شكت أمهات المختطفين بمحافظة الحديدة الواقعة غرب اليمن، من أن اختطاف وتعذيب أبنائهن داخل سجون ميليشيات الحوثي الانقلابية أصاب العشرات بالاضطرابات النفسية، وقد يصل بهم إلى حد الجنون. وقالت رابطة أمهات المختطفين بالحديدة في وقفة احتجاجية إلى تفاقم معاناة ابنائهن داخل السجون وإصابتهم بأمراض جسدية، ومنع دخول الطعام والدواء لهم، وإهمال رعايتهم صحياً. وطالبن خلال بيان أمس الأول، كل الجهات المختصة والمنظمات الإنسانية والحقوقية بالضغط على جماعة الحوثي وصالح لاطلاق سراح جميع ابنائهن المختطفين والمختفين قسراً من سجونها، خاصة مَنْ تعرض منهم للحالات النفسية، وصفهن بحالات أقرب للجنون، علاوة على مطالبتهن بزيارة اولادهن والاطمئنان عليهم، خاصة المختطفين في سجن حنيش السري بالحديدة. وشكت الأمهات، في البيان، من خذلان المنظمات الحقوقية والإنسانية لأبنائهن المختطفين وهم يتعرضون لأشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، دون أي رحمة أو إنسانية تحفظ كرامتهم وحياتهم، وحمّلت الأمهات ميليشيات الحوثي مسؤولية حياة وسلامة أبنائهن المختطفين، وطالبت بإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط. يشار إلى أن ميليشيات الانقلاب، اختطفت آلاف الناشطين والسياسيين والصحافيين والمواطنين اليمنيين المعارضين لاختطافهم الشرعية منذ 3 أعوام، وقتل عدد كبير منهم جراء التعذيب الوحشي، حيث يتعرضون لأبشع أنواع الانتهاكات الإنسانية بمعتقلات وسجون سرية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. وفي سياق معاناة اليمنيين، أشاد نائب وزير حقوق الإنسان اليمني د. سمير الشيباني بالدور التاريخي، الذي قامت به المملكة لنجدة الشعب اليمني واستعادة الشرعية، استجابة للمتغيرات التي حدثت في اليمن، وذلك في ندوة أُقيمت أمس الأول في العاصمة الفرنسية باريس، تحت عنوان «كيف نحمي الموروث الثقافي اليمني؟». وأضاف الشيباني، إن الانقلابيين ينفذون أجندة المشروع الإيراني لإعادة إنتاج الثورة الخمينية الطائفية، وأن إيران لا تريد للأمة العربية النهوض، ولا لليمنيين الخروج للمشاركة مع الآخرين في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. من جهته، أعرب أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي، د. محمد بشاري، عن استغرابه أن تقوم عصابات لها أجندة غير الأجندة الداخلية لليمنيين، بالانقلاب على شرعية دستورية، خصوصاً أن هذه العصابات تتبع أجندات خارجية إيرانية تريد زعزعة الأمن في المنطقة. وأكد الأمين العام أن مساندة الشرعية في اليمن لحماية اليمنيين من هذا الغزو العرقي والطائفي والثقافي، الذي تقودهُ إيران. من ناحيته، أشار رئيس مبادرة الشباب من أجل يمنٍ جديد، م. خالد حسن عفيفي، إلى أن الميليشيات أثارت الطائفية وأصبح اليمن على إثرها مقسماً على أسس طائفية ومذهبية ومناطقية وإثارة النعرات القبلية، ونشر الكراهية بين المجتمع اليمني، وهو ما ذهبت إليه رئيسة المبادرة العربية للتثقيف والتنمية، أستاذة العلوم السياسية، د. ابتسام باسندوة، مستنكرة محاولة الميليشيا الانقلابية إضافة مفهوم الإمامة في الثقافة الجمهورية، وتعطيل العملية التعليمية وإرسال الأطفال إلى جبهات القتال. وتطرق من ناحيته، وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، إلى استهداف الإعلام اليمني من قبل الميليشيات الحوثية بدعم من إيران، إذ شهدت اليمن أبشع الجرائم بحق الإعلاميين والصحفيين، ولفت إلى ما كشفته عدة منظمات معنية بالصحافة العالمية عن اعتقال وقتل عدد كبير من الصحفيين. وناشد الإرياني، المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والقانونية التي آزرت اليمن من أجل الحرية والعدالة والمساواة وحرية الصحافة أن يقفوا بجانب الصحفيين في اليمن، وأن يسهموا في رفع الجور والظلم، الذي يتعرض له الصحفيون من قبل الجماعات الانقلابية الحوثية.