تجددت الاشتباكات بين ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، بعد ساعات من الهدوء الأربعاء في الحي السياسي والمناطق المجاورة وسط صنعاء، حيث المربع السكني لمنزل المخلوع وعائلته. في الوقت نفسه، قتلت قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح العشرات من عناصر الحوثي، واستولت على سبع عربات مسلحة تابعة للحوثيين، في حين سيطرت عناصر من ميليشيات الحوثي، قدمت من مناطق يمنية مختلفة على ميدان السبعين حيث تخيم الآن، استعداداً للمهرجان الجماهيري المقام الخميس، بذكرى المولد النبوي. منازل صالح وكان شاهد عيان قد أفاد في وقت سابق بتوقف الاشتباكات في ميدان السبعين، الذي شهد اندلاع شرارتها بين شريكي الانقلاب، ظهر الأربعاء، دون معرفة مصير الحراسات من قوات المخلوع صالح، التي تحرس جامع الصالح الواقع في الميدان ذاته. في حين ذكرت مصادر مقربة من طرفي الانقلاب أن الوساطة أخفقت في نزع فتيل التوتر، في ظل استمرار ميليشيات الحوثي بفرض الحصار والتحشيد المتواصل في المربع السكني لمنازل صالح وعائلته في منطقة حدة والحي السياسي وشارع الجزائر. مديرية سنحان ودخلت مديرية سنحان -جنوب شرق العاصمة اليمنية صنعاء-، خط التوتر المسلح بين ميليشيات الحوثي وقوات وقبائل موالية لحزب المؤتمر والمخلوع صالح ابن المديرية. وقالت مصادر محلية: «إن توترا مسلحا يدور في المديرية منذ أكثر من يومين في منطقة بيت الشاطبي بين ميليشيات الحوثي وقبائل المنطقة». وأوضحت المصادر: أن ميليشيات الحوثي اتهمت قبائل المنطقة بإحراق طقم حوثي تابع لمشرف الجماعة في المديرية المدعو أبو جهاد، الذي كلف عناصر موالية له بتأمين الاحتفال بالمولد النبوي أمس الخميس في صالة كبيرة بالمديرية. وعلى صعيد متصل، بدأت قبائل طوق صنعاء التحرك لمساندة صالح، الذي يخوض مواجهات مع ميليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء. وقالت مصادر مطلعة إن قبائل بني مطر وسنحان وخولان وهمدان والحيمتين وارحب تحركت لإغلاق كل الطرقات أمام الميليشيا الحوثية. وكان صالح قد كثف لقاءاته قبل أيام مع مشايخ طوق صنعاء وطالبهم بالاستعداد للقضاء على الميليشيا الحوثية، التي وصفها بالإرهابية. حمل السلاح وفي السياق، دعت منشورات وزعها قياديون في حزب صالح كوادر وأعضاء وأنصار الحزب، كل في قريته ومنطقته إلى حمل السلاح والاستعداد لمواجهات مع جماعة الحوثيين، لتخليص البلد من شرورهم ومشروعهم، حسب ما جاء في تلك المنشورات. ووصف حزب صالح الحوثيين بأنهم مرتزقة وتجار حروب. كما حمّل حزب صالح شركاءه في الانقلاب من ميليشيات الحوثي، مسؤولية ما حدث في العاصمة صنعاء، الأربعاء، من اشتباكات بين الطرفين، واصفاً ذلك ب«العمل الانقلابي» و«تقويض للشراكة بين الطرفين». وعلى صعيد متصل، كشفت المصادر: «أن اشتباكات متقطعة تدور منذ مساء الأربعاء رغم الوساطات التي يقودها مدير أمن محافظة صنعاء العميد مجاهد الطيري». نقاط عسكرية وفي تطور متصاعد للأحداث، قال مصدر محلي في حزب المؤتمر إن ميليشيات الحوثي استحدثت نقاطا عسكرية جديدة على مداخل صنعاء تحسبا لأي استنفار طارئ للقبائل الموالية للمخلوع صالح. وقال مصدر إن «ميليشيات الحوثي استبدلت النقاط في المديرية قبل أيام قليلة بمسلحين من محافظتي صعدة وعمران من الموالين للجماعة ومن مقاتليها القدامى». وزاد: «أن الميليشيات انتشرت على تباب مطلة على تلك النقاط لمواجهة أي تعزيز عسكري مسلح قد يدخل إلى العاصمة صنعاء في حال أي طارئ». يأتي هذا بالتزامن مع توتر مسلح أعقبه اشتباكات أمس الأول الأربعاء بين ميليشيات الحوثي وقوات موالية لصالح في جامع الصالح وقرب منزل طارق محمد عبدالله صالح في شارع الجزائر والحي السياسي بصنعاء. واتهم حزب المؤتمر ميليشيات الحوثي بمحاولة تفجير الوضع والانقلاب على التحالف بين الطرفين. مكاسب الشرعية من جهة أخرى، قال رئيس أركان الجيش اليمني، اللواء طاهر العقيلي إن قوات الشرعية تحقق مكاسب جديدة كل يوم، وتقترب من إنجاز النصر الكبير ورفع الظلم والمعاناة عن اليمنيين. جاء ذلك أثناء زيارته جبهات القتال ضد ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية في بيحان وعسيلان آخر معاقل وجود الميليشيات الانقلابية في محافظة شبوة شرق اليمن، حيث اطلع على مستجدات المعركة والتطورات في مسرح العمليات. وأشاد العقيلي بما يحققه الجيش الوطني وأبناء بيحان وعسيلان من بطولات في ملاحقة بقايا ميليشيات الانقلاب والتمرد.