نحن في المملكة جربنا التعامل مع كل أصناف البشر وتنوعاتهم ولوعاتهم ولواعجهم وكل أنواع الغمز واللمز والنفاق والهراء. وجربنا أيضاً عداوات متنوعة من كل صنف، الجهويين والمؤدلجين والجهلة والظلاميين ونظار الضلالات والابتزازيين والمخدرين بالشعارات و«الأحلام» السعيدة. في كل خطوة سعودية إلى الأمام والتقدم تخرج الأشباح والخفافيش والأفاعي والثعالب المتنوعة، من القوميين المحنطين المجمدة عقولهم في تنظيرات الخمسينيات، والإخوان الجدد الذرائعيين، والليبرالية الاجتثاثية المتخلفة التي تهندس الحرية وفقاً لمقاساتها الشخصية الضيقة، ومجموعات الغلو الديني الساذجة التي يجري توظيفها للإساءة إلى المملكة وتشويه الدين، والخمينيين الذين ينسجون خيالات وأوهاماً وخرافات، والجهويين الرجعيين الذين يصادرون الأمجاد لجهاتهم، ومدمني الأحكام الجاهزة التي تمتزج بميولاتهم ولواعجهم وأمانيهم، هؤلاء يتعامون كلياً عن أنه في «مضارب البدو» ربيع نهضة متقدمة مستمرة وثورة مبدعة وإنجازات على الأرض في المملكة والخليج، بينما تغوص مدنهم ومدنيتهم المغرورة النائمة المتخلفة في الوحول وتصاب نخبهم بالحول والرجعية الفكرية أيضاً، إذ تكيل المدح وتمجد حزباً ظلامياً إرهابياً وكهنوتياً رجعياً مثل حزب الله، وهو و«داعش» صنوان ووجهان لعملة واحدة، وترى فيه أنوار الحضارات والتقدم، فقط لأن الحزب يعلن عداءه للمملكة. هذه المجموعات والحزبيات متناقضة ومتنافرة ومتضادة جوهرياً، وفكرياً ومصلحياً وأيديولوجياً وأسلوباً ولغة، لكن تجمعها عروة وثقى واحدة هي العداء للمملكة، إذ تهرع خلاياها وناشطوها لتضخيم السلبيات في المملكة ويطرحون شكوكاً ورؤى تتقصد النواقص ويأخذون من كل جانب ظلاماته، لهذا حينما تقدم المملكة مشروعأً اقتصادياً أو صناعياً أو عسكرياً محلياً أو مبادرة عربية، تصاب هذه المجموعات ب«سعار» و«أرتكاريا» ونوبات «عبط» حادة، وتتداعى في حملات ضد المملكة، وتنقب في الصفحات السوداء وظلاميات الأنفس الأمارة بالسوء عن الشكوك والتصريحات والتعريضات التي يطرحها الأعداء التاريخيون للمملكة، فتعتمدها حقائق وبراهين وأدلة وهي بهتان وعدوان بواح. مثلاً واحدة من قصص كثيرة مماثلة، استخدمت مجموعة متنوعة من هذه الخلايا فرية مدسوسة على صحيفة الانديبندنت البريطانية (وتتفق مع هواها)، على الرغم من أن الصحيفة اضطرت لحذف الموضوع وقدمت اعتذاراً رسمياً بعد التهديد بمقاضاتها. لكن الدساسين يستخدمون الفرية ويتجاهلون اعتراف الصحيفة واعتذارها، لأن المعلومة المدسوسة «تونسهم» وأصلاً الفرية لم تنشر وما طار بها الركب إلا لأنها تفرح هؤلاء وتسعدهم. كانت الخلايا ومتطوعوها وناشطوها يكثفون الحملات حول الفساد في المملكة، ويعيروننا في كل محفل ولسان، وحينما حدثت ثورة ضد الفساد ونقلة نوعية جديدة، أصيبوا بالأسى واللوعة وسعار جديد، وبدأوا يكثفون الحملات ويشككون ويشوهون ويغمزون في الأشخاص والإدارات وحتى في المجتمع. وهذا يدل على أن كل أطروحاتهم ليست إلا حرباً إعلامية وفكرية على المملكة وطناً وشعباً وقيادة ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، ولا يمكن وصف آلة الردح وحملاتها إلا أنها كره مجاني وحقد مريض. وتر يا أرض الأنوار والرسالات والإنجازات والمآذن يا قامات النخيل والأثل في الوديان الخصيبة هذه الأقمار تضيء مد البيد وتعبد الطريق إلى إشراقة شمس جديدة وغد بهي.. [email protected]