تعتبر الحدائق العامة وساحات البلدية من الأماكن العامة المفتوحة في الهواء الطلق، وخير متنفس لأهالي الأحياء السكنية وخصوصاً الأطفال. بحكم قربها من المنزل، ومناسبتها لكافة الأعمار، وعدم وجود أي تكلفة مادية لزيارتها. مما جعلها المكان العام المحبب للأسر في الأيام العادية وخصوصاً في عطل نهاية الأسبوع. حيث تقضي أفراد الأسرة وقتها بحسب اهتماماتها من خلال ممارسة رياضة المشي، أو القراءة أو لتجاذب أطراف الحديث أو الشواء، أو ممارسة الأنشطة التي يحبها الأطفال وهي الألعاب الترفيهية واللعب بالدراجات الهوائية، وغيرها من الاهتمامات الأخرى. ولا شك أن هذه المشاريع الخدمية والاجتماعية في مضمونها، التي نفذتها أمانات المناطق، الهدف منها هو توفير أماكن ترفيهية مخصصة لأفراد المجتمع، وبيئة آمنة للأسر، والهدف أيضاً هو حماية البيئة والمحافظة على توازنها، وتعزيز الروابط الأسرية. ولجعل هذه المشاريع بيئة أكثر أماناً لأفراد الأسر وخصوصاً الأطفال، يجب على الأمانات أن تعمل على زيادة الإضاءة بالنسبة للحدائق العامة، وأن تضع مظلات فوق ألعاب الأطفال للحماية من أشعة الشمس المباشرة، لا سيّما في فترة الصيف، وأن يتم أيضاً وضع حاجز حديدي حول الحديقة، لا يتجاوز ارتفاع المتر، بالإضافة إلى وضع أبواب لا يمكن فتحها إلا من قبل كبار السن كما هو معمول به في بريطانيا وإسبانيا وفرنسا، وغيرها من الدول التي تطبق المعايير العالمية وفق أنظمة الأمن والسلامة، وذلك ليكون حماية بعد الله للأطفال، وعدم تعريضهم لخطر الحوادث - لا سمح الله-. وعلى سبيل المثال، كالحادثة المؤسفة التي حصلت منذ مدة في حديقة الجبيلة بالرياض، حينما تعرض أحد الأطفال لم يتجاوز الرابعة من عمره، حينما خرج من الحديقة في غفلة من ذويه ودهسته إحدى السيارات المارة، وتوفي بعد ذلك، نسأل الله أن يجعله من طيور الجنة وشفيعا لوالديه. ولا نود، حقيقة، تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة، ونرى المزيد منها، لذا، أتمنى من أمانات المناطق السرعة في مراجعة صيانة الحدائق العامة وساحات البلدية الحالية، والعمل على وضع اشتراطات الأمن والسلامة، التي تكفل حماية أبنائنا وعدم تعريضهم للخطر- لا سمح الله. وأن لا يتم افتتاح المزيد من الحدائق والساحات إلا بعد تطبيقها لأنظمة الأمن والسلامة. حفظ الله الجميع وأدام علينا نعمة الأمن والأمان.