولكن الشموع السابقة لاخر يوم تداول توضح أن هناك عمليات بيع أكبر من الشرائية ، والدلائل هي مقارنة بين أعلى سعر والاغلاق فهناك تباين كبير بينها وتتراجع كل يوم عن سابقه ، فالشراء دعم لا تراجع . الدعم للقطاع المصرفي يأتي من دعم 50 يوما وهو يقف عند مستوى الان 16404 نقاط وخط الترند الصاعد الذي يقف عند مستوى 16100 – 16150 نقطة حتى الان وهي بالطبع متغيرة لا تتوقف مع كل حركة يومية ، في المقابل نلحظ ارتفاع السيولة كمؤشر يلازمه ارتفاع في المتوسط وهذا إيجابي حتى الان ولكن ارتفاع المتوسط كلما زاد بنسبة اكبر كان سلبيا مما سيضعف الزخم في القطاع .والأهم عدم تراجع السيولة أو أن تشكل قمما هابطة ومسارا أفقيا سلبيا متراجعا وان تم ذلك سيعني تقاطعا سلبيا مع المتوسط وتراجعا هو الأقرب في وقت الان انتهت معها الأخبار أو المحفزات الأساسية . قطاع البتروكيماويات يومي : منذ أكثر من سنة وقطاع البتروكيماويات يحظى بدعم المتوسطات الأساسية الثقيلة ، ولكن الان ليس كذلك فقد أصبحت متوسطات 200 و 150 و 100 الان مقاومة وتقاطعت سلبا مع 200يوم ويبقى الان تأكيد تقاطع 150 يوما مع 200 يوم وهذا ان تم وهو الأقرب سيكون سلبيا لا شك ان استمر بدون أي تغيرات أو متغيرات أساسية مهمة . اقوى مستوى مقاومة للقطاع الان يقف عند رأس التلاقي بين 200 و 150 يوما كما يوضح الرسم ( اللون الأزرق والأخضر ) وهو عند مستوى 5691 نقطة وهي ستكون منطقة صعبة الاختراق والتجاوز ، نلحظ أن مؤشر البتروكيماويات داخل مثلث كما هو المؤشر العام ( سابك = المؤشر ) واخر تداول أظهر ضعفا واضحا في القطاع بعدم قدرة سابك اختراق 90 ريالا والثبات أعلى منه وهذا محك مهم للسهم وأحجام التداول تقل مقارنة للفترات الماضية وهذا أوجد ضعفا أيضا في القطاع . وهناك ملاحظة هي الانخفاض الشديد في التداول للكميات منذ ابريل الماضي حتى اخر يوم تداول من أغسطس الحالي ، وهذا أضعف قوة الزخم للقطاع لا شك بها ، والأسعار لم تتراجع بمراحل كبيرة تعيد من خرج أو تبقي من يمتلك .