أكدت مصادر مُطَّلِعَة أن الحريري تريث في الاستقالة لإحراج حزب الله وتوحيد الصف اللبناني، وراء طلباته الوطنية للنأي بلبنان عن النزاعات الإقليمية. وبِحَسَبِ مراقبين وسياسيين، فإن تريث الحريري، جاء بهَدَف الضغط على الأعداء وكسب مواقف واضحة وصريحة لمصلحة لبنان والقضاء على المِيلِيشِيات الإرهابية، التي تتحكم بالشعب اللبناني وبمصيره، مؤكدين أن تريثه لم يكن ناتجاً عن أَي ضغوط سياسية، إنما هي استجابة للوساطات الدَّوْلِيَّة، بهَدَف تحييد حزب الله عن السيطرة على مفاصل الدولة بأجندة تخدم إيران على حساب مقدرات الشعب الإيراني؛ حِرْصَاً على عمل مؤسسات الدولة وعدم ترك لبنان وَحِيدَاً مختطفاً من حزب طائفي. وَشَدَّد المراقبون على أن التأني في استقالة سعد الحريري، أسقط الحملة الدعائية المغرضة ضد المملكة، التي ثَبَتَ حرصها على لبنان وشعبه، مشيرين إلى أن الحريري يعطي الفرصة الآن لِمُنَاقَشَةِ النقاط الخلافية من خلال وضع حزب الله عراقيل أمام الحكومة، وأخذ التعليمات من النظام الإيراني، لتحويل لبنان إلى بؤرة إرهابية طائفية، كما أن تريثه في الاستقالة بمثابة رسالة لحزب الله بأن الحكومة لن تسمح بالتدخلات وترفض قطعاً عسكره في لبنان، بِحَسَبِ الاقتصادية. وكان الحريري قد علق استقالته من منصبه كرئيس للوزراء، اليوم الأربعاء تجاوباً مع طلب من الرئيس ميشال عون السماح بإجراء مزيد من المشاورات في خطوة من شأنها تخفيف أزمة سياسية كبرى. وأدلى الحريري بهذا التصريح بعد عودته إلى بيروت يوم أمس الثلاثاء للمرة الأولى مُنْذُ إعلان استقالته المفاجئة في الرابع من نوفمبر في بيان تلاه من السعودية. وقال الحريري: إنه يتعين على جميع الأطراف اللبنانية الالتزام ببقاء لبنان خارج الصراعات الإقليمية في إشارة إلى حزب الله المَدْعُوم من إيران.