تتجه الانظار اليوم الى العاصمة النمساوية (فيينا)، حيث انعقاد الاجتماع الوزاري رقم 173 للدول الأعضاء في منظمة «أوبك»، وبعده سيكون الاجتماع الوزاري الثالث للمنتجين في المنظمة وشركائهم المستقلين من خارجها، وسط توقعات ايجابية بالخروج بإجماع على تمديد اتفاقية خفض الانتاج والتمسك بها، خصوصا أن الدول المشاركة في هذه الاتفاقية سبق أن أقرت تمديدها في مايو الماضي الى 9 شهور تنتهي في مارس 2018، بعد أن نجحت في استقرار وتوازن اسعار البترول منذ انطلاقها مطلع العام الجاري 2017، كما نشرت «اوبك» على موقعها الالكتروني ان الاجتماع سيشهد احتفالا بالذكرى السنوية الأولى لانطلاق اتفاق التعاون التاريخي بين المنتجين من داخل المنظمة ومن خارجها، الامر الذي اعتبره مراقبون رسالة من الدول الاعضاء بأن اتفاقية خفض الانتاج مستمرة وسيتم تمديد العمل بها الى ما بعد تاريخ انتهائها المعلن سابقا. تصاريح مطمئنة وكان وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية م.خالد الفالح قال: إن على سوق النفط أن تنتظر لترى نتيجة الاجتماع الذي ستعقده أوبك في فيينا، وذلك ردا على سؤال حول المدة المحتملة لتمديد منتجي النفط العالميين نظام خفض الإمدادات، واستطرد في حديثه للصحافيين على هامش مؤتمر «جيبكا» في دبي: «لم أصل إلى فيينا ومن المبكر جدا الحديث عن خلاف، لكن وفق الدراسات هناك خلافات فقط بشأن الوقت الذي نحتاجه للوصول إلى مستويات طبيعية للمخزونات وهي مسألة فنية بحاجة للنقاش مع أطراف أخرى، سنستمع للجميع ونتوصل إلى حل مقبول لأسواق المنتجين والمستهلكين». وفي تصريحات لمسؤولين روس قالوا: ان بلادهم مستعدة لدعم تمديد اتفاق خفض الإنتاج، لكنها لم تقرر فترة التمديد، فيما قال الأمين العام لأوبك محمد باركيندو: إن المنظمة تسعى إلى الوصول إلى توافق بشأن فترة تمديد اتفاق خفض الإمدادات. نقطة التوازن من جهته، قال الخبير في الصناعة النفطية عبدالعزيز المقبل: اهم منجزات اتفاق خفض الانتاج للدول المشاركة فيه هو اعادة التنظيم الهيكلي للسوق النفطية فالسوق اليوم من الناحية البنيوية اقوى بكثير من ذي قبل، بيانات العرض والطلب والتقارب بينهما يعزز ثبات الاسعار وعدم التغيرات الكبيرة نزولا او صعودا بالأسعار، مبينا أن الاساس في اسعار النفط هو معرفة نقطة التوازن، ومن الواضح أن السوق تقترب من تحقيق هذه النقطة بالقرب من الاسعار الحالية، واتفاق التمديد سيعزز ارضية ثابتة للأسعار. احداث سياسية وبين المقبل أنه يجب ان ندرك اهمية الانتخابات الرئاسية الروسية خلال الربع الاول من 2018 وانعكاساتها على اسواق النفط، هذا حدث يجعل الروس اكثر المتمسكين بالاتفاقية والمطمئن للأسواق في هذا الحدث هو تقدم الرئيس فلاديمير بوتين وبنسبة 65% عن اقرب منافسية، وهو ما يبعث الى عدم تغير السياسة النفطية الروسية مستقبلا وتحديدا العلاقة الجيدة مع اوبك. الحدث الآخر الذي سيحمل اهمية اقتصادية كبيرة هو سوق السندات الأمريكية، فكما هو معروف ان الفيدرالي الامريكي اشترى ابان الأزمة المالية العالمية في عام 2008 الكثير من سندات الخزانة الأمريكية لمدة عشر سنوات، ما يعني ان اجل هذه السندات يحين في 2018، لذا فان ردة فعل الاسواق ستترقب ما آلت إليه هذه السندات، ومن جهة اخرى فإن نسب الفائدة الامريكية لا تبدو في اتجاه زيادات كبيرة خلال 2018 من خلال التصاريح الاخيرة من الفيدرالي الامريكي واحلال باول بديلا عن يلين وهو الذي يعتبر امتدادا لمنهج يلين في حفظ نسبة الفائدة كما هو او بتغيير طفيف، هذا سيعني ان المنتجين النفطيين الامريكيين المعتمدين على الاستدانة العالية في تمويل عمليات الانتاج لن ترتفع التزاماتهم المستقبلية للايفاء بمديونيات اكبر من المتوقع. وشدد المقبل على أن الاستحواذ على حصص سوقية لا يعتمد على كمية الانتاج بل على القدرة الامدادية والنفاذية في الوصول والتواجد اللوجستي عند كبار الزبائن. ترقب الأسعار وعلى الصعيد السعري اليومي، انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام «برنت» القياسي بنسبة 0.70% إلى 63.17 دولار للبرميل وسط ترقب المستثمرين لنتائج مباحثات فيينا.