«كل فعل يترك أثرًا وراءه، وبقدر أعمالك التي تدخل السعادة على الآخرين ومع كل عمل لطيف وإيجابي تقوم به ستشعر بالتحسن».. هذا ما قاله الباحث سونجا ليبوميرسكي الحاصل على الدكتوراه من جامعة كاليفورنيا في دراسة له عن فوائد التطوع النفسية بالنسبة للمتطوعين أنفسهم. هناك دراسات أخرى أُجريت حول هذا الأمر، منها دراسة تم تنفيذها عام 2013 أثبتت أن القيام ب 200 ساعة من التطوع على الأقل خلال عام أي بمعدل 4 ساعات أسبوعيًا كان سبباً في انخفاض معدل الإصابة بضغط الدم بنسبة 40%، وأرجعت الدراسة السبب إلى التأثير النفسي الواضح للتطوع والعلاقة المؤكدة بين كون الإنسان يتسم بالفعالية وحب الإيثار ومساعدة الآخرين، وبين تحسن حالته المزاجية. هناك فوائد أخرى للتطوع صحية ونفسية تؤكدها الدراسات البحثية منها: أنه من يعانون مرض تصلب الشرايين المتعدد يكونون أقل عرضة للاكتئاب، عندما يشاركون في تخفيف الألم عن الغير، كما أن معدل الكولسترول بالدم لدى الشباب المتطوعين ينخفض خلال ممارسة هذه الأنشطة لمدة شهرين تقريباً. ولا تتوقف الفوائد عند الشباب فقط فالباحث «رودليسشيا سنيد» يقول إن كبار السن الذين تنكمش شبكة علاقاتهم الاجتماعية يحصلون على فرصة كبرى لتدعيم هذه العلاقات مرة أخرى من خلال التطوع، حيث يضيفون إليها الجديد من العلاقات، ويكتسبون المزيد من الأشخاص الذين بإمكانهم الاعتناء بهم وتحفيزهم على الاعتناء بأنفسهم. نحن بالطبع لسنا بحاجة لمعرفة الفوائد الصحية للتطوع كي نتطوع، فديننا الكريم يحث على مساعدة الآخرين، والقرآن الكريم والأحاديث النبوية الكريمة فيها الكثير من الشواهد على ذلك، لكن أردت أن أوضح فقط أن نشر ثقافة التطوع لدى فئات المجتمع المختلفة سيعود بالنفع عليها هي بالأساس قبل المجتمع نفسه، في صورة رضا عن النفس، وإحساس بالانجاز، وبأن الحياة يمكن أن تكون ذات قيمة كبرى.