دعا مجلس استشاري لحقوق الإنسان يتبع الفيفا قطر إلى بذل مزيد من الجهود لتحسين أوضاع العمالة في مواقع البناء في منشآت كأس العالم، في وقت لا تزال فيه سلطات الدوحة تماطل في تقديم رد شافٍ بشأن ملابسات حادث وفاة عامل بريطاني أثناء مشاركته في أعمال بناء أحد الملاعب وتفسير ما وقع بالضبط. وتبدو أوضاع العمال في مواقع البناء بمنشآت كأس العالم في روسياوقطر ما زالت تحت مراقبة المنظمات الإنسانية. ورحب المجلس الاستشاري بتأسيس الفيفا ما أطلق عليه «أنظمة مراقبة لأعمال البناء في قطروروسيا»، واعتبرها خطوة ضرورية لبناء ثقة أكبر في العمل الذي تم تنفيذه بالفعل، كما دعا إلى نشر المعلومات المتعلقة بنتائج عمليات المراقبة بشكل علني. شكل معاكس ويأتي تقرير المجلس الاستشاري بشكل معاكس، لقرار منظمة العمل الدولية القاضي بإسقاط شكوى ضد قطر بشأن طريقة تعاملها مع العمالة الوافدة. وطلب التقرير من الفيفا التحلي بالشفافية فيما يتعلق بالقضايا التي تظهر وتتعلق بانتهاك حقوق الإنسان في بناء المنشآت في قطر. وفيما يخص العامل البريطاني المتوفى أثناء مشاركته في أعمال بناء أحد ملاعب كأس العالم في قطر، لا تزال سلطات الدوحة -بعد 10 أشهر على الحادثة- تماطل في تقديم رد شافٍ بشأن ملابساتها وتفسير ما وقع بالضبط، حسبما أفادت صحيفة «جارديان». وتسلط وفاة زاك كوكس، التي وقعت في يناير الماضي، الضوء مجددا على الانتهاكات التي يتعرض لها آلاف العمال المنخرطين في تشييد المنشآت الرياضية، التي تبنيها قطر استعدادا لتنظيم كأس العالم 2022. وتوفى كوكس بعد سقوطه من ارتفاع 40 مترا، أثناء عمله في موقع بناء ملعب خليفة، نتيجة خلل في احتياطات السلامة، وتم إبلاغ أسرته بوجود تقرير يحتوي على معلومات مهمة عن الحادث، لكنه لم يسلم إليهم ولا للسلطات البريطانية، التي تحقق بالحادث حتى الآن. الحادث المرعب وحسب صحيفة «جارديان»، فإن اللجنة العليا للمشاريع والإرث، التي تتولى مسؤولية تنفيذ مشروعات البنية التحتية للمونديال، لم تتواصل مع أسرة العامل بشأن الحادث، كما لم تفعل شركة الإنشاءات الألمانية التي تبني الملعب. وقالت أخت كوكس غير الشقيقة، إيلا جوزيف للصحيفة البريطانية «مرت 10 أشهر ولم نتلق سببا رسميا لوفاته ومَنْ المسؤول عن ذلك، ولم يتم تقديم ضمانات على أن مثل هذا الحادث المرعب لن يحدث مجددا». وطالب المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، التابع للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، مؤخرا قطر، بتحسين أوضاع العمال الأجانب، وتشديد عمليات التفتيش على ظروف عملهم ومراجعة المعايير المطلوبة. وحث المجلس، المؤلف من 8 خبراء حقوقيين دوليين، الفيفا على استخدام نفوذه للتواصل مع الدوحة بشأن أوضاع هؤلاء العمال. وذكر المجلس في تقريره أن الوفاة والمرض الشديد والمعاملة القاسية أكثر ما يقلق المنظمات الحقوقية الدولية والأوروبية، التي تصدر التقرير تلو الآخر، لتوثيق هذه الانتهاكات وتحث على مواجهتها. ويأتي ذلك في إطار ضغوط جديدة تمارس على قطر لوقف «عبوديتها الحديثة» في التعاطي مع العمال الوافدين للمشاركة في بناء منشآت كأس العالم 2022، وذلك في ظل اتهامات مستمرة، ليست بالجديدة، وانتهاكات بحق العمال الأجانب في قطر.