تتجه أنظار عشاق المستديرة في آسيا والبلدان العربية مساء اليوم السبت صوب استاد الملك فهد الدولي بالرياض، الذي يحتضن ذهاب الدور النهائي لدوري أبطال آسيا، الذي يجمع الهلال واوراوا ريد دياموندز الياباني، ويتطلع من خلاله صاحب الأرض والجمهور إلى تحقيق فوز مريح قبل موقعة الإياب التي ستقام يوم السبت المقبل على ملعب سايتاما 2002 بمدينة سايتاما. ويبحث الهلال -الذي سبق له التتويج بلقب البطولة «مرتين» بمسماها القديم عامي 1992 و2000- عن فوز يضع من خلاله قدمه الأولى على منصة التتويج وإنهاء حالة الخصام مع البطولة، التي استعصت عليه طوال السنوات الماضية، فيما يأمل اوراوا ردا في الخروج بنتيجة إيجابية سواء الفوز أو التعادل أو حتى الخسارة بفارق هدف على أن يكون الحسم في مباراة الإياب، التي ستقام على أرضه وأمام جماهيره وتكرار سيناريو 2007. وقد تأهل الهلال لهذا الدور إثر تصدره المجموعة الرابعة برصيد 12 نقطة جمعها من 6 مباريات، إذ فاز في 3 مباريات وتعادل في مثلها دون أي خسارة، وسجل هجومه 10 أهداف فيما استقبلت شباكه 7 أهداف، وفي ثمن النهائي تجاوز استقلال خوزستان الإيراني بعد الفوز عليه ذهابا وإيابا بنتيجة 2-1، وفي ربع النهائي تخطى عقبة العين الإماراتي بنجاح، إذ تعادل ذهابا بدون أهداف وفاز إيابا 3-0، وفي نصف النهائي فاز على بيرسبوليس الإيراني ذهابا 4-0 قبل أن يتعادل إيابا 2-2. وفي الجانب الآخر، فقد تأهل أوراوا بعد أن تصدر المجموعة السادسة برصيد 12 نقطة جمعها من 6 مباريات، حيث فاز في 4 مباريات وخسر في اثنتين، وسجل هجومه 18 هدفا بينما اهتزت شباكه 7 مرات، وفي الدور الثاني خسر ذهابا أمام جيجيو يونايتد الكوري 0-2 ولكنه عاد وفاز إيابا 3-0، ليواجه مواطنه كاواساكي فرونتال في ربع النهائي ويخسر أمامه ذهابا 1-3 قبل أن يفوز إيابا 4-1، وفي نصف النهائي نجح في التعادل ذهابا أمام شنغهاي الصيني 1-1 قبل أن يفوز إيابا 1-0. ويبرز في صفوف الهلال مجموعة من اللاعبين الدوليين والأجانب المميزين أمثال عبدالله المعيوف وأسامة هوساوي ومحمد البريك وياسر الشهراني وعبدالله عطيف وسلمان الفرج ونواف العابد وسالم الدوسري والأوروجوياني نيكولاس ميليسي والبرازيلي كارلوس إدواردو والسوري عمر خربين. فيما يبرز في صفوف اوراوا نيشيكاوا شوساكو وماركينو تومواكي وموتو يوكي واتارو إيندو وبوسوكي كاشيواغي وأوكي تاكويا وآبي يوكي والبرازيلي رافائيل سيلفا. الأندية السعودية واليابانية في النهائيات «لا غالب ولا مغلوب» بعد غياب دام 17 عاما تعود مواجهات الأندية السعودية واليابانية للواجهة الآسيوية من جديد، إذ يلتقي الهلال مع اوراوا رد في نهائي دوري أبطال آسيا، وهو النهائي السابع الذي يجمع الأندية السعودية واليابانية في جميع البطولات القارية. وقد سبق للأندية السعودية مواجهة أندية اليابان في النهائي ست مرات، فازت خلالها في ثلاثة نهائيات وجميعها عن طريق الهلال وخسرت ثلاثة نهائيات أخرى عن طريق الهلال والنصر والاتحاد. ويعود النهائي الأول إلى عام 1988 عندما واجه