اندلعت اشتباكات مسلحة، أمس الأربعاء، بين قوات موالية للمخلوع وعناصر من ميليشيات الحوثي في محيط جامع الصالح القريب من ميدان السبعين؛ ما اشعل العاصمة المختطفة صنعاء، فيما حمّل حزب صالح شركاءه في الانقلاب مسؤولية ما حدث، واصفاً ذلك ب«العمل الانقلابي» و«تقويض للشراكة بين الطرفين». واصدرت قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يرأسه صالح، بيانا حول ما حدث من اشتباكات مع شركاء الانقلاب على الشرعية في العاصمة صنعاء والتوتر السائد. وحمل البيان الحوثيين مسؤولية ما حدث، بقوله: «نحمل جماعة الحوثي مسؤولية كل قطرة دم تسيل»، مشيرا الى قيام مئات من عناصرهم مدججين بكل انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والاطقم المسلحة باقتحام جامع الصالح، واطلاق قذائف «الأر بي جي» والقنابل اليدوية داخل المسجد، ومحاصرة أفراد الحراسات الاعتيادية المتواجدة في الجامع، وذلك قبل صلاة ظهر أمس. تقويض انقلابي وقال البيان: «إن جماعة الحوثي تقوم بإجراءات انقلابية تقوض شراكتنا»، لافتا الى ان (الحوثيين) قاموا بالانتشار حول مساكن وممتلكات خاصة بأفراد من عائلة الرئيس السابق وقيادات من المؤتمر، وحول عدد من مقرات المؤتمر وحلفائه، فارضين حصارا مسلحا أدى الى اندلاع الاشتباكات وتبادل اطلاق النار وسقوط عدد من القتلى والجرحى»، حد زعمه. ومن المقرر أن يحتضن ميدان السبعين الواقع أمام جامع الصالح، اليوم الخميس، فعالية جماهيرية للحوثيين بذكرى المولد النبوي، غير أن قيادات في حزب المخلوع اعتبرت الفعالية غطاء فقط للسيطرة على جامع الصالح، حسب قولها. وأوضحت مصادر محلية أن الاشتباكات اندلعت على إثر منع حراسة الجامع الحوثيين من الصعود لوضع كاميرات مراقبة فوق مآذن الجامع لمراقبة ميدان السبعين. فيما أكدت مصادر أمنية مقربة من حزب المخلوع أن الاشتباكات التي دارت بين الطرفين في محيط جامع الصالح أسفرت عن قتيل من الحوثيين وجريح من أنصار صالح. إغلاق الشوارع وفي السياق، أغلقت قوات من الحرس الجمهوري الموالية لصالح جميع الشوارع المؤدية إلى الحي السياسي وسط غرب صنعاء، حيث اشتبكت مع عناصر مسلحة من ميليشيات الحوثي تحاول اقتحام منزل العميد طارق محمد عبدالله، صالح شقيق الرئيس المخلوع، والذي يتولى حراسته أيضا. وقال سكان محليون: «إن اشتباكات مستمرة وبشكل متقطع بين طرفي الانقلاب تدور في الحي السياسي، والأحياء المحيطة بمنزل المخلوع صالح في منطقة حدة، ومكتب نجله أحمد بشارع الجزائر». وأغلقت الشوارع التي تجري فيها الاشتباكات، في ظل انتشار وتحشيد مستمر للمسلحين والآليات العسكرية من طرفي الانقلاب، وسط حديث عن وساطات رفيعة تحاول احتواء الموقف. يأتي هذا، فيما يكتنف الغموض مصير جامع الصالح، الذي شهد اندلاع شرارة الاشتباكات، حيث يؤكد ناشطون حوثيون سيطرتهم عليه، لكن آخرين من حزب المخلوع صالح نفوا ذلك، ونشروا صورا قالوا إنها لقوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع وهي تنتشر في محيطه، وإنهم أسروا مسلحين حوثيين. اجتماع الرباعي وعلى الصعيد السياسي، رحبت حكومة اليمن الشرعية أمس الأربعاء بكل جهد دولي للوصول إلى السلام على أساس المرجعيات الثلاث، وعبر مسار الأممالمتحدة ومبعوثها الخاص، تعقيبًا على اجتماع رباعي حول الأزمة اليمنية استضافته العاصمة البريطانية لندن، الثلاثاء. وقال وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، في سلسلة تغريدات عبر حسابه على «تويتر»: إن حكومته «ترحب بكل جهد دولي للوصول إلى السلام»، مبينا أن الحكومة اليمنية «ليست جزءًا من أي اجتماعات عدا التي يجري الترتيب لها عبر مسار الأممالمتحدة». وكان اجتماع اللجنة الرباعية الدولية الخاصة بالأزمة اليمنية قد دان بشدة الهجوم الصاروخي على الرياض، الذي وقع في 4 نوفمبر الحالي، واستهدف عمداً منطقة مدنية، معربين عن تأييدهم التام للمملكة وكذلك مخاوفها الأمنية المنطقية. انتهاك قرارات وأكد الوزراء مجدداً أن تزويد الميليشيات بالأسلحة يشكل انتهاكا لقراري مجلس الأمن 2216 و2231، معربين عن دعمهم القوي لجهود الأممالمتحدة للتحقيق في مصدر الصواريخ واتخاذ الإجراءات المناسبة. وأيد الوزراء مضاعفة الجهود للتوصل إلى حل سياسي، حيث لا يزال هو الطريق الوحيد لإنهاء الصراع والتصدي للتهديدات الأمنية لجيران اليمن.