حملات التشويه والشيطنة المنظمة التي يشنها المتطرفون من ذوي القلوب الميالة إلى داعش وتنظيم الإخوان الإرهابي مستهدفين بها كتاب وإعلاميي ومثقفى الوطن عند كل نقطة تحول تطيح بأحلامهم وتلحق بهم خسارة تلو الأخرى ليست جديدة ولن تتوقف، فطوال أربعة عقود مضت كانت وما زالت هذه الممارسات الرخيصة حيلتهم الوحيدة في مقاومة التغيير وادعاء الخوف على المجتمع الذي يحلمون باختطافه وقذفه في أتون الفتنة والتطرف والإرهاب. واجه الراحل الكبير الدكتور "غازي القصيبي" رحمه الله أشد وأعتى تلك الحملات الدنيئة القائمة على الكذب والتلفيق والسفاهة في الخطاب، فالمتطرف لا يعرف للخصومة شرفاً ولا للخلق القويم طريقاً، ويمكنه فعل أي شيء مهما كان لتشويه صورة من يكشفه ويعري انحرافه وظلاميته و منهجه الضال. مرت السنوات وبقي القصيبي رمزاً خالداً وعلامة مضيئة في ذاكرة الوطن، أما خصومه غير الشرفاء فتحولوا إلى مجرد مهملات في سلة التاريخ، لأن الحق يعلو ولا يعلى عليه، ولا يمكن للصراخ والكذب أن يبني أمجاداً أو يجد احتراما من أحد وإن انخدع به بعض الجهلة والعوام لفترة من الزمن قبل أن تبهر أعينهم الحقيقة. خلال الأسبوع الماضي عاشت اللجان الإلكترونية التابعة لتيار التطرف المعادي للدولة والناس حالة "سعار" في شبكات التواصل الاجتماعي جعلتها تتخبط في كل اتجاه وتستخدم كل التقنيات التضليلية المتاحة لتشويه الكتاب والإعلاميين الذين ألهبت سياط كلماتهم ظهور أعداء الوطن في الداخل والخارج، تحركت تلك اللجان في تويتر بكل ما أوتيت من سفاهة ورخص وانحدار أخلاقي لاستعداء المجتمع على كل صوت وطني يقف ضد مشاريعهم الظلامية، ووصل الأمر بهم في نهاية ثورتهم البهلوانية إلى اختلاق وتلفيق قصة ساذجة لتشويه صورة الكاتبة الدكتورة «هيا المنيع» عضو مجلس الشورى، متناسين بجهل مدقع أن صراخهم وحملاتهم اليائسة مجرد "شنشة" معروفة تجاوزها الزمن والوعي الاجتماعي السعودي في زمن التحول الوطني الكبير الذي لم يعد لهم تجاهه أي خيار. فشل أعداء الوطن والنور والحياة في تحقيق أي هدف من حملاتهم المسعورة، وارتدت عليهم هماً وغماً وخسائر تراكمية جديدة، ولو كانوا قوماً يعقلون لركبوا مع الناس سفينة التحول الوطني وتابوا من استقلال القوارب الحزبية الورقية التي اعتقدوا أنها قادرة على تعطيل مسيرة الوطن نحو المستقبل فغرقت وأغرقتهم معها في مستنقع العداء للوطن والمجتمع. الجيد في كل سقوط جديد لحملات هؤلاء الظلاميين أنه مسمار يدق في نعش تكتلاتهم المصلحية المعادية للوطن وأهله، ويعريهم أمام المنخدعين بهم والمضللين بأطروحاتهم، تماما كالنار التي تأكل نفسها بنفسها حتى تتحول رماداً تذروه الرياح.