بداية «عاصفة الحزم» التي أطلقها «التحالف العربي» بقيادة المملكة لإنقاذ اليمن الشقيق من براثن الانقلابيين، وما تلاها من عملية «إعادة الأمل» استكمالا للهدف نفسه، حمل إشارة انطلاق مرحلة الحسم والحزم التي تقودها السعودية في المنطقة إحقاقا للحق، وتساندها فيها بدور لافت الإمارات، والأردن، والبحرين، وباكستان وجيبوتي، والسودان والسنغال، والكويت، والمغرب وماليزيا، انطلاقا من إدراكها حساسية المرحلة وخطورة الفتن التي ينسجها نظام إيران، فضلا عن وعيها الكامل بضرورة وحدة الصف العربي للتصدِي بكل حسم وفاعلية لكل ما من شأنه أن يهدد المنطقة، ويغتال مستقبلها. وبرهن «التحالف العربي»، منذ انطلاقته الحربية والإنسانية لإغاثة اليمنيين الأشقاء في الدم والعروبة والتاريخ والمصير، على أنه كان ولا يزال الحصن المنيع الذي لا يحمي اليمنيين فقط من شرور قوى الإرهاب والانقلاب وجرائمها، بل يتصدى كذلك لأيدي الغدر الحاقدة، التي تحاول بمكرها أن تتطاول على سيادة دول المنطقة وأمنها واستقرارها وعروبتها، ولاسيما دول الخليج العربية التي باتت مسرحا شاهدا على ما لا يُحصى من الاعتداءات والانتهاكات السافرة من إيران وأذرعها الممتدة في دول أخرى، ولا سيما كل من ميليشيا الحوثي في اليمن، و«حزب الله» في لبنان. ووفقا لدراسة نشرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية تحت عنوان «حزم في صون مستقبل المنطقة وشعوبها»، لم يكن الصاروخ الآثم الذي أطلقه الحوثيون، السبت الماضي، محاولين عبثا ضرب أمن السعودية، سوى محاولة يائسة منهم للاستعراض والمكابرة، وممن يوجههم ويدعمهم بالمال والسلاح لبثِ المزيد من رسائلهم المسمومة بأنهم مصمِمون على أن يكونوا اليد الهدامة اللاهثة وراء جرِ المنطقة إلى الدمار والخراب، ليأتي تأكيد واضح من التحالف الأحد، بوقوف إيران وراء إطلاق الميليشيا الحوثية صاروخا باليستيا تم إسقاطه قرب الرياض، ووصفه ذلك بالعمل العدائي والعبثي والهمجي. وقالت الدراسة: «الصاروخ الآثم لم يأتِ إلا بنتائج معاكسة صبت في مصلحة تحالف الحق والشرعية، فقد قدم الاعتداء السافر دليلا بليغا على مدى يقظة المملكة ودول التحالف وجاهزيتها للتصدي لاعتداءات الحاقدين من جهة، وفتح عيون الجميع على مدى تخبُط الانقلابيين وداعميهم في ظل الضربات الموجعة المتواصلة التي يتلقونها من التحالف في اليمن من جهة ثانية، وقدم إلى العالم دليلا صارخا جديدا على حجم التهديد الذي تمثله إيران وأذرعها لأمن المنطقة ومستقبل شعوبها من جهة ثالثة، وهو السياق الذي يؤكده تحميل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، طهران مسؤولية الصواريخ التي يطلقها الانقلابيون اليمنيون على المملكة، علاوة على ذلك، أسهم هذا الاعتداء في تعزيز روح التعاضد والتآزر بين أركان التحالف العربي نفسه، وفي تقوية التفاف أنصار الحق والشرعية من المحيط العربي حول التحالف وأهدافه المتمحورة حول خير اليمن والمنطقة من جهة رابعة، وهو ما يؤكده حجم الإدانات الخليجية والعربية للاعتداء». وختاما، فإن نهج الحزم الذي تسلكه المملكة يتضح بجلاء في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي منحته قراراته القوية وتوجيهاته الجريئة والصائبة اسم «سلمان الحزم» في قلوب شعبه ومحبيه، وأشارت الدراسة إلى أنه ذات النهج الذي تؤيده دولة الإمارات مع كلِ فصل جديد من فصوله، ليس فيما يتعلق بالتصدي للأطماع والتدخلات الإيرانية في المنطقة فقط، بل فيما يتعلق بملف محاربة الإرهاب وبتر جذوره ومواجهة شتى أشكاله وصوره بشقيه الفكري والميداني.