أن يدعوك أحدهم لتثري ثقافتك فهذا يعني أن الآخر مهتم بك، بتفكيرك، بنظرتك حين تشاهد وحواسك حين تشعر وأنفاسك حين تتسارع وترجمتك لما ستراه بأبعاد جديدة يحب أن يسمعها منك. هذا بالضبط ما حصل عندما شاهدت فيلم التاريخ والحضارة والثقافة (جود) على مسرح مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) التابع لشركة أرامكو السعودية. هناك اكتشفت أن لحضارات بلادنا أبعادا ورؤى تترجم الهوية الحقيقية للناس واهتماماتهم الفكرية التي يلبسونها في حياتهم اليومية، حتى تكاد تشبه الجلد الذي يكسو أجسامهم ويلونها حسب مسيرة الزمن المتفاوتة بين الشدة والرخاء والعسر واليسر. فشكراً لكل القائمين على هذا العمل الإبداعي، والذي هو بحق إثراء للثقافة السعودية وأبعادها التي تبحث الآن عما خلف الصور وتؤمن بالعمق الحقيقي للروح بعيداً عن ضحالة الشكل. شكرا للشباب والشابات الذين نهضوا بالفيلم على كواهلهم كي يعرجوا به إلى مقامات السموّ في دولة فتية ووطن شاب يشدّ على سواعدهم ويؤمن بالطاقة الكامنة في ذواتهم. شكراً للوطن الذي احتفى بنا تلك الليلة بخصوصية الدعوة لنرى فيلماً سعودياً بهذا الحجم.