الهلال يوميرو وأعلن انسحابه قبل مباراة العودة، بينما كان النهائي الثاني عام 1991 عندما واجه النصر نيسان وتعادل معه ذهابا في الرياض 1-1 قبل أن يخسر أمامه إيابا في اليابان 5-0، ولكن الهلال رد جزءا من الاعتبار عام 1997 عندما تخطى ناغويا غرامبوس في نهائي كأس الكؤوس الآسيوية عندما تجاوزه 3-1، قبل أن يسقط الاتحاد أمام جوبيلو إيواتا في نهائي السوبر عام 1999بعد الخسارة ذهابا 1-0 والفوز إيابا 2-1 وهو الفوز الذي لم يكن كافيا للتتويج باللقب. ونجح الهلال في تعديل الكفة عندما حقق بطولتين متتاليتين أمام الفرق اليابانية عام 2000، إذ توج أولا ببطولة الأندية أبطال الدوري على حساب جوبيلو ايواتا قبل أن يحقق كأس السوبر في نفس العام وكانت على حساب شيميزو، ويتطلع الليلة إلى مواصلة تألقه وتفوقه أمام الأندية اليابانية وتحقيق فوز مريح يقطع من خلاله نصف الطريق نحو اللقب قبل مواجهة الإياب التي ستقام يوم السبت المقبل على ستاد سايتاما 2002 باليابان. الزعيم يبحث عن البطولة السابعة والنجمة الثالثة رغم ابتعاد الهلال عن معانقة الذهب الآسيوي قرابة 15 عاما، إلا أنه مازال يتربع على عرش القارة الآسيوية، فهو الأكثر وصولا للنهائيات والأكثر تتويجا بالألقاب، وها هو الآن يبحث عن البطولة القارية السابعة في تاريخه بحلتها الجديدة وإضافة النجمة الثالثة على قميصه عندما يواجه أوراوا رد الياباني ذهابا وإيابا في الدور النهائي لدوري أبطال آسيا. ولعب الهلال قبل نهائي الليلة 9 نهائيات سابقة توج خلالها بستة ألقاب بواقع بطولتين في بطولة الأندية أبطال الدوري ومثلها في بطولة الأندية أبطال كأس الكؤوس وأخرى في بطولة السوبر، فيما اكتفى بالوصافة في ثلاث نهائيات أخرى. وكان النهائي الأول في عام 1988 عندما واجه يوميرو سابقا -طوكيو فيردي الياباني- حاليا ولكن الهلال انسحب من البطولة قبل خوض مباراة الإياب، فيما كان النهائي الثاني عام 1992 في قطر ونجح خلالها في التتويج بلقب بطولة الأندية أبطال الدوري على حساب الاستقلال الإيراني بعد الفوز عليه بركلات الترجيح 4-3، أما النهائي الثالث فكان في كأس الكؤوس الآسيوية عام 1997 في الرياض، ونجح في تجاوز ضيفه ناجويا جرامبوس الياباني 3-1، قبل أن يتوج في نفس العام بكأس السوبر إثر فوزه ذهابا على بوهانج ستيلرز الكوري 1-0 وتعادله إيابا 1-1. وفي عام 2000 توج بالبطولة الرابعة عقب فوزه على جوبيلو ايواتا الياباني 3-2 بعد التمديد، قبل أن يسجل البطولة الخامسة عندما تخطى شيميزو إس بالس في بطولة السوبر إثر الفوز ذهابا 2-1 والتعادل إيابا 1-1، وفي عام 2002 حقق آخر بطولاته عندما ظفر بلقب كأس الكؤوس الآسيوية على حساب جيونبك هيونداي موتورز الكوري إثر فوزه عليه 2-1 بالهدف الذهبي، ولكنه خسر في نفس العام بطولة السوبر أمام سوون سامسونج بلووينجز الكوري بركلات الترجيح 4-2 بعد أن تبادلا الفوز ذهابا وإيابا بنتيجة 1-0. عاود الظهور من جديد عام 2014 ولكنه خسر لقب دوري الأبطال أمام سيدني الأسترالي بعد الخسارة ذهابا 0-1 والتعادل إيابا بدون أهداف. إدواردو ثلاثي الهلال «الرهيب» يتطلع لإنجاز جديد رغم استقطاب الأندية المشاركة في نسخة دوري أبطال آسيا الحالية للعديد من الأسماء الأجنبية الكبيرة والمعروفة على مستوى العالم، أمثال البرازيليين راميريس وأليكس تيكسيرا وأوسكار وهالك والمهاجم الكولومبي جاكسون مارتينيز إلى جانب بعض الأسماء الأخرى المميزة، إلا أن الثلاثي الأجنبي للهلال المكون من البرازيلي كارلوس إدواردو والسوري عمر خربين والأوروجوياني نيكولاس ميليسي، نجح في تصدر العناوين الرئيسية خلال منافسات البطولة بعد الأداء الرائع الذي قدمه كل منهم. وقد ساهم اللاعبون الثلاثة بشكل فعّال في وصول فريقهم إلى الدور النهائي للبطولة، بعد أن سجلوا 18 هدفا خلال المشوار المدهش الذي قدمه الفريق في دور المجموعات والأدوار الإقصائية محافظا على سجله خاليا من الهزائم. وجاءت أهداف الثلاثي بواقع 9 أهداف للسوري خربين الذي باتت حظوظه وافرة للفوز بلقب الهداف في حالة تسجيله في مباراتي الدور النهائي، و7 أهداف للبرازيلي إدواردو وهدفين للأوروجوياني ميليسي الذي في الأصل يلعب كمحور هجومي. ويسعى الثلاثي الأبرز في الساحة الآسيوية حاليا، إلى تدوين اسمائهم بمداد من ذهب في صفحات التاريخ، وقيادة فريقهم المدجج بالنجوم الدوليين نحو منصة الذهب الآسيوي التي ابتعد عنها منذ 15 عاما لم يبلغ خلالها سوى نهائي وحيد خسره أمام سيدني الأسترالي عام 2014. دياز دياز.. يقود الأزرق نحو القمة بامتياز لم تكن مهمة المدرب الأرجنتيني رامون دياز بالمهمة اليسيرة عندما تولى الإشراف الفني على الهلال خلفا للأوروجوياني جوستافو ماتوساس الذي أفقد الأزرق هويته المعروفة قبل أن تقيله إدارة النادي بعد الجولة الرابعة من الدوري في الموسم الماضي. ورغم سقوط المدرب في الاختبار الأول أمام الاتحاد، إلا أنه لم يكترث لتلك الخسارة التي أزعجت المدرج الهلالي في ذلك الوقت، بل اعتبرها بداية الانطلاقة الحقيقية للزعيم نحو الانتصارات والبطولات، خصوصا بعد الخطوات التصحيحية التي أعاد من خلالها ترتيب أوراق الفريق وتوظيف لاعبيه وفق إمكاناتهم ليفجر طاقاتهم ويبحر معهم في قارب النجاح. وقاد دياز فريقه الهلال منذ أن تسلم المهمة بصفة رسمية يوم الجمعة 28 أكتوبر 2016 وحتى قبل مباراة الليلة أمام أوراوا الياباني في 46 مباراة منها 28 مباراة في الدوري للموسمين الماضي والحالي و5 مباريات في كأس الملك وواحدة في كأس ولي العهد و12 مباراة في دوري أبطال آسيا، وحقق خلالها الفوز في 34 مباراة وتعادل 10 مباريات فيما لم يخسر سوى مباراتين فقط، الأولى كانت أمام الاتحاد في الدوري والثانية كانت أمام النصر في نصف نهائي كأس ولي العهد، وكلتا المباراتين في الموسم الفائت الذي توج خلاله ببطولتي الدوري والكأس. ويعكف دياز صاحب السجل الحافل بالإنجازات في أمريكا اللاتينية على مواصلة إنجازاته مع زعيم الكرة الآسيوية وقيادة دفة الأزرق نحو إنجاز آسيوي جديد افتقده منذ خمسة عشر عاما ومن ثم التفرغ للمنافسات المحلية لتكرار ثنائية الموسم الماضي